الحوثيون يبعثون رسائل تهدئة إلى الداخل والخارج
صنعاء - أعلنت جماعة الحوثي اليمنية استعدادها لإعادة فتح طريق حيوي يربط بين محافظتي تعز وعدن، بعد إغلاق دام 10 سنوات جراء الحرب، فيما يأتي هذا القرار بعد أقل من أسبوع من فتح المتمردين الطريق بين صنعاء وعدن، بينما يبدو أن الجماعة المدعومة من إيران تبعث برسائل تهدئة، في إطار إستراتيجية جديدة يتوقع أن يُنظر إليها على أنها بادرة حسن نية تجاه جهود السلام والمفاوضات الجارية.
ويُعتقد أن يكون فتح الطرق جزءا من مخطط الحوثيين لتحقيق مكاسب سياسية أو للضغط على الأطراف الأخرى لتقديم تنازلات، كما يرجح أن المتمردين يراهنون على تحسين صورتهم على الصعيدين المحلي والدولي من خلال إظهارهم كطرف يسعى لتخفيف معاناة الشعب اليمني.
وأعرب محمد مفتاح، النائب الأول لرئيس حكومة الحوثيين، غير المعترف بها دوليا، عن أمله في فتح بقية الطرق في كافة المحافظات "حرصا على تخفيف معاناة المواطنين".
وقال "من جانبنا جاهزون لفتح الطريق وترميم وإصلاح جسر عقان في وادي رصد، أو عمل تحويلة للخط، باعتباره من الخطوط المهمة والحيوية التي تسهل مرور وتنقل المواطنين بين تعز وعدن".
والطريق الرابط بين تعز وعدن أغلق عام 2015، ما دفع المسافرين لاتخاذ طرق وعرة تستغرق نحو 6 ساعات وأكثر، بدلا من ساعتين. وتأتي مبادرة الحوثي، غداة دعوة المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أطراف النزاع إلى إعادة فتح المزيد من الطرق في البلاد.
والخميس، أعلنت الحكومة إعادة فتح طريق حيوي في محافظة الضالع يربط بين صنعاء وعدن بعد إغلاقه 7 سنوات نتيجة تداعيات الحرب.
كما أعلن المتمردون فتح الطريق من جانبهم بمبادرة "تهدف لتخفيف معاناة المواطنين"، وفق وكالة أنباء "سبأ" التابعة للجماعة.
وبفتح الطريق سيتم اختصار المسافة بين صنعاء وعدن إلى نحو 360 كم، بدلا من طرق بديلة تتجاوز 600 كم، حسب إعلام محلي يمني.
ويتوقع أن تساهم هذه الخطورة في حماية مصالح الحوثيين العسكرية من خلال تسهيل حركة مقاتليهم وإمداداتهم بين المناطق التي يسيطرون عليها، خاصة بعد الضربات الأميركية التي أدت إلى تدمير عدة موانئ ومطار صنعاء، ما أفقد المتمردين شرايين مالية حيوية.
ويرى مراقبون أن فتح الطريق يشكل اختبارا لنوايا الطرف الآخر ومدى التزامه بوقف إطلاق النار أو التهدئة، كما يشير إلى تغيير في التكتيك العسكري للحوثيين أو إعادة انتشار لقواتهم.
وفي 23 ديسمبر/كانون الأول 2023 أعلن غروندبرغ التزام الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي بحزمة تدابير ضمن "خارطة طريق" تشمل وقفا شاملا لإطلاق النار، وتحسين ظروف معيشة المواطنين.
ولم تنفذ الخارطة حتى الآن مع تبادل الاتهامات بين الحكومة وجماعة الحوثي بشأن المسؤولية عن تعثر التقدم في هذا المسار.
ومنذ أبريل/نيسان 2022 يشهد اليمن تهدئة نسبية بعد حرب مستمرة منذ سنوات بين القوات الحكومية المعترف بها دوليًا وجماعة الحوثي التي تسيطر على العاصمة صنعاء ومناطق واسعة شمال البلاد.
ودمرت الحرب معظم القطاعات في اليمن، وتسببت في إحدى أكثر الأزمات الإنسانية كارثيةً في العالم، وفق الأمم المتحدة.