إيران تشكو العراق لمجلس الأمن بسبب المتمردين الأكراد

البعثة الدبلوماسية الإيرانية تتهم الجانب العراقي بالتلكئ في تنفيذ ما اتفق عليه من ابعاد الأحزاب الكردية عن الحدود ونزع سلاحها رغم حصولها على تعهدات رسمية من بغداد.
الشكوى تهدف لاحراج قوى داخل العراق وخارجه تنتقد الهجمات الايرانية في كردستان
ايران تبرر هجماتها داخل الاراضي العراقية لمجلس الامن

نيويورك - رغم تأكيد المسؤولين الإيرانيين حصولهم على تعهد من الحكومة العراقية لإبعاد الأحزاب الكردية المعارضة عن الحدود ونزع سلاح المتمردين ونشر قوات لبسط الأمن، قدمت البعثة الدبلوماسية الإيرانية الدائمة لدى منظمة الأمم المتحدة شكوى مكتوبة لحث الجانب العراقي على تنفيذ الالتزامات متهمة إياه بالتلكئ في اتخاذها.
ودعت في رسالة إلى أعضاء مجلس الأمن إلى تنفيذ الاتفاقيات مع حكومة محمد شياع السوداني معددة أسباب شنها عمليات عسكرية ضد مقرات الأحزاب الكردية في إقليم كردستان.
وقالت البعثة في الرسالة التي نشرتها وسائل إعلام إيرانية رسمية ونقلها موقع "شفق نيوز" الكردي العراقي اليوم الخميس في تبرير للهجمات "أنها تأتي كخيار أخير بعد المطالبات الرسمية بإنهاء هجمات المتمردين الأكراد ونزع سلاحهم".
وأضافت "بعد المشاورات العديدة التي أجرتها جمهورية إيران الإسلامية مع مسؤولي الحكومة العراقية وإقليم كردستان، لم يبق أمام إيران خيار آخر سوى استخدام حقها المبدئي في الدفاع عن نفسها في إطار القانون الدولي بهدف حماية أمنها القومي".
وشنّ الحرس الثوري الإيراني ضربات صاروخية وهجمات بمسيّرات مفخّخة على مواقع تابعة للمعارضة الإيرانية الكردية المتمركزة منذ عقود في كردستان العراق، الإقليم المتمتع بحكم ذاتي، فيما شنّت تركيا الأحد عملية عسكرية ضدّ مواقع لحزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية في شمال العراق وسوريا.
وتحدثت البعثة عن الهجمات التي تتعرض لها إيران عبر الحدود مشيرة وفق نص الرسالة أن "الجماعات الكردية كثفت مؤخرًا من أنشطتها ونقلت بشكل غير قانوني كميات كبيرة من الأسلحة إلى إيران لتسليح الجماعات التابعة لها التي تنوي القيام بعمليات إرهابية ، مما أدى إلى زيادة الخسائر البشرية والوحشية وتدمير الممتلكات العامة والخاصة".
وكشفت عن المشاورات والمفاوضات مع الجانب العراقي لبسط الأمن ونشر القوات على الحدود والتي انتهت باتفاقيات.
واتهمت البعثة الإيرانية العراق "بعدم اتخاذ أي إجراءات فعالة لتنفيذ هذا الاتفاق لغاية اليوم" في رد على ما يبدو لانتقادات عراقية ومن الجهات الرسمية في اقليم كردستان للهجمات الايرانية عبر الحدود.
وتأتي الشكوى الإيرانية فيما أعلنت الحكومة العراقية عزمها على إعادة نشر قواتها على الحدود مع كلّ من إيران وتركيا فيما يبدو انه بداية التزام بما اتفق عليه.
وقالت الحكومة العراقية في بيان صدر بعد اجتماع للمجلس الوزاري للأمن الوطني إنّها قرّرت "وضع خطة لإعادة نشر قوات الحدود العراقية لمسك الخط الصفري على طول الحدود مع إيران وتركيا".
وأوضح البيان أنّ هذه الخطة ستوضع "بالتنسيق مع حكومة إقليم كردستان العراق ووزارة البشمركة"، مشيراً إلى أنّ رئيس أركان البشمركة الفريق الركن عيسى عزير شارك في الاجتماع.
ويرى مراقبون ان الرسالة التي قدمتها البعثة الإيرانية الى مجلس الأمن محاولة من قبل طهران للرد على الانتقادات الغربية التي تتعرض لها بسبب انتهاكها لسيادة العراق وردا على دعوات بعض القوى في العراق لإدانة التدخل الإيراني لدى المنتظم الاممي.
ودائما ما تتهم طهران عواصم غربية بدعم الاحتجاجات الداخلية او السكوت عن الهجمات التي تقوم بها بعض الجماعات المسلحة سواء الكردية او السنية في المناطق النائية.
وتعيش إيران على وقع احتجاجات عارمة على خلفية مقتل الشابة الإيرانية الكردية مهسا اميني حيث فشلت الأجهزة الأمنية من قمعها رغم العنف المفرط الذي مارسته الشرطة.
وتتهم أنقرة الفصائل الكردية في اقليم كردستان العراق بدعم التحركات الاحتجاجية.