إيران منفتحة على التفاوض شرط ضمانات أميركية بعدم استهدافها
طهران - أبدت طهران انفتاحها على التفاوض مع واشنطن بشأن اتفاق نووي جديدة شرط تقديم الولايات المتحدة ضمانات بأنها لن تلجأ إلى القيام بعمل عسكري ضد الجمهورية الإسلامية، على ما أكده دبلوماسي إيراني.
وتأتي هذه التصريحات في الوقت الذي نقل فيه موقع "إكسيوس" عن مصدرين لم يسمهما، أن مبعوث البيت الأبيض إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف يخطط للقاء وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في أوسلو الأسبوع المقبل.
ويٌعتقد أن إيران تسعى إلى تجنب جولات جديدة من الصراع العسكري مع إسرائيل والولايات المتحدة بعد حرب، قد تكون استنفدت جزءًا من قدراتها، وتتطلع إلى فترة استقرار لإعادة بناء ما دُمّر.
ويرى النظام الإيراني أن التفاوض هو السبيل الوحيد لضمان بقائه في ظل التحديات الداخلية والخارجية المتزايدة، متوجسا من أن تضعف أي حرب أخرى قبضته على السلطة.
وعلى الرغم من الخطاب المتشدد، فإن الانفتاح على التفاوض يشير إلى وجود درجة من البراغماتية داخل النظام الإيراني، حيث يمكنه التكيف مع الظروف وتغيير مواقفه عندما يرى أن المصالح العليا للبلاد تتطلب ذلك.
وتدل المفاوضات على إعادة تقييم إيران لأهدافها الاستراتيجية، وربما تخليها عن بعض الطموحات التي أدت إلى الصراع، أو على الأقل إعادة صياغتها بطريقة تسمح بالتوصل إلى تسوية.
وفي حال أفضت المفاوضات إلى اتفاق نووي جديد، فمن المرجح أن يساهم في تخفيف كبير في التوتر الإقليمي ومن شأنه أن يؤدي إلى رفع العقوبات التي أنهكت الاقتصادي الإيراني، مما قد يؤدي إلى استقرار داخلي أكبر. ولم تؤكد طهران ولا واشنطن تقرير الموقع الأميركي الذي أفاد بأنه لم يتم تحديد موعد نهائي بعد للمحادثات.
وقال نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي لشبكة "ان بي سي نيوز" الأميركية "نحن مع الدبلوماسية"، مضيفا أن على الولايات المتحدة "إقناعنا بأنهم لن يستخدموا القوة العسكرية أثناء تفاوضنا".
وأضاف "هذا عنصر أساسي لتكون قيادتنا في موقع يمكنها من اتخاذ قرار بشأن جولة المحادثات المقبلة". وعقدت طهران وواشنطن خمس جولات من المحادثات النووية منذ 12 أبريل/نيسان، وكان من المقرر عقد جولة أخرى قبل يومين من بدء إسرائيل حملة قصف جوي على إيران في 13 يونيو/حزيران.
واستهدفت الضربات الإسرائيلية مواقع نووية إيرانية وأدت إلى مقتل عدد من كبار المسؤولين العسكريين والعلماء النوويين. وفي 22 يونيو/حزيران، شنت الولايات المتحدة، حليفة إسرائيل، ضربات غير مسبوقة على منشآت نووية إيرانية في فوردو وأصفهان ونطنز.
وقُتل أكثر من 900 شخص في إيران جراء الهجمات، وفقا للسلطات القضائية. وردت إيران بإطلاق صواريخ ومسيرات على إسرائيل أسفرت عن مقتل 28 شخصا في الدولة العبرية، وفقا للسلطات.
وتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إيران وإسرائيل في 24 يونيو/حزيران. وخلال المحادثات النووية التي توقفت بسبب القتال، كانت إيران والولايات المتحدة على خلاف حاد بشأن تخصيب اليورانيوم الذي تراه طهران حقا "غير قابل للتفاوض" وتعتبره واشنطن "خطا أحمر".
وتشدد إيران على حقها في التخصيب حتى بعد حرب الاثني عشر يوما مع إسرائيل. وأكد تخت روانجي للشبكة الأميركية "لم تتغير سياستنا بشأن التخصيب"، مضيفا "لإيران كل الحق في ذلك داخل أراضيها. الأمر الوحيد الذي علينا مراعاته هو عدم التوجه نحو الأغراض العسكرية".