أيام قرطاج لفنون العرائس تبعث الحياة في الدمى

الدورة الخامسة تخرج من مدينة الثقافة لتنفتح على عدد من الأماكن داخل العاصمة وخارجها.

تونس - بعروض عربية وأجنبية موجهة للصغار والكبار معا انطلقت السبت الدورة الخامسة لأيام قرطاج لفنون العرائس في تونس تحت شعار "ماريونات فن وحياة".

والدورة مهداة لروح فنان العرائس الأسعد المحواشي الذي توفي قبل أربعة أشهر فقط أثناء مشاركته في مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي.

وقالت مديرة الدورة منية عبيد المسعدي التي تشغل أيضا منصب مديرة المركز الوطني لفن العرائس المؤسسة المشرفة على هذا المهرجان "اليوم تشعل أيام قرطاج لفنون العرائس شمعتها الخامسة، محافظة على شعارها الرمزي 'ماريونات فن وحياة' في دعوة صارخة للحياة".

وأضافت "فنون العرائس خلقت لتبعث الحياة في الأشياء، لذلك هذا المهرجان، الذي نعتز بكونه ولد كبيرا وحاملا لاسم قرطاج التاريخي، سيظل كبيرا ليبعث الحياة في العرائس ويبعث الأمل في جمهورها".

ويشمل برنامج المهرجان الممتد حتى العاشر من فبراير/شباط الجاري 37 عرضا من بينها 21 عرضا أجنبيا للأطفال وستة عروض للكبار وعشرة عروض تونسية مع اختيار إيطاليا ضيف شرف الدورة.

وكشفت المسعدي لرويترز أن هذه الدورة ستخرج من مدينة الثقافة لتنفتح على عدد من الأماكن بالعاصمة منها قاعة الفن الرابع ودار المسرحي بباردو وقرية الأطفال فاقدي السند، كما ستزور عروض المهرجان عددا من المحافظات في إطار دعم اللامركزية الثقافية.

ولفتت إلى أن القضية الفلسطينية دائما في البال وهي حاضرة من خلال الملصق الدعائي لهذه الدورة الذي تتوسطه دمية منحوتة من الخشب على هيئة طفل بشعر مجعد وابتسامة واسعة تذكيرا بالطفل الفلسطيني يوسف الذي قُتل في غزة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي وظلت أمه تبحث عنه.

ويشارك في المهرجان نحو مئة فنان عرائسي من 19 بلدا بينها السعودية التي تحضر لأول مرة بعرض عرائسي أعدّ خصيصا لأيام قرطاج لفنون العرائس، إلى جانب العراق، سوريا، الكويت، الإمارات، النمسا، إسبانيا، فرنسا، ألمانيا، وإيطاليا ضيف شرف هذه الدورة، حيث ستقدم ثلاثة أعمال عرائسية هي "طفولة اورلاندو"، "بينوكيو"، و"الطهي بالأقدام".

وأبدى الفنان السعودي محمد الشوقبي سعادته بمشاركة السعودية لأول مرة بعرض عرائسي أعد خصيصا لأيام قرطاج لفنون العرائس.

وقال إن مسرح العرائس فن متكامل وصعب ويحمل رسالة سامية في إدخال البهجة والسرور على الأطفال.

وانتظمت بالتوازي مع افتتاح المهرجان عروض تنشيطية وغنائية للأطفال متنوعة شهدت إقبالا كبيرا من الأطفال وذويهم.

وأكدت نوال سكنداجي التي حضرت الافتتاح أنها تنتظر هذا المهرجان سنويا لاصطحاب ابنتها والتمتع بالعروض المختلفة، فيما عبر الطفل أيهم عن سعادته بحضور العروض التنشيطية، قائلا إنه سيستغل عطلة هذا الأسبوع لمشاهدة عروض مسرح العرائس.

وتابع "أعجبتني العرائس الضخمة وانبهرت بكيفية تحريك العرائس وكأنها تنبض بالحياة".

وصرح المسؤول عن ورش التدريب في المهرجان أسامة ماكني بأن دورة هذا العام تشمل عشر ورش وثلاث محاضرات موجهة للطلبة المتخصصين في فنون العرائس والهواة.

وقال إن أشغال الورش تتمحور حول صنع العرائس من بقايا النخلة وتصميم وصنع عرائس الطاولة ومسرح خيال الظل وعروسة القفاز للأطفال وعرائس الفم المتحرك وغيرها.

وأضاف أن فنون العرائس لها خصوصية، وهي مهنة مستقلة عن المسرح، لذلك تسمى فنون العرائس لا مسرح العرائس، وتعرف بأشكالها المتعددة وتقنياتها المختلفة.

واختارت هيئة المهرجان للدورة الخامسة برمجة ثرية ومتنوعة، حيث من المزمع أن يقدّم المشاركون ما يناهز 55 عرضا عرائسيا منها مجموعة من العروض الموجهة لفائدة الكهول.