تألق بوتين في عام 2018

لو أن العرب أنفقوا ما أنفقوا على العلاقات مع روسيا، لاكتسب موقفهم قوة وبدأت الحرائق بالتراجع.

مضى عام 2018 وقد تألق نجم بوتين بشكل استثنائي، وخرج منتصرا ومسيطرا وفارضا إرادته وإرادة حلفائه، في حين اكتسب ترامب صيتا سيئا في الخارج وارتفعت نجوميته في الداخل لأنه جلب للأميركيين مالا ولو سرقة، وأثبت العرب مرة أخرى أنهم يراهنون على الحصان الخاسر. ولو أنهم أنفقوا ما أنفقوا على العلاقات مع روسيا، لاكتسب موقفهم قوة وبدأت الحرائق بالتراجع. وإذا استمرت الدول العربية بالتحالف مع الغرب، فسوف يخسرون المزيد وسوف تندلع النيران في مناطق جديدة، ولا بد لهم من تغيير بوصلتهم نحو الشرق.

لا يخفى على أحد الكراهية التي يضمرها الغرب للدول العربية وقد تجلى ذلك بوضوح في استخدام القوة للإطاحة بأنظمة الدول العربية وحرب العراق وابتزاز السعودية والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وصفقة القرن التي يدعي العرب أنها مجهولة مع العلم أنها نشرت في أكثر من موقع موثوق. وفي المقابل، لم يصدر عن روسيا أفعال قذرة بهذا الحجم. فعلى الأقل، فإنها لا تدفع الآخرين إلى حروب وتقف متفرجة لتبيع السلاح للأطراف المتحاربة. واليوم، ومع فوز الديمقراطيين، سيواجه العرب المزيد من المشاكل وسوف تثار قضية خاشقجي مرة أخرى بهدف ابتزاز السعودية حتى آخر رمق.

يبدأ العام الجديد وقد اتضحت معالم الصورة أكثر وهذا يساعد صناع القرار والسياسات الخارجية على اتخاذ قرارات تصحيحية بهدف إطفاء النيران وتقوية الموقف العربي، والتوقف عن دفع الأموال لأميركا وتوثيق التعاون مع روسيا والصين والهند وكوريا الشمالية، لأن هذه الدول قوية ولا تخشى الصولات الأميركية التي تعبث بأمن المنطقة وليس لديها أديان وطوائف تثير الفتن وتؤلب الشعب الواحد على مكوناته. وربما يحدث تغير ثقافي يبعد الناس عن هذا الهراء المدمر.