أوجلان يؤكد نهاية الكفاح المسلح ضد تركيا والانتقال الى السياسة

من المقرر أن تقام أول مراسم نزع السلاح والتي قدمها مقاتلو حزب العمال الكردستاني على أنها بادرة "حسن نية"، في شمال العراق الأسبوع القادم.

إسطنبول – تعهّد زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان في رسالة مصوّرة نشرت الأربعاء أن تخلي الحزب عن سلاحه سيحصل "سريعا"، ما يمهد لدخول مرحلة جديدة من السلام والحل الديمقراطي للمشكلة الكردية في تركيا، ويعزز آمال الاستقرار الإقليمي.

وعبر كلمة مصوّرة للمرة الأولى منذ 26 عاماً، عن نهاية الكفاح المسلح ضد الدولة التركية، داعياً إلى تبنّي "السياسة الديمقراطية" كخيار استراتيجي بديل.

وقال أوجلان في الشريط المصوّر الذي نشرته وكالة فرات للأنباء المقربة من الحزب "في إطار الإيفاء بالوعود التي التزمنا بها، ينبغي انتهاء الكفاح المسلح بشكل طوعي والانتقال إلى المرحلة القانونية والسياسة الديمقراطية"، مشيرا إلى أنه "بخصوص إلقاء السلاح سيتم تحديد الطرق المناسبة والقيام بخطوات عملية سريعة".

ولفت في المقطع المؤرخ في 19 يونيو/حزيران، إلى أنه حاليا "يتم تشكيل لجنة داخل البرلمان التركي من أجل نزع السلاح بشكلٍ طوعي وفي إطار قانوني". وتابع "أرى في هذه الخطوة بادرة حسن نية وأؤمن بها (…) ويكمن إيماني بالسياسة وسلام المجتمع لا بالسلاح، أدعوكم لتطبيق هذا المبدأ".

ويأتي بث الفيديو ليؤكد أن قرار نزع السلاح لم يتغير، بعد أن اعتبر حزب العمال الكردستاني مؤخرا أن تركيا لم تنفذ المطلوب منها على هذا الصعيد، وخصوصا لجهة تحسين ظروف اعتقال عبدالله اوجلان (76 عاما)، وهي نقطة محورية لضمان استمرارية العملية وإزالة العقبات المتبقية.

وأعلن حزب العمال في 12 مايو/أيار حل نفسه وإلقاء السلاح، منهيا بذلك أكثر من أربعة عقود من التمرّد ضد الدولة التركية خلّف ما لا يقلّ عن 45 ألف قتيل.

وجاء ذلك تلبية لدعوة أطلقها مؤسس الحزب وزعيمه التاريخي عبدالله أوجلان في 27 فبراير/شباط من سجنه في جزيرة إيمرالي قبالة اسطنبول، حضّ فيها مقاتليه على إلقاء السلاح وحلّ الحزب.

ومن شأن قرار حزب العمال الكردستاني نزع سلاحه أن يعزز استقرار تركيا السياسي والاقتصادي ويشجع التحركات الرامية إلى تخفيف حدة التوتر في العراق وسوريا، حيث تتحالف قوات كردية مع القوات الأميركية.

وفي الأول من مارس/آذار، أعلن الحزب الذي تصنّفه أنقرة وحلفاؤها الغربيون "منظمة إرهابية"، وقف إطلاق النار.

وأمضى معظم مقاتلي الحزب السنوات العشر الماضية في مناطق جبلية في شمال العراق، حيث تقيم تركيا منذ 25 عاما قواعد عسكرية لمواجهتهم، وشنّت بانتظام عمليات برية وجوية ضدّهم.

واضطلع حزب المساواة وديمقراطية الشعوب بدور رئيسي في الوساطة بين أنقرة وأوجلان الذي يقضي عقوبة بالحبس مدى الحياة منذ العام 1999.

ومن المقرر أن تقام أول مراسم نزع السلاح والتي قدمها مقاتلو حزب العمال الكردستاني على أنها بادرة "حسن نية"، في شمال العراق. مع تداول معلومات عن استعداد مقاتلين أكراد لتنظيم مراسم لإتلاف أسلحتهم في كردستان العراق من المرجّح أن تقام بين 10 و12 يوليو/تموز.

وأعلن حزب مؤيد للأكراد السبت عن عملية تسليم "رمزية" لأسلحة عدد من عناصر حزب العمال الكردستاني ستجري خلال أيام في إقليم كردستان العراق بمتابعة من وسائل الإعلام، لتأكيد الالتزام بقرار المؤتمر العام للحزب حل نفسه، وإلقاء أسلحته، وبدء مرحلة جديدة من السلام والحل الديمقراطي للمشكلة الكردية في تركيا.

