الرئيس الإسرائيلي يروّج للتطبيع مع السعودية كمفتاح لوقف الحرب

هرتسوغ يكشف عن تصوره لتحالف من الدول المستعدة للالتزام بإعادة بناء غزة بطريقة تتيح سلامة الإسرائيليين والفلسطينيين.
السفيرة السعودية لدى واشنطن تؤكد أن المملكة لم تضع التطبيع في قلب سياستها

جنيف/القدس - قال الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ اليوم الخميس إن "تطبيع العلاقات مع المملكة العربية السعودية، هو مفتاح الخروج من الحرب"، مشددا في الوقت نفسه على ضرورة الحوار مع الفلسطينيين، في وقت تحمّل فيه الدولة العبرية حركة حماس مسؤولية إفشال توقيع اتفاق سلام مع الرياض، كان في لمساته الأخيرة، بعد هجومها على إسرائيل.
وأضاف هرتسوغ خلال فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا أن "تل أبيب فقدت الثقة في عمليات السلام لأنها ترى أن جيرانها يمجدون الإرهاب"، وفق موقع "تايمز أوف إسرائيل" الإخباري.
وزاد "إذا ما سألت إسرائيليا عاديا، فلن يكون هناك أحد بكامل قواه العقلية مستعد للتفكير في ما سيكون عليه الحل في اتفاقيات السلام، لأن الجميع يسأل: هل يمكن وعدنا بسلامة حقيقية في المستقبل؟".
وأوضح أن "كل إسرائيلي يريد التأكد أنه لن يتعرض لهجوم بنفس الطريقة من الشمال أو الجنوب أو الشرق" وعندما سُئل عن اليوم التالي للحرب، قال هرتسوغ إنه يتصور "تحالفًا من الدول المستعدة للالتزام بإعادة بناء غزة، بطريقة تتيح سلامة الإسرائيليين والفلسطينيين، ومستقبلًا مختلفًا لغزة".
وأضاف أنه "من الضروري أن نعمل بأقصى جهد ممكن لإيجاد طرق ووسائل جديدة لإجراء حوار مع جيراننا الفلسطينيين، ولكن من أجل ذلك سيكون السؤال الأساسي لكل إسرائيلي، خاصة بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول: ما الذي يضمن رفاهيتنا وسلامتنا؟".
وأشار إلى أنه "عندما تتقدم الدول وتقول حل الدولتين، يجب عليها أولاً أن تتعامل مع سؤال أولي، وهو سؤال جوهري للبشر: هل يُعرض علينا حل حقيقي؟ وما هي نتيجة أي عملية؟ وهل يمكننا ضمان السلامة لأنفسنا ولشعبنا؟".
بدورها نقلت صحيفة "هآرتس" عن هرتسوغ قوله في ذات المؤتمر "إسرائيل تريد مستقبلًا يمكننا أن نعيش فيه معًا، ويمكن إدارة غزة بشكل جيد، لكن حماس غير واردة، علينا أن نذهب ونتفاوض مع أولئك الذين يمكن أن يكونوا شركاء محتملين".
وأشار هرتسوغ أيضًا إلى أن "تطبيع العلاقات مع المملكة العربية السعودية هو مفتاح الخروج من الحرب وإلى أفق جديد".

وأكدت الأميرة ريما بنت بندر آل سعود السفيرة السعودية لدى واشنطن اليوم الخميس أن المملكة غير قادرة على مواصلة المباحثات بشأن التوصل إلى اتفاق تاريخي يتضمن الاعتراف باسرائيل قبل أن يتم وقف إطلاق النار في غزة.

وقالت خلال ندوة ضمن منتدى دافوس "أعتقد أن أهم شيء يجب إدراكه هو أن المملكة لم تضع التطبيع في قلب سياستها. لقد وضعت السلام والازدهار في قلب سياستها".

وأضافت "المملكة كانت واضحة تماما. بينما هناك أعمال عنف على الأرض والقتل مستمر، لا يمكننا الحديث عن اليوم التالي".

وقبل أن تشن إسرائيل الحرب على غزة كانت السعودية تجري مفاوضات بشأن تطبيع محتمل للعلاقات مع إسرائيل بوساطة الولايات المتحدة، إلا أن محللين اعتبروا أن الحرب أرجأت المفاوضات بين الطرفين.
والثلاثاء، أكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان أن إسرائيل لا يمكن أن تنعم بالسلام إلا من خلال إقامة دولة فلسطينية، مشددا على ضرورة وقف إطلاق النار في قطاع غزة وذلك في كلمة باللغة الإنكليزية خلال جلسة حوارية في منتدى دافوس، وفقا لمقطع فيديو مترجم إلى العربية بثته الخارجية على حسابها الموثق في منصة "إكس".
وفي سبتمبر/أيلول الماضي نفى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان صحة تقارير تفيد بإيقافه محادثات تطبيع العلاقات مع إسرائيل، مؤكدا أنهم يقتربون كل يوم من التطبيع.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول يشن الجيش الإسرائيلي حربا على غزة خلّفت حتى الخميس 24 ألفا و620 شهيدا و61 ألفا و 830 مصابا وكارثة إنسانية غير مسبوقة وتسببت بنزوح نحو 1.9 مليون شخص من سكان القطاع، بحسب السلطات الفلسطينية والأمم المتحدة.