ربيعة جلطي: الشعر صوت يولد معك ولن يصمت أبدا ولن يستكين

الشاعرة والروائية والأكاديمية الجزائرية هي الوحيدة تقريبا من بين شعراء جيل السبعينات المستمرة في كتابة ونشر مجموعاتها الشعرية.

ربيعة جلطي شاعرة وروائية وأكاديمية الجزائرية، نالت شهادة الدكتوراه في الأدب المغاربي الحديث، وهي حاليا أستاذة الأدب المعاصر بالجامعة المركزية في الجزائر العاصمة، ولها العديد من المجموعات الشعرية.

تعتبر من أهم الشاعرات الجزائريات فهي الوحيدة تقريبا من بين شعراء جيل السبعينات التي بقيت تكتب وتنشر مجموعاتها الشعرية، صدر أول عمل روائي لها في عام 2010 تحت عنوان "الذروة". ترجم شعرها إلى اللغة الفرنسية الشاعر المغربي عبد اللطيف اللعبي، كما ترجم لها الروائي الجزائري "رشيد بوجدرة" أعمالا أخرى.

إلى الحوار:

** ما رأيك في تصنيف كتاب الأدب في أجيال، وكيف ترين مقولة أنك الوحيدة من جيل السبعينات التي استمرت في كتابة الشعر.. وهل يختلف إنتاجك الشعري عن إنتاج شعراء جيل السبعينات وكيف؟

- مصطلح الأجيال الأدبية الذي ظهر في الستينات،  لا دلالة له في تصوري، ولا جدوى خارج الغرض الأكاديمي للتصنيف، فالتجييل في الأدب يبدو مضحكا، يشبه الحديث عن أجيال الكمبيوتر، أو التليفونات، أو الصواريخ، أوالمسدسات الأوتوماتيكية.. الشاعر مفرد، وفرداني، وإن لم يكن كذلك فهو نسخة باهتة، تشبه كونا من النسخ الخارجة من  مصنع.

بالنسبة للشق الثاني من سؤالك فأنا بدأت الكتابة والقراءة مبكرة جدا، من حسن حظي أن أبي مثقف ومترجم وأستاذ باللغتين. فتحت عيني على مكتبته المنزلية الثرية بالكتب التراثية العربية والحديثة والمعاصرة وباللغة الفرنسية أيضا. منذ أن بدأت القراءة وعمري سبع سنوات وجدت فيها مأواي ومرامي وحضنا دافئا في غياب حضن الأم. منذئذ لم أتوقف أبدا عن القراءة بالعربية ثم بالفرنسية ثم بالإسبانية، ومنذئذ والكتابة توأمي نكبر معا. ونكتشف العالم حولنا ونراه ببصر وبصيرة.

** كيف مرت عليك سنوات العشرية الحمراء، وهل أثرت عليك إنسانيا وعلى مستوى الكتابة؟

- ذكريات قاسية جدا كلما هجت تفاصيلها تتعب القلب. كانت فترة قاسية على الشعب الجزائري برمته. لم يبق فينا من لم تصبه الشظية جارحة الروح. على المستوى الشخصي مررت رفقة رفيق حياتي الروائي الكبير المفكر "أمين الزاوي"  بمرحلة  عسيرة من المطاردة وعدم الاستقرار والهجرة، بحيث لم نكن نبيت في بيت ما ليلتين متتاليتين، وعلى الرغم من محاولات الاغتيال الثلاث التي تعرضنا لها، إلا أن الله الذي كانوا يقتلون باسمه حمانا من حمقهم. سافرت مع أسرتي الصغيرة إلى النورماندي بدعوة من "البرلمان العالمي للكتاب" الذي وفر لنا الفضاء الثقافي المطلوب.

