'أغضان منسية' يعيد عمر محفوظي إلى طنجة

المعرض يمثل عودة حقيقية بعد سنوات من الغياب إلى الجذور، ورحلة غوص في الذاكرة وارتدادات الماضي تلك التي تغذي أعمال هذا الفنان.

طنجة (المغرب) - احتضنت قاعة العروض ديلاكروا التابعة للمعهد الفرنسي بطنجة بالتعاون مع قاعة العروض أفيكاريس بباريس، الجمعة، افتتح معرض "أغصان منسية" للتشكيلي المغربي المقيم في العاصمة الفرنسية عمر محفوظي.

ويشكل المعرض الذي يتواصل إلى غاية الرابع من سبتمبر/أيلول المقبل فرصة لعودة الفنان عمر محفوظي إلى مدينته الأم طنجة التي غادرها قبل ما ينيف عن عشر سنوات، بمعرض فني يستحضر الذاكرة والحنين والهوية، فالمعرض يمثل عودة حقيقية بعد سنوات من الغياب إلى الجذور، ورحلة غوص في الذاكرة وارتدادات الماضي، تلك التي تغذي أعمال هذا الفنان.

وعن المعرض، يقول محفوظي في تدوينة نشرها على حسابه بإنستغرام "أغصان منسية، رحلة بصرية داخل غابة الذكريات، حيث تصبح كل لوحة فرعًا من الماضي، حلمًا متجذرًا في أعماق الروح".

وأشادت مستشارة التعاون والعمل الثقافي والمديرة العامة للمعهد الفرنسي بالمغرب، أنييس هوموريزيان، في كلمة بالمناسبة، بقدرة الفنان على نقل جودة أعماله من خلال حرصه على انتقاء عناوين مثيرة.

وقالت "باعتباره ابنا للمدينة العتيقة لطنجة، حظي محفوظي بالوقت الكافي لامتصاص هذا الضوء الفريد من نوعه والخاص بالمغرب، والذي لطالما كان منبع إلهام للعديد من الفنانين".

واعتبرت أن "الأغصان المنسية" تثير بدون شك الكثير من ذكريات الطفولة المبتلة بألوان الفجر والغسق، والتي يضفي عليها الفنان كثافة وإشراقة تبعث على الاضطراب.

ولم يخف التشكيلي عمر محفوظي تأثره البالغ لتقديم أواخر إبداعاته بالمدينة حيث ترعرع، قائلا إنه "لشرف لي أن أتقاسم الفن مع طنجة"، وبهذا الخصوص اعتبر أن عنوان المعرض يعكس حنينا دفينا لطفولته، يسعى إلى إحيائه من خلال صور ذهنية يكتنزها في ذاكرته، وفق ما نشرته وكالة المغرب العربي للأنباء.

وبحسب بلاغ صحافي حول المعرض، فالأعمال المعروضة تنتصب متفرعة في هيئة شجرة ذاكرة، حيث كل عمل يجسد غصنا من أفكار الفنان، وهكذا يجد الزائر نفسه منغمسا في ارتدادات آتية من الماضي، مختزنة في ذهن عمر محفوظي، الشاهد على ذكرياته، في تلك الغابة التي نسميها ذاكرة.

كما يبدو أن معرض "أغصان منسية" الذي افتتح بحضور القنصل العام لفرنسا بطنجة فيليب تروكيه وعدد من المهتمين بالفنون والآداب، في هذا التأرجح المتواتر بين الماضي والحاضر، بين الذكرى والاستيهام، هو عودة إلى الطفولة، وأنشودة هروب مشبع بالحنين.

واكتشف عمر محفوظي الذي ولد بطنجة سنة 1981 ونشأ بالقرب من مضيق البوغاز، الرسم داخل محيطه العائلي، ثم تعر ف على فن التشكيل من خلال تجاربه الشخصية، غير أن نقطة التحول كانت في سن الثانية عشرة، حين بدأ في تطوير نظرته الفنية ومهاراته بالمدرسة الكاثوليكية بطنجة، حيث تابع دروسا في تاريخ الفن والفنون التشكيلية.

وبعد أن أنجز لفترة طويلة أعمالا تشكيلية تميزت بحضور ملموس للمادة، اتجه محفوظي نحو استخدام الأكريليك السائل والحبر، مما أتاح له خلق تركيبات تقوم على اللعب بالحدود الفاصلة بين التشخيص والتجريد.

ويظهر ولع محفوظي اللامحدود بالسينما بوضوح في أعماله، سواء من خلال الإشارات المرجعية التي تتخل لها، أو عبر استخدامه لتقنيات التأطير، وضبط الألوان، والإضاءة في لوحاته. وتغذي تجاربه الحياتية، وأبحاثه الشخصية، ومعرفته الثقافية أعماله التي تتسم بطابع شاعري وإنساني.

وشارك الفنان عمر محفوظي، الذي يشتغل ويقطن بباريس حاليا، بأعماله في عدد من التظاهرات الدولية، منها معرض 1-54 في لندن، وآرت جنيف في سويسرا، وآرت كولونيا في ألمانيا.