'الشارقة الثقافية' تعود بالجديد والمتميز

العدد 91 يضم برحلة في دروب مدينة تلمسان الساحرة ويمر على القزويني والعجيلي وغريغوري وعالم المجاز عند أحمد فضل شبلول.

صدر العدد 91، لمايو/حزيران من مجلة "الشارقة الثقافية"، وقد حفل بمجموعة متميزة من الموضوعات والمقالات والحوارات، في الأدب والفن والفكر والسينما والتشكيل والمسرح، حيث تناولت كلمة العدد حاضر ومستقبل الثقافة العربية، مؤكدة أنه على الرغم من كل الأزمات والمحن التي توالت في فترات زمنية معينة، فإن الثقافة نجحت في بلورة ملامح خاصة بها، وفي امتلاك أدوات منتجة تدفع نحو التقدم والازدهار، وفي الاستفادة من جهود التيارات الفكرية المختلفة وأدبيات العصر، تحمي نفسها من ثقافة استهلاكية أو فردية أو شكلية، ولم تعد أسيرة ظروف تاريخية أو رهانات عفا عليها الزمن، وهي اليوم حاضرة بقوة، بمثقفيها ومبدعيها وتجلياتها، وهي حاضرة بثبات كحاضنة للمثقف، وكذلك بالنسبة إلى القارئ العربي، الذي أصبح أكثر انفتاحاً وانخراطاً في هذه الثقافة، وأكثر وعياً وقدرة على التمييز وتقبلاً للاختلاف واحتراماً لحرية الفكر.

أما مدير التحرير نواف يونس؛ فسلط الضوء على جهود رواد حركة النقد العربية المعاصرة، مؤكداً أهمية العودة إلى الينابيع الأولى، والأصالة الإبداعية، التي عاشتها أمتنا العربية الإسلامية، سعياً وبوعي لاستمرارية الوجود الإنساني المبدع، مع مواكبة العصر وما صاحبه من متغيرات ومتحولات فكرية ومعرفية، وهو ما يجعلنا الآن نستكمل تلك الرؤية بقصد ورصد لبدايات القرن العشرين، مع ازدهار المسيرة الإبداعية عربياً، وظهور حركة أدبية وفكرية وثقافية، تمثلت في مدارس وتيارات مثل، "حركة الإحياء"، و"مدرسة الديوان"، و"المهجر"، و"أبولو"، وبروز أسماء وقامات أدبية شامخة مثل، أحمد شوقي، وحافظ إبراهيم، والعقاد، وطه حسين، وجبران خليل جبران، وبدوي الجبل.

وفي تفاصيل العدد، كتب يقظان مصطفى عن "القزويني" رائد في علوم الأنواء والفلك وقد لقب بـ"هيرودوت" القرون الوسطى، وسلط محمد الأرناؤوط الضوء على مؤلفات "حسن كلشي" وهو من المؤسسين للاستشراق الألباني، فيما وثق محمد حسين طلبي رحلته في دروب مدينة "تلمسان" الجزائرية، التي تعد منارة تاريخية عبر الزمان، وجال علاء الدين حسن بين أطلال مدينة تدمر ومعالمها التاريخية، التي تعد جوهرة الصحراء السورية.

أما في باب "أدب وأدباء"؛ فكتب أحمد الصغير عن الدكتور محمد عبدالمطلب، الذي أسهم في اتساع الرؤية المعاصرة للدرس النقدي، وتوقف د. محمد خليل عند جهود المفكر محمد إسعاف النشاشيبي في تعزيز حركة التجديد وإحياء اللغة، واستعرض محمد سيد ريان مجموعة من الكتب الخالدة التي أسهمت في ثقافة جادة وبجهود أعلام الفكر والأدب، وقرأ محمد عبدالشافي سيرة الشاعرة جميلة العلايلي، التي عدها النقاد شاعرة الوجدان النسائي، وسلط د. حاتم الفطناسي الضوء على مسيرة المفكر محمد أبو هاشم محجوب وشغفه بالسيرة الذاتية، وتناول عبدالرزاق الربيعي كتاب "عبدالستار ناصر.. رواية لم تكتمل"، وهو لمحة وفاء من هدية حسين إلى ذكرى رحيل زوجها،  فيما رصد خاطر محمد عبده فضاءات وكوامن الإبداع في تجربة اعتدال عثمان، التي تعتبر أن المبدع يعيد ترتيب الواقع جمالياً، وتطرقت ثراء هاني إلى تجربة الشاعر والناقد الحساني عبدالله، الذي يعد من أنضج وألمع الشعراء في جيل الستينيات، وبيّن د. سعيد عبيدي كيف صور عبدالسلام العجيلي غنى النفس البشرية وتطلعاتها، وربط الأدب بحياة وواقع الأديب، بينما حاور أحمد اللاوندي الفائز بجائزة الشارقة للإبداع العربي إبراهيم أردش، الذي أكد أن ثمة من يقدر الأدب والإبداع، وتتبعت هبة النجار ارتحال عصام ترشحاني في مدارج الخيال حاملاً وجع القصيدة المشرعة بالدهشة، أما مصعب الصاوي فاحتفى بالشاعر محمد الفيتوري الذي حلق بأجنحة الشعر كفارس نبيل، وعاش على قلق كأن الريح تحته، والتقت شيمازا فواز الزعل الكاتبة سراب غانم، التي رأت أن الكتابة صيغة للتعبير عن الذات، فيما قدم خلف محمود أبوزيد إضاءة على جهود جورج غريغوري في التعريف بالحضارة الإسلامية وجماليات اللغة العربية، وحاور حمدي المليجي الشاعر موسى حوامدة، الذي أكد أن الثقافة فن الحلم، وكتب محمد محمد مستجاب عن أحد رواد النقد الأدبي العربي الدكتور عبدالقادر القط، الذي دمج الشكل والمضمون في العمل الإبداعي، وتناول محمد جمال المغربي المشروع الروائي للكاتب فتحي إمبابي، والذي يعنى بجلب أحداث تاريخية مهمة وإدراجها في ثنايا سرده، وكتبت رويدا محمد عن شاعر الحكمة والوجدان الإنساني طاهر الجبلاوي، الذي اختلف على شعره شوقي والعقاد، وحاور محمد زين العابدين الكاتب محمد سليم شوشة، الذي قال إن حياته في الريف وسعت مخيلته وأثرت شخصيته.

