ترامب منفتح على جمع بوتين وزيلينسكي على طاولة واحدة

موسكو وكييف تتفقان خلال محادثات احتضنتها إسطنبول على مواصلة تبادل أسرى الحرب وإعادة رفات 12 ألف جندي.

واشنطن - أبدى الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم الاثنين انفتاحه على السفر إلى تركيا للقاء الرئيسين الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والروسي فلاديمير بوتين، بالتزامن مع جولة مفاوضات بين البلدين احتضنتها تركيا وتوجت بالاتفاق على تبادل أسرى وإعادة رفات الآلاف من الجنود. 

وقالت المتحدثة باسم الرئيس الأميركي كارولاين ليفيت للصحافيين إن "ترامب أكد أنه مستعد لذلك، لكنه يريد من هذين الزعيمين ومن الطرفين الجلوس معا على طاولة المفاوضات"، بعد اقتراح الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مجددا عقد قمة مماثلة عقب اجتماع بين وفدين روسي وأوكراني في إسطنبول.

وأعلنت موسكو وكييف اتفاقهما خلال المحادثات السلام على مواصلة تبادل أسرى الحرب وإعادة رفات 12 ألف جندي، في ثاني اتصال مباشر بين الجانبين منذ عام 2022.

ووصف أردوغان اللقاء بأنه "كان عظيما"، قائلا إنه يأمل في ترتيب لقاء يجمع الرئيسين الروسي والأوكراني مع الرئيس الأميركي في تركيا.

لكن لم يُحرز أي تقدم فيما يتعلق بمقترح وقف إطلاق النار الذي تضغط أوكرانيا وحلفاؤها الأوروبيون وواشنطن على روسيا من أجل قبوله.

وتقول موسكو إنها تسعى إلى تسوية طويلة الأمد وليس وقفا مؤقتا للحرب، في حين تصر كييف على أن بوتين غير مهتم بإحلال السلام.

وقال فلاديمير ميدينسكي، الذي قاد الوفد الروسي في المحادثات، إن المفاوضين الروس سلموا نظراءهم الأوكرانيين مذكرة مفصلة توضح شروط موسكو لوقف شامل لإطلاق النار.

وأضاف أن روسيا اقترحت أيضا "وقفا محددا لإطلاق النار لمدة يومين إلى ثلاثة أيام في أجزاء معينة على خط الجبهة" حتى يتسنى جمع رفات الجنود.

وأعلن الجانبان أيضا أنها سيجريان عملية أخرى كبيرة لتبادل أسرى الحرب، وذلك بعد مبادلة ألف أسير من كل جانب عقب جولة أولى من المحادثات في إسطنبول في 15 مايو/أيار.

وقال وزير الدفاع الأوكراني رستم أوميروف إن تبادل الأسرى سيركز على المصابين بجروح خطيرة والأصغر سنا.

وأضاف أوميروف، وهو كبير المفاوضين الأوكرانيين في المحادثات، أن موسكو سلمت أوكرانيا مسودة اتفاق السلام الخاصة بها، وأن كييف التي أعدت نسختها الخاصة ستراجع الوثيقة الروسية.

وتابع أن أوكرانيا اقترحت إجراء المزيد من المحادثات قبل نهاية الشهر الجاري، لكنها تعتقد أن اجتماعا بين زيلينسكي وبوتين وحده كفيل بحل الكثير من القضايا الخلافية.

وأشار أندريه يرماك مدير مكتب زيلينسكي إلى أن الوفد الأوكراني سلّم روسيا خلال محادثات اليوم الاثنين قائمة بأسماء الأطفال المرحّلين الذين تريد بلاده إعادتهم إلى ديارهم. وتقول موسكو إن هؤلاء نُقلوا لحمايتهم من القتال.

وقال ميدينسكي إن القائمة الأوكرانية تضم 339 اسما، لكنه أشار إلى أن الأطفال "أُنقذوا" ولم يتعرضوا للخطف.

وشنت أوكرانيا الأحد إحدى أكثر هجماتها طموحا في الحرب مستهدفة قاذفات روسية بعيدة المدى ذات قدرة نووية في سيبيريا وأماكن أخرى بطائرات مسيرة، فيما ساد الغضب روسيا ودعاها مدونون حربيون إلى توجيه ضربة انتقامية مروعة لكييف.

وفي حين يحرص البلدان، لأسباب مختلفة، على إبقاء ترامب منخرطا في عملية السلام، فإن توقعات تحقيق انفراجة اليوم الاثنين كانت ضئيلة.

وتعتبر أوكرانيا أن نهج روسيا حتى الآن هو محاولة إجبارها على الاستسلام، وهو أمر تؤكد كييف أنها لن تفعله أبدا، بينما تقول موسكو، التي تقدمت في ساحة المعركة في مايو/أيار بأسرع وتيرة لها في ستة أشهر، إن على كييف الرضوخ للسلام بشروط روسيا وإلا ستواجه خسارة المزيد من الأراضي.

وحدد بوتين شروطه الأولية لإنهاء الحرب فورا في يونيو/حزيران الماضي، وهي تخلي أوكرانيا عن طموحاتها في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو" وسحب جميع قواتها من كامل الأراضي في أربع مناطق أوكرانية تطالب بها روسيا وتسيطر على معظمها.

ووفقا لخارطة طريق مقترحة وضعتها أوكرانيا، لا تريد كييف أي قيود على قوتها العسكرية في أي اتفاق سلام، ولا تريد اعترافا دوليا بسيادة روسيا على أجزاء من أوكرانيا استولت عليها موسكو، إضافة للمطالبة بتعويضات.

وتسيطر روسيا حاليا على ما يقرب من خُمس مساحة أوكرانيا، أي نحو 113100 كيلومتر مربع. وأرسل بوتين عشرات الآلاف من الجنود إلى أوكرانيا في 24 فبراير/شباط 2022، بعد قتال لثماني سنوات في شرق أوكرانيا بين انفصاليين مدعومين من روسيا والقوات الأوكرانية.

وتقول الولايات المتحدة إن أكثر من 1.2 مليون شخص قُتلوا وجُرحوا في الحرب منذ عام 2022. ووصف ترامب بوتين بأنه "مجنون" ووبخ زيلينسكي في العلن في المكتب البيضاوي، لكن الرئيس الأميركي عبر عن اعتقاده أيضا بأن السلام يمكن تحقيقه، وأنه إذا تأخر الرئيس الروسي في ذلك، فقد يفرض عقوبات صارمة على بلاده.