ومع ذلك كنت أعود لأؤدي واجبي كأستاذة  في الجامعة، كنت مضطرة للتنقل بسيارتي بينما الخطر تحوم أشباحه في كل الجهات. كنت أعيش أغلب أوقاتي بين الطائرات والقطارات أقرأ كثيرا وأكتب. نشرت كتابين في هذه الفترة "وحديث في السرّ!" الذي ترجمه إلى الفرنسية الكاتب الكبير "عبد اللطيف اللعبي" و "من التي في المرآة !؟" الذي ترجمه الروائي الشهير "رشيد بوجدرة" إلى اللغة الفرنسية وترجمته الأديبة "خانين آلكاراث" إلى اللغة الإسبانية. وفي هذه الفترة فقدت والدي الحبيب وظل الجرح بليغا.

** قلت في أحد حوارتك "القصيدة الجميلة الآسرة ليست سوى تلك التي تحمل جينات صاحبها أو صاحبتها فتتميز بذلك، فتنطق من خلال حباله الصوتية وترى من خلال لون عينيه". كيف كان الشعر بالنسبة إليك، ولما تواصلين كتابته حتى بعد اكتشاف عالم سرد الرواية الساحر؟

- كتابة القصائد ليست وحدها الدليل على أنك شاعرة. الشعر كون قائم بذاته حالة إنسانية استثنائية تجعل منك كائنا مرهفا. إنسانيا حد التعب. يقظ الحواس. واعيا. ذكيا. إنه صوت في أعماقك يولد معك ولن يصمت أبدا ولن يستكين. إنه مكوِّن داخل فصيلة دمك، يصرخ بقوة في داخلك  فتسكتينه بجرعة من الكتابة. كتابة القصائد جزء من كونك الشعري، يتجلى في كل شيء فيك. أما كتابة الرواية فهي صناعة، تشبه  منول الزرابي، تجلسين إلى منسجها حوالي عشر ساعات في اليوم أكثر أو أقل، تفككين الخيوط الملونة وترتبينها وتصنعين منها عالما مبهرا. يمكنك أن تتركي منسج  السرد إن حلا لك ذلك،  لكنك  لن تستطيعي هجر الشعر أو التنصل منه  فكيف لك أن تتنصل من كيانك؟.

 فكما ترين على الرغم من نجاح كل رواية أصدرها من "الذروة" عن دار الآداب بيروت حتى "نادي الصنوبر" عن الاختلاف، الجزائر، والدار العربية للعلوم بيروت، و"عرش معشق" عن الاختلاف الجزائر، وضفاف بيروت، وكذا "عازب حي المرجان"،  و"سيرة شغف"، و"حنين بالنعناع أو أجنحة الضاوية" إلى "قوارير شارع جميلة بوحيرد"  و"قلب الملاك الآلي" و "جلجامش والراقصة" إلا أنني حين أصدرت "النبية تتجلى في وضح الليل" وهي تجربة شعرية جديدة، تختلف عن كل كتبي الشعرية السابقة تلقفها القراء والباحثون الجامعيون بكثير من الاهتمام.

الرواية غابة مترامية الأطراف نكتشف كل مرة جزء منها حسب زاوية نظر مختلفة، أما الشعر فهو الشجرة الخضراء التي تُعرِّش في الصدر قرب القلب تماما.

** في رواية "قلب الملاك الآلي"هل كانت أجواء الخيال العلمي، وتصوير عالم متطور تكنولوجيا و"مانويلا" الآلية التي تملك الحرية والإمكانيات التكنولوجية بهدف كشف عيوب الجنس البشري بعيون خارجية، ورصد ما يحمله البشر من تناقضات داخلية تجعلهم يخربون الأرض بدلا من أن يعمروها؟

-"مانويلا " بطلة رواية "قلب الملاك الآلي"  2019 أول شخصية روائية في السرد العربي والعالم تتمكن من دور البطولة. خلقها العقل المتطور للإنسان، هذا العقل نفسه القادر على  أن يدمر الكون. إنها  أكثر إشفاقا على الإنسان من الإنسان نفسه. إنها تدرك ضعفه وعيوبه وجنونه وادعاءه ونفاقه وميله الجامح للاستبداد والتسلط والعجرفة والتدمير. تسخر منه ولكنها لا تأخذه على محمل الجد كما يتصور.

