نتنياهو يؤجج التوتر بعزمه فرض السيادة الاسرائيلية على كامل القدس
القدس - ينذر تعهد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بفرض السيادة الإسرائيلية على كامل القدس بتفجير موجة عنف جديدة، بينما تواجه الدولة العبرية ضغوطا دولية لوقف الحرب على غزة ووضع حد لهجمات المستوطنين التي أدت إلى ترويع الفلسطينيين.
وقال شهود إن مسيرة كبيرة في القدس لإحياء الذكرى السنوية لاستيلاء إسرائيل على القدس الشرقية في حرب عام 1967 تحولت إلى حالة من الفوضى، عندما واجه يهود إسرائيليون من اليمين المتطرف فلسطينيين وإسرائيليين آخرين وصحفيين واعتدوا عليهم.
وهتف الآلاف ورقصوا ولوحوا بالأعلام الإسرائيلية خلال مسيرة الأعلام بعد أن زار وزير الأمن الوطني الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير حرم المسجد الأقصى اليوم الاثنين.
وذكر شاهد أن أعمال عنف اندلعت في البلدة القديمة بالقدس بعد الظهر بقليل، عندما بدأ شبان من المشاركين في المسيرة بمضايقة أصحاب المتاجر الفلسطينيين القلائل الذين لم يغلقوا متاجرهم قبل بدء المسيرة.
وبعد ذلك، بدأ المشاركون في المسيرة، ومعظمهم من الشبان الإسرائيليين المقيمين في مستوطنات بالضفة الغربية المحتلة، باستهداف نشطاء يساريين إسرائيليين وصحفيين كانوا يغطون المسيرة.
وهتف المشاركون في المسيرة بشعارات قومية ودعوا إلى العنف ضد الفلسطينيين، مرددين "الموت للعرب".
وقال الشاهد إن مجموعة من المستوطنين الشبان بصقوا على امرأة فلسطينية وصحفيين، دون أن يتدخل أفراد شرطة إسرائيليون كانوا قريبين منهم.
وقال رجل شرطة في الموقع إنه لا يمكن اعتقال الإسرائيليين الشبان المشاركين في المسيرة لأنهم دون سن 18 عاما.
وشارك موشيه، وهو مستوطن إسرائيلي عمره 35 عاما يعيش بالضفة الغربية ومؤيد للحكومة اليمينية الحالية، في المسيرة التي طافت حيا فلسطينيا بالبلدة القديمة حاملا بندقية على كتفه وابنته على الكتف الآخر. وقال، رافضا ذكر اسم عائلته، إن هذا "يوم سعيد جدا" لأن القدس بأكملها "تحت سيطرة حكومة إسرائيل".
ووصف يائير جولان، زعيم المعارضة اليسارية والنائب السابق لرئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، صور العنف في البلدة القديمة بأنها "صادمة". وقال في بيان "ليس هكذا يبدو حب القدس. هكذا تبدو الكراهية والعنصرية والتنمر".
وندد المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبوردينة بالمسيرة وبزيارة بن غفير لحرم المسجد الأقصى وأكد "خطورة مواصلة سلطات الاحتلال عدوانها على الشعب الفلسطيني سواء بالإبادة في قطاع غزة، أو ما يجري في الضفة من اقتحام للمسجد الأقصى ورفع علم دولة الاحتلال وإقامة الطقوس الدينية في باحاته على المنطقة بأسرها".
وبموجب اتفاق قائم منذ عقود، تُدير الحرم مؤسسة إسلامية أردنية. ويُسمح لليهود بزيارته لكن لا يُسمح لهم بالصلاة فيه.
ويطالب بن غفير، الذي أثارت زيارته تنديدا من الأردن أيضا، منذ فترة طويلة بصلاة اليهود في حرم المسجد الأقصى وهو ما يطالب به آخرون من اليمين المتطرف في إسرائيل.
وتتزامن مسيرة هذا العام مرة أخرى مع استمرار حرب غزة، التي دخلت الآن شهرها العشرين، ومع تصاعد الحملة العسكرية الإسرائيلية على مسلحين فلسطينيين في الضفة الغربية حيث تزداد هجمات المستوطنين التي تستهدف الفلسطينيين.
وغالبا ما تثير المسيرة التوتر مع تدفق قوميين متطرفين على المناطق الفلسطينية في البلدة القديمة بالقدس وهم في طريقهم إلى الحائط الغربي، أحد أقدس المواقع لليهود.
وأدت المسيرة في عام 2021 إلى صراع قصير بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية حماس، التي أشعلت الحرب الحالية في غزة بهجومها في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 على جنوب إسرائيل.
واستولت إسرائيل على القدس الشرقية، ومن بينها البلدة القديمة، من الأردن في حرب عام 1967 ويسعى الفلسطينيون إلى إقامة دولة مستقلة لهم في المستقبل على الضفة الغربية وغزة تكون عاصمتها القدس الشرقية.
وتعتبر معظم الدول الشطر الشرقي من المدينة أرضا محتلة ولا تعترف بسيادة إسرائيل عليها، بينما تؤكد الدولة العبرية أن المدينة عاصمتها الأبدية التي لا تقبل التجزئة.
واعترف الرئيس دونالد ترامب في عام 2017 بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية من تل أبيب إليها.
وهنأ السفير الأميركي مايك هاكابي، وهو مسيحي، إسرائيل الأحد على ما وصفه بإعادة توحيد المدينة قبل 58 عاما.