مقتل خمسة من عناصر القاعدة باليمن في ضربة أميركية

واشنطن تشن سلسلة غارات استهدفت معاقل تنظيم القاعدة في مناطق جبلية شرقي محافظة أبين الجنوبية.

بصنعاء - قُتل خمسة من عناصر تنظيم القاعدة بينهم قيادي محلي، في غارات نُسبت إلى الولايات المتحدة على مناطق في جنوب اليمن، وفق ما أكده مصدران أمنيان يمنيان اليوم السبت، فيما تأتي هذه الغارات في إطار معاضدة واشنطن لجهود المجلس الانتقالي الجنوبي الذي وجهت قواته ضربات موجعة إلى التنظيم المتطرف ولعبت دورا بارزا في بسط الأمن في المنطقة.

وقال مصدر أمني في محافظة أبين "أبلغنا سكان المنطقة بالضربة الأميركية والمعلومات المتوفرة لدينا تفيد بتصفية خمسة عناصر من القاعدة".

من جهته، أفاد مصدر أمني آخر بأن "الغارة التي استهدفت مساء الجمعة شمال خبر المراقشة قتلت خمسة بينهم قيادي محلي"، مضيفا أن أسماءهم لم تُعرف.

ووفّرت الحرب في اليمن، أفقر دول شبه الجزيرة العربية، موطئ قدم لجماعات متطرفة، وبينها تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي تعتبره واشنطن أخطر أذرع التنظيم الأساسي، لكن وتيرة هجماته تراجعت كثيرا في السنوات الأخيرة.

وأكّد المصدران الأمنيان أن الضربات استهدفت تنظيم القاعدة مساء الجمعة في مناطق جبلية شرقي محافظة أبين الجنوبية.

ولطالما اضطلعت القوات الموالية للمجلس الانتقالي الجنوبي المنادي بالاستقال وتأسيس دول الجنوب، بدور مهمّ في محاربة الجماعات الإرهابية في جنوب البلاد.

وتشكّلت قوات "الحزام الأمني" بدعم من الإمارات في ثلاث محافظات جنوبية هي عدن ولحج وأبين بهدف حفظ الأمن والاستقرار فيها ولعبت دورا هاما في طرد عناصر القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في جنوب البلاد.

وشاركت هذه القوات وقوات النخبة الشبوانية والحضرمية، في عمليات عسكرية وأمنية ضد معاقل القاعدة في محافظات جنوبية مثل أبين وشبوة وحضرموت، وجهت ضربات موجعة إلى التنظيم المتطرف.

وأطلق المجلس الانتقالي الجنوبي في العام 2022 عملية عسكرية واسعة النطاق تحت اسم "سهام الشرق" في محافظة أبين وحققت أهدافها بطرد التنظيم من بعض المناطق.

ونسقت هذه القوات في عدة مناسبات جهودها مع القوات الحكومية اليمنية والتحالف العربي الداعم للشرعية بقيادة السعودية، في محاربة القاعدة.

وتأسس المجلس الانتقالي الجنوبي في العام 2017، وهو جزء من "مجلس القيادة الرئاسي"، السلطة اليمنية المعترف بها دوليا التي تتخذ من الجنوب مقرا منذ اندلاع النزاع في اليمن.

وحذّر تقرير أممي نُشر في 2024 من التعاون "المتزايد" بين الحوثيين وجماعات إرهابية مثل تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية الذي يتحالفون معه ضد قوات الحكومة اليمنية.

وأُعلن في 6 مايو/أيار اتفاق لوقف إطلاق النار بين الولايات المتحدة والحوثيين بوساطة عُمانية، بعيد إعلان الرئيس دونالد ترامب وقف الغارات الأميركية التي استمرت أسابيع في اليمن، واستهدفت مناطق سيطرة المتمردين.

وتأسس تنظيم القاعدة في جزيرة العرب عام 2009 على يد أسامة بن لادن بدمج فصائل التنظيم السعودية واليمنية، وبرز خلال الفوضى التي أنتجتها الحرب في اليمن، في وقت كان المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران يقاتلون في وجه التحالف العسكري الذي تقوده السعودية منذ العام 2015.

وفي مارس/آذار 2024، أكد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، الذي تصنفه الولايات المتحدة إرهابيا، مقتل زعيمه خالد باطرفي، وأعلن سعد بن عاطف العولقي خلفا له.

ويشهد اليمن نزاعا داميا منذ 2014 بين الحكومة اليمنية والمتمردين الحوثيين. وتصاعد الصراع مع تدخل السعودية على رأس تحالف عسكري دعما للحكومة، لوقف تقدّم الحوثيين المدعومين من إيران بعد سيطرتهم على العاصمة صنعاء.