نقرأ في باب "فن. وتر. ريشة"؛ الموضوعات الآتية: غسان مفاضلة يبحث عن "الزمكانية" كأثر جمالي – بقلم محمد العامري، التشكيلية دارين أحمد.. لوحاتها تعبر عن عمق الألم الإنساني– بقلم علاء محمد زريقة، ياسمين حسامو.. قصة إبداع يفوح منها عبق التاريخ– بقلم رفاه هلال حبيب، عبدالله السعداوي.. المسرح لديه غاية فعل واع – بقلم أنور محمد، فاضل سوداني "المسرح الإغريقي هو الأصل"– بقلم ظافر جلود، بشار إسماعيل دخل قلوب الناس درامياً وحياتياً– بقلم لبانة شيخ أحمد، محمد وردي.. فنان إفريقيا الأول– بقلم د. جيهان إلياس، المخرج تار بيلا يوظف السينما وسيلة للتأمل والتفكير– بقلم محمود الغيطاني، فيلم "فتح أبواب السينما" يرصد ويوثق حياة ومسيرة محمد ملص السينمائية – بقلم د. لمى طيارة، "سيساكو" يصور فيلمه "شاي أسود" في الصين– بقلم أسامة عسل، قراءات في السينما المعاصرة –  بقلم فارس خدوج.

وفي باب "تحت دائرة الضوء" قراءات وإصدارات: عمر الخيام.. والمخيلة العربية– بقلم انتصار عباس، الخيال في قصة "عالم عامر ولولي"– بقلم عزيز بعزي، "السطحيون" يكشف عن تأثير التكنولوجيا في أدمغتنا– بقلم سعاد سعيد نوح، ترجمة النقد التشكيلي الحديث– بقلم إيمان محمد أحمد، صورة شاملة لأجناس الأدب المغربي الحديث– بقلم ناديا عمر، "آمال وألوان" هناء رشيد هارون ورحلتها نحو قيم الخير– بقلم أديب مخزوم، "السر في البئر".. بين استلهام الموروث والمتخيل الشعبي– بقلم مصطفى غنايم، حديث المدن– بقلم حواس محمود.

كما تضمّن العدد مجموعة من المقالات وهي: الحكمة والثقافة والتراث – بقلم علي كنعان، محمد رفعت.. صوت من السماء ومؤسس مدرسته الخاصة – بقلم د. محمد صابر عرب، الاقتباس وإعادة صياغة وسبك الموضوع – بقلم عبدالنبي اصطيف، أبوالمعاطي أبوالنجا.. ألمع كتاب القصة النفسية – بقلم مصطفى عبدالله، الروايات والكتب المفقودة– بقلم أنيسة عبود، عالم المجاز عند أحمد فضل شبلول – بقلم د. أحمد يوسف علي، الكتابة والهوية الإنسانية– بقلم ياسمين الترك، المعلم وثقافة المعاملة – بقلم رعد أمان، حلم سيتحقق ولو بعد حين– بقلم لوركا سبيتي، أنماط الرواية العربية الجديدة –  بقلم محمد فؤاد علي، القصة القصيرة ومسيرة السرد الشعري الجديدة – بقلم حاتم عبدالهادي السيد، القول الشعري بين المبدع والمتلقي– بقلم غسان كامل ونوس، خزعل الماجدي وتأصيل العقل الإبداعي– بقلم د. بهيجة مصري إدلبي، أوزان الشعر وأصولها– بقلم الأمير كمال فرج، التباينات في أدب الطفل بين المجتمع الغربي والعربي –  بقلم رؤى مسعود جوني، التراث الثقافي ودوره في التطور الحضاري– بقلم علي دولة، الأفكار لها أجنحة – بقلم رابعة الختام، تألق الدراما ودورها الثقافي التنويري – بقلم زياد الريس، سامي عبدالحميد.. مدرسة خاصة في الإخراج المسرحي – بقلم سوسن محمد كامل، عودة موفقة للدراما السورية – بقلم كمالا جلال خيربك.

ويحتوي العدد على مجموعة من القصص القصيرة، والترجمات لكوكبة من الأدباء والمبدعين العرب، وهي: الحسين لحفاوي "الممر الجحيم" قصة، تألق القصة الوصفية في "الممر الجحيم) - بقلم د. سمر روحي الفيصل، أمل ناصر "الشك" قصة قصيرة، د. حنان الشرنوبي "سؤال" قصة قصيرة، غسان حداد "مصادفة ليست مواتية" قصة قصيرة، د. أحمد علي منصور "راحلون"  قصيدة مترجمة، إضافة إلى تراثيات عبدالرزاق إسماعيل "بزوغ فجر" "الرجل الصالح"، وأشعار لها حكاية "جميل بثينة"- بقلم وائل الجشي، و"أدبيات" فواز الشعار، التي تضمنت جماليات اللغة وفقه اللغة ودوحة الشعر.