سوريا تسابق الوقت لإخماد حرائق تهدد المستقبل البيئي للبلاد
دمشق - أعلنت وزارة الطوارئ وإدارة الكوارث في سوريا الأحد، إحداث "غرفة عمليات ميدانية مشتركة" بالتعاون مع عدد من المنظمات السورية الفاعلة، بهدف تقديم الدعم اللوجستي والميداني لعمليات إخماد الحرائق الضخمة في غابات ريف اللاذقية، والتي "تهدد المستقبل البيئي" في سوريا,
وانتشرت فرق تابعة للأمم المتحدة الأحد، في الساحل السوري، حيث يواصل رجال الإطفاء مكافحة حرائق الغابات لليوم الرابع على التوالي. وقال المنسق المقيم للشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في سوريا، آدم عبد المولى، في بيان إن الحرائق التي تنتشر بسرعة في محافظة اللاذقية الواقعة شمال غربي البلاد "أجبرت مئات العائلات على الفرار من منازلها، كما دمرت مساحات واسعة من الأراضي الزراعية والبنى التحتية الحيوية." وأضاف أن فرق الأمم المتحدة “تجري تقييمات عاجلة للوقوف على حجم الكارثة وتحديد أكثر الاحتياجات الإنسانية إلحاحا."
وذكر منشور لوزير الطوارئ وإدارة الكوارث رائد الصالح على منصة إكس، وصف فيه الوضع بالمأساوي بشكل كبير، مشيرا إلى أن مئات آلاف الأشجار الحراجية على مساحة تقدر بنحو 10 آلاف هكتار في 28 موقعاً باتت رماداً بسبب هذه الحرائق.
وأكد الصالح أن "الغرفة باشرت مهامها بتأمين سيارات نقل المياه لدعم فرق الإطفاء، وتنظيم فرق تطوعية من مدرّبين على مكافحة الحرائق، إلى جانب توفير آليات ثقيلة تُستخدم لفتح خطوط النار والمساهمة في احتواء انتشار النيران”، وفق ذات المنشور.
وأعرب الوزير عن تقديره للمنظمات المشاركة ولجميع الأفراد الذين يقدّمون الدعم اللوجستي والميداني في هذه الظروف الصعبة.
ولا تزال فرق الإطفاء تواصل جهودها المتواصلة، رغم التحديات الكبيرة التي تواجهها، والتي تشمل الظروف المناخية القاسية، وشدة الرياح، إضافة إلى وجود مخلفات حرب تعيق العمل وتشكل خطراً على حياة العناصر.
والأربعاء، أعلنت فرق الإطفاء في الدفاع المدني، أنه تم إخماد أكثر من 90 بالمئة من الحرائق المندلعة في أحراج بلدة الريحانية بجبل التركمان وكنسبا وقنجرة والدغمشلية بريف اللاذقية.
والخميس، اندلعت الحرائق من جديد فأرسلت السلطات الجمعة، تعزيزات إلى ريف اللاذقية وفق تصريحات الوزير رائد الصالح الذي ذكر أنه مع اشتداد الرياح وارتفاع درجات الحرارة، شهدت المنطقة توسعاً في رقعة حرائق الغابات.
والسبت أفادت "سانا"، باتساع رقعة حرائق الغابات في ريف محافظة اللاذقية، فيما بدأت فرق إطفاء تركية تضم مروحيتين و11 آلية بالمساهمة في إخمادها.
وتشهد مناطق في ريف اللاذقية حرائق بحلول فصل الصيف، جراء ارتفاع درجات الحرارة وكثافة الأشجار في تلك المنطقة وسرعة الرياح، ما يصعب إخمادها.
وأعرب البرنامج السوري للتغير المناخي في بيان السبت، عن "بالغ القلق إزاء ما آلت إليه الأوضاع البيئية والإنسانية خلال الأيام الماضية، في ظل تصاعد موجة الحرائق غير المسبوقة التي تجتاح مناطق واسعة من محافظة اللاذقية وعموم أرجاء الوطن".
وتشير البيانات الميدانية والتقنية، بحسب البيان، إلى اندلاع أكثر من 3000 حريق خلال الأشهر الماضية، وأدت إلى احتراق أكثر من 5700 هكتار من الغابات الطبيعية والأراضي الزراعية.
وأوضح أن هذه الكارثة تأتي في سياق مناخي متسارع يتميز بارتفاع درجات الحرارة، وتزايد فترات الجفاف، وسرعة الرياح، ما يضع البيئة السورية في حالة هشاشة غير مسبوقة.
وأشاد البيان بالجهود الكبيرة التي تبذلها فرق الدفاع المدني ووزارة الكوارث والطوارئ، وجميع المتطوعين الذين عملوا لساعات طويلة في ظروف ميدانية صعبة للسيطرة على النيران، وإنقاذ الأرواح والممتلكات". ووجّه الشكر إلى الدولة التركية نتيجة للمساعدة التي قدمتها "من خلال طائرات إطفاء وآليات ميدانية دعمت خطوط المواجهة".
وقال الصالح إنه تم إرسال 11 شاحنة إطفاء وسيارات مياه للمساعدة في إخماد الحرائق في اللاذقية . مضيفا أن اندلاع حرائق غابات مفاجئة في تركيا أدى لتأخير وصول هذه المعدات لمدة يوم.
وتكافح تركيا بدورها حرائق الغابات منذ 26 يونيو/حزيران الماضي. وقال وزير الغابات التركي إبراهيم يوماكلي السبت إن رجال الإطفاء تمكنوا من السيطرة على 10 حرائق رئيسية في غرب تركيا، ولكن أحد العاملين لقى حتفه، وهو الثالث الذي يلقى حتفه في بلدية أودميش في محافظة إزمير. وقالت السلطات إن الحرائق في إزمير نجمت عن عطل في خطوط الكهرباء.