أنا أتوجه إلى قارئ بالغ تجاوز مرحلة المراهقة التاريخية ومدرك  لما حوله من تغير مذهل في هذا العصر.. في كل رواياتي وأشعاري ونصوصي السردية شيء من الخيال العلمي. في شعري كانت تغويني عوالم ألف ليلة وليلة وما فيها من خوارق ثم ما اكتشفته عبر السنين من قراءاتي في الآداب العالمية، كما تسعدني الآن ساعات النقاش الثرية مع ولديّ وزملائهم المتخصصين في علم الذكاء الاصطناعي وصناعة الروبوتات. أحيانا أحضر محاضراتهما في جامعات من العالم المتقدم علميا، حول الخيال العلمي والذكاء الاصطناعي والاختراعات الجديدة التي لم تنتشر بعدُ أخبارها  في العالم.

** تأثرت بالأدب الفرنسي وبالأدب الإسباني نتيجة لإتقانك للغتين وقراءتك النهمة لهذين الأدبين.. في رواية "قلب الملاك الآلي" هل يلمح القارئ حنينا ما لتاريخ العرب ومجدهم القديم في الأندلس.. وهل تحاول الكاتبة الإشارة إلى مشتركات كثيرة بين العرب والأسبان نتيجة لتاريخ مشترك؟

- للتذكير فإن  رواية "الذروة" التي كتبتها ما بين 2006 و2007 أول رواية تتحدث عن علاقة الأندلس بالمغرب الكبير. وبطلتاها هما الفتاة "أندلس" وجدتها "لالة أندلس". على الرغم من أصولي الأندلسية من جدتي التي ظلت تحتفظ بمفتاح منازل جدها الأول أبا عن جد، وتحافظ على السر العظيم المتمثل في خارطة عتيقة تحتفظ بها في مكان آمن تدل على المكان السري حيث دفن  كنوزه قبل أن يركب البحر الأبيض المتوسط  نحو ضفته الجنوبية، دون أن يدري أنها رحلته الأخيرة دون إياب، إلا أن لا حنين لديّ. أحب إسبانيا أزورها بانتظام. لديّ  أصدقاء كثر.ألبي دعوات ملتقياتها الأدبية ومهرجاناتها  وجامعاتها. عندما أجول رفقة صديقاتي في شوارعها  ومكتباتها ومحلاتها وجامعاتها  فلا أحد يظن أنني أجنبية، ولا أحد يظن أن أحد أجدادي هاجر حزينا قبل قرون، تاركا كنوزا مدفونة هنا  في مكان ما.

** هل هناك وصمة ما في الانتماء للأدب النسوي، لما تصر بعض الكاتبات على التأكيد على أنهن لا ينتمين إلى الأدب النسوي، هل لأن مصطلح الأدب النسوي يقابله الوسط الثقافي بشكل عدائي، ويضع علامة حمراء كبيرة على من تكتب لنصرة المرأة ودفاعا عن حقوقها.. وفي رأيك هل تكريس الكتابة للدفاع عن حقوق المرأة ونصرتها فعل ناقص.. وأن الكاتبة لابد وأن تنتصر لقضايا أخرى؟

- منذ سنوات وخلال معرض دولي من معارض الكتاب في الجزائر اجتمع بعض النقاد والكتاب وقرروا عدم حشر أدب ربيعة جلطي ضمن خانة الأدب النسوي. ربما أن الأدب النسوي في تصور الأغلبية هو ما يتسم بالبكائيات والنواح والتشكي والاتهام والضعف.

في اعتقادي أن الأدب  فوق الجنسنة. إنساني بالدرجة الأولى، فالأدب  الواعي فكريا والشفاف جماليا يؤذيه ما يحدث من خلل في هذا العالم بما فيه من نساء ورجال،  ومخلوقات طائرة وعائمة وزاحفة وماشية، وطبيعة متحركة وجامدة. الأدب الجميل هو الأدب الذكي، الأدب الغني بالأحاسيس والمعرفة، الأدب الذي يتجنب البلاهة ويحترم عقل قارئه ولا يتحدث إليه على أنه مراهق وجاهل.