وجاء ذلك في الوقت الذي أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنّ جهود السلام مع الأكراد ستكتسب زخما مع بدء مقاتلي حزب العمال الكردستاني بإلقاء أسلحتهم.

وقال حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب إننا "نعيش أياما مهمة وتاريخية، تُمثل مرحلة جديدة في مسيرة السلام والمجتمع الديمقراطي، ومن المتوقع أن تتخذ مجموعة من أعضاء حزب العمال الكردستاني خطوات تتماشى مع قرارات المؤتمر العام للحزب عقد في الفترة بين 5 و7 مايو/مايو الماضي في إقليم كردستان العراق، وذلك بتنظيم فعالية في إقليم كردستان خلال الأيام المقبلة".

وأضاف بيان أصدره المكتب الصحافي للحزب أنه ضمن عملية الحل الجديدة، التي بدأت بدعوة من رئيس حزب الحركة القومية، دولت بهشلي في البرلمان التركي في 22 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، واستمرت بقرار حزب العمال الكردستاني بنزع سلاحه وحل نفسه بموجب نداء من زعيمه عبدالله أوجلان في 27 فبراير/شباط نوقشت موضوعات مثل تشكيل لجنة برلمانية قبل عطلة البرلمان ستبدأ أول أغسطس، بعد تأجيلها شهراً لإتاحة الفرصة لمناقشة الترتيبات اللازمة لعملية السلام الداخلي، بالإضافة إلى جدول نزع أسلحة العمال الكردستاني، اقترح أن يُقيم الحزب حفل نزع سلاح رمزياً خلال أسبوع، وأن تُنشر صور الحفل على الجمهور بعد اتخاذ الترتيبات اللازمة".

وتابع البيان "دعا حزبنا، الذي تولّى دور الوسيط منذ بداية عملية الحل الجديدة، عددا محدودا من كتاب الأعمدة 15-20 شخصاً يُحددون حسب الحصة لحضور هذه الفعالية، وسيتم اصطحاب الكُتّاب وممثلي المنظمات غير الحكومية والأحزاب السياسية الذين دعوناهم إلى إقليم كردستان بتنظيم من حزبنا".

وأشار البيان، الذي لم يُحدد تاريخا دقيقا خلال الأسبوع لعملية التسليم، إلى أنه "لا يوجد أي عائق أمام الصحافيين الآخرين لحضور الفعالية، التي ستعقد بعلم الحكومة التركية، ويمكن لجميع الصحافيين الراغبين في حضورها مشاهدتها بوسائلهم الخاصة".

ومن جانبه، أكّد أردوغان في تصريحات أدلى بها لصحافيين أتراك رافقوه خلال عودته من أذربيجان، حيث شارك في القمة الـ17 لمنظمة التعاون الاقتصادي، أن "العملية الجارية لجعل تركيا خالية من الإرهاب ستكتسب سرعة أكبر قليلا عندما تبدأ المنظمة الإرهابية (حزب العمال الكردستاني) تنفيذ قرارها بإلقاء السلاح".

وقال "نؤمن بأننا سنُحقق هدفنا في جعل تركيا خالية من الإرهاب، أعلنا منذ البداية أن إلقاء السلاح يجب أن يكون غير مشروط، ويجب على المنظمة) (العمال الكردستاني) أن تُحلّ نفسها هيكلياً، قلنا ذلك، ووصلنا إلى هذه النقطة خطوة بخطوة، وستزداد العملية سرعةً عندما تبدأ المنظمة تنفيذ قرارها بإلقاء السلاح".

وتابع أردوغان "مؤسساتنا المعنية تتابع بدقة كل خطوة، وتتخذ الخطوات اللازمة، ولن نسمح بالاستفزازات".

وعدّ الرئيس التركي أن إلقاء حزب العمال الكردستاني أسلحته سيكون مصدرا للأمن والديمقراطية، وبداية عهد جديد في مجالات التنمية، مضيفاً "سنخوض معركة تركيا خالية من الإرهاب) معاً".

وأمضى معظم مقاتلي الحزب السنوات العشر الماضية في مناطق جبلية بشمال العراق، حيث تقيم تركيا منذ 25 عاما قواعد عسكرية لمواجهتهم، وشنّت بانتظام عمليات برية وجوية ضدّهم.

وبدأ حزب العمال الكردستاني تمرده في 1984 بهدف إقامة دولة كردية مستقلة، مما أدى إلى مقتل أكثر من 40 ألف شخص وفرض عبئا اقتصاديا ضخما على تركيا وأثار توترا اجتماعيا فيها.