إيران تفرج عن 3 من مزدوجي الجنسية في صفقة أسدي

فيينا تعلن إطلاق سراح مواطنين يحملان الجنسية النمسوية ظلا محتجزين في إيران لسنوات.
وساطة عمّانية وارء نجاح صفقة تبادل السجناء بين طهران وعدد من الدول الأوروبية

طهران - أفرجت طهران اليوم الجمعة عن ثلاثة من مزدوجي الجنسية كانوا معتقلين في سجونها، بعد أسبوع من صفقة التبادل التي تمت بوساطة عمّانية وأفضت إلى إطلاق سراح عامل الإغاثة البلجيكي أوليفييه فانديكاستيل مقابل عودة الدبلوماسي الإيراني أسدالله أسدي المدان بالإرهاب في بلجيكا إلى بلاده.

وأشار مكتب رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو في بيان إلى أن الأوروبيين الثلاثة هم مواطن دنماركي أوقف في نوفمبر/تشرين الثاني 2022 خلال تجمعات لحقوق النساء، في إشارة إلى الاحتجاجات التي اندلعت بعد وفاة الشاب مهسا أميني، ومواطنان إيرانيان يحملان الجنسية النمسوية أوقف أحدهما في يناير/كانون الثاني 2016 والثاني في يناير/كانون الثاني 2019.

بدورها قالت فيينا اليوم الجمعة إنه جرى إطلاق سراح مواطنين نمسويين ظلا محتجزين في إيران لسنوات وإنهما في طريق العودة إلى الوطن. وذكرت وزارة الخارجية النمساوية في بيان أن "المواطنين مزدوجي الجنسية كامران قادري ومسعود مصاحب تم الإفراج عنهما بعد 2709 و1586 يوما على التوالي وأنهما في طريقهما إلى النمسا".

وحكمت السلطات الإيرانية على قادري بالسجن 10 سنوات للتعاون مع دول معادية بعد محاكمة وصفتها منظمة العفو الدولية بأنها "مجحفة بشكل فادح"، أما مصاحب فقد اتهم بالتجسس لصالح ألمانيا وإسرائيل وأُفرج عنه في نوفمبر/تشرين الثاني 2022 لأسباب صحية لكن لم يسمح له بمغادرة الجمهورية الإسلامية.

وتأتي هذه الخطوة بعد أيام قليلة من الزيارة التي أداها سلطان عمان هيثم بن طارق آل سعيد الأحد إلى إيران، في وقت تقود فيه مسقط وساطات في العديد من الملفات معتمدة على مبدأ الحياد الايجابي في الأزمات الإقليمية والدولية.

ونجحت الوساطة العمانية في إفراج بلجيكا منذ أسبوع عن الدبلوماسي الإيراني أسد الله أسدي الذي كان يمضي عقوبة بالسجن منذ عام 2021 إثر تخطيطه رفقة ثلاثة آخرين لشن هجوم إرهابي على تجمع للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية باريس أحبط في اللحظات الأخيرة، مقابل إطلاق إيران سراح عامل الإغاثة البلجيكي أوليفييه فانديكاستيل.

وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان حينها "أسد الله أسدي دبلوماسيّنا البريء الذي اعتقل بشكل غير قانوني في ألمانيا وبلجيكا لأكثر من عامين في انتهاك للقانون الدولي في طريقه الآن إلى الوطن".

وتأتي هذه الصفقة بعد أن أيدت المحكمة الدستورية البلجيكية في مارس/آذار معاهدة لتبادل السجناء مع إيران، بينما أقرّ رئيس الوزراء البلجيكي حينها بأن حكومته تدرس طلبا من طهران بتسليم أسد الله أسدي، مقابل عامل الإغاثة.

وأثارت هذه الخطورة غضبا في صفوف المعارضة الإيرانية في بلجيكا والمنظمات الحقوقية، معتبرة أنها تعطي الضوء الأخضر للنظام الإيراني لمواصلة استثمار ورقة الرهائن.

وتحتجز السلطات الإيرانية منذ سنوات العشرات من مزدوجي الجنسية بعد أن وجهت لهم تهما تتعلق بالجوسسة والتحريض على الاحتجاجات المطالبة بإسقاط النظام، بينما يؤكد نشطاء أن المعتقلين أبرياء، لافتين إلى أن طهران تحتجزهم تعسفيا بهدف ابتزاز الغرب ودفع إلى تقديم تنازلات سواء في قضايا سياسية أو اقتصادية.