** كيف كان تأثير فقدان الأم في وجدانك وفي حياتك.. وهل كان له تأثير على الكتابة أيضا؟

- أمر في غاية الصعوبة والغرابة. كأنك طير غريب  تخرج من البيضة ذات صباح  بجناح مكسور، وعليك أن تتدبر أمر طيرانك. لا أدري كيف فعل الآخرون، ولكنني وبرفقة والدي المثقف رممت جناحي المكسور  بالقراءة والكتابة والرسم والغناء والموسيقى والمسرح ورقص البالية وكتابة الشعر والقصص والروايات والأسفار، وبحب كبير يحيطني به رفيق دربي أمين الزاوي وابنتي لينا ووالداي إلياس وهزار. ولأن جرح اليتم المبكر لا يتنازل عن أوجاعه بالتقادم، فقد جاء في أحد كتبي الشعرية:

من فضائل الوقتِ عليَّ،

أن التأمتْ جميعُ الجروح..

سوى غيابكِ الباكر يا أمّي

رقّق كثيرا

زجاجَ الروح!

** قلت مرة أن تأخرك في كتابة الرواية كان بسبب واجباتك الكثيرة كامرأة عاملة، واجباتك نحو العمل ورعاية الأطفال وحياة الأسرة.. هل هذا يعني أن المرأة الكاتبة تناضل بمعنى ما حين تقوم بمهامها الكثيرة وواجباتها وأيضا تبدع في الكتابة؟

- هي تجربتي الخاصة، قد لا تنسحب على جميع الأمهات.  لم أكن أفكر في الزواج والأمومة لم تكن لدي فكرة واضحة. كانت الدراسة بالنسبة لي أساسية ومتسلسلة حتى حصلت على الدكتوراه.  لكن حين استدرجني الشاب أمين الزاوي لهاوية العشق وأنجبت ابنتي لينا وولديّ إلياس وهزار، آمنت أن الأمومة إبداع ومسؤولية كبيرة، لم أترك القراءة والكتابة. كنت أستجيب لبعض الدعوات لملتقيات وندوات فكرية ومهرجانات شعرية في العالم، ولكني استقلت من مناصب مهمة وتخليت عن برامج تلفزيونية.

كنت أنظم وقتي بين أمومتي واجباتي الأكاديمية لم تكن ثقيلة لأنها تدخل ضمن اهتمامي كمثقفة وأديبة وقارئة نهمة. لكن ما أن كبروا قليلا وبوعي أكبر من سنهم، وبفضل مساعدتهم  ومساعدة أمين أصبح وقتي شاسعا، أستطيع أن أجلس عشرات الساعات في خلوة كتابة الرواية. صاروا يقرؤون لي ونتناقش في الأدب والموسيقى والمسرح والسينما والعلوم الحديثة والذكاء الاصطناعي والموسيقى والخيال العلمي ومستجدات البحث العلمي  والتكنولوجيا في العالم .

** الثقافة في الجزائر هل تمر بإشكاليات.. وما هي أسباب تلك الإشكاليات؟

- الجزائر بلد كبير وثري وعريق، ولكنه غير محظوظ. فموقعه الاستراتيجي لم يجعله  في مأمن من الطامعين عبر الأزمنة. فمنهم من جاء عبر البحر ومنهم من جاء عبر البرّ.. صحيح أن لدينا مسارح عديدة وقاعات سينما كثيرة وآثار تاريخية ومتحف في الصحراء مفتوح على السماء، لكن الكدمات التاريخية لا تبرأ تماما وتظل آثارها تتجلى في المنتج الثقافي. الظروف التاريخية هذه غرست في شعبنا حس المقاومة فلا يندثر هذا التنوع  الثقافي العظيم  الذي تزخر به البلاد. حتما ستنهض القوى  الثقافية حيث تخبو الهيمنة السياسية. 

** قمت بترجمة بعض الأعمال.. لما خضت مجال الترجمة، وهل وجدت صعوبات أثناء القيام بها.. وهل ترجمة النص الأدبي تجعل المترجم يضفي جزء من ذاته وروحه على النص الذي يترجمه؟

- الترجمة عمل ممتع وخطير ومتعب في الوقت نفسه. ترجمتُ من الفرنسية إلى العربية مثلا رواية "الشاهد" ل"جمال عمراني"  ومن العربية  إلى  الفرنسية  مثلا كتب ونصوص شعرية، ومن الإسبانية إلى العربية كتب أنطولوجيا شعرية  كوبية "بلغة الطير". لا يمكن أن تتم الترجمة المقنعة والممتعة والصائبة دون معرفة حقيقية ودقيقة وعميقة للمجالين اللغويين والرمزيين والاجتماعيين والتاريخيين لكل من العالمين المترجم منه والمترجم إليه. كل نص تترجمينه يحمل شيئا من جيناتك. إن اختيارك  لكلمة دون أخرى للتعبير عن حالة ما في النص الأصلي أمر ليس ببريء تماما. ستكتشفين أشياء مدهشة وأنت تراجعين عدة ترجمات لكتاب واحد. 

** ما رأيك في الجوائز العربية في الوقت الحالي.. وهل تشجع على ظهور أنواع معينة من النصوص الأدبية؟

- الجوائز الأدبية كثيرة ومتنوعة في العالم،  وأضحت للعالم العربي جوائزه أيضا، قد يكون لها اليد البيضاء على البعض في تسهيل سبل الحياة والتفرغ للكتابة وهذا شيء جميل، ولكن الجوائز على الرغم من قيمتها الكبيرة  ليس بمقدورها أن  تصنع كاتبا حقيقيا مسكونا بالجمال ومشغولا بصناعة الأفكار في نصه إن هي أخطأت الهدف واختارت لسبب أو آخر الأقل موهبة والأكثر ثرثرة وحضورا في مواقع التواصل. فالأقل موهبة قد يكون الأكثر استعراضا وخنوعا، يستفيد من الجائزة دون أن تستفيد منه الجائزة. لذلك تخبو القيمة المعنوية والرمزية لبعض الجوائز على الرغم من قيمتها المادية العالية.

** في رأيك هل تواكب حركة النقد في منطقة الشرق الإنتاج الغزير للأدب؟

- منذ سنوات، وبعد المد التكنولوجي، وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي بدأت أتساءل: هل مازال للناقد أدواره التقليدية،  ومنها الدعاية لعمل ما ولصاحبه؟  وهل مازالت له مهمة يقوم بها في هذا العالم المفتوح والجسور الملقاة بين الكاتب وقرائه. أم أن مهمته تتطلب تكيفا مع متطلبات القارئ الجديد؟ أسئلة سيأتي بالأخبار عنها من لم نزود.

** هل أفادك التطور التكنولوجي واتساع رقعة المشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي ككاتبة في التواصل مع قراءك أو في التواجد خارج حدود الجزائر الثقافية؟

- نعم.. لعلني كنت من الأوائل الذين استهوتهم التجربة والمغامرة. أحب كثيرا ما هو جديد ومثير نتيجة علاقة الصداقة  التي بيني وبين أولادي وهم علميون ومتخصصون في الذكاء الاصطناعي ومخترعون، وعلاقتي أيضا  بعشرات الدفعات الذي مروا من طلبتي لليسانس والماستر والدكتوراه والباحثين. وأغلبهم يصيرون من أصدقائي وقرائي.. الحقيقة أن لدي حسابا واحدا  في الفيسبوك ومتابعوه  حوالي أربعين ألفا حقيقيون، وليس لدي صفحة أدفع عنها لإدارة السيد زكربرغ  لجلب المتابعين الروبوت الوهميين بعشرات الآلاف. تواصلي مع قرائي ثري وحار جدا يعجبني فيهم قراءاتهم الرائعة لرواياتي والسؤال الشغوف عنها، وذلك لعمري ما يجعلك تشعرين بأن تعبك وأوجاع عمودك الفقري من ساعات الجلوس والكتابة والبحث لا يذهب سدى.