ايرباص تلغي بالكامل طلبية الخطوط القطرية من طائرات ايه350

قرار العملاق الأوروبي بإلغاء ما تبقى من طرازات ايه350 يقطع كل تعاملاته الجديدة مع شركة الطيران الخليجية في أحدث تطور في نزاعهما المتعلق بالسلامة والعقود.

باريس -  ألغت شركة إيرباص بالكامل طلبية الخطوط الجوية القطرية لشراء طائرات من طراز إيه350، مما يقطع كل تعاملاتها الجديدة مع شركة الطيران الخليجية في أحدث تطور في نزاعهما المتعلق بالسلامة والعقود، وفق ما أكد الأربعاء مصدران في قطاع الطيران.

وتخوض الشركتان منذ أشهر طويلة نزاعا علنيا نادرا في ما يتعلق بحالة أكثر من 20 طائرة من النوع الذي يقطع مسافات طويلة تقول الخطوط القطرية إنها قد تشكل خطرا على الركاب وتقول إيرباص إنها آمنة تماما.

وكانت الخطوط الجوية القطرية أول شركة طيران تستخدم الطائرة في عام 2015، وتطالب حاليا إيرباص بتعويض لا يقل عن 1.4 مليار دولار بعد أن أوقفت الهيئة العامة للطيران المدني في قطر ما يقرب من نصف أسطولها من طائرات إيه350 بسبب تلفيات في سطح الطائرة الخارجي.

ورفضت الخطوط القطرية استلام المزيد من طائرات إيه350 حتى تتلقى تفسيرا أعمق لتلف أو تعري أجزاء من الألياف المضادة للصواعق نتيجة تلف الطلاء.

وأقرت إيرباص المدعومة من سلطات الطيران الأوروبية بوجود مشكلات في الجودة بالطائرة إيه350 لكنها نفت أي مخاطر تتعلق بالسلامة نتيجة حدوث فراغات في طبقة الحماية التحتية، مؤكدة أن الطائرة يتوافر بها قدر كبير من الحماية.

وحتى الآن كان للنزاع تأثير جزئي على سجل طلبيات أكبر طائرة أوروبية بمحركين، إذ أنهت في البداية إيرباص، ثم الخطوط القطرية، استخدام بعض الطائرات.

لكن الآن أخطرت إيرباص أكبر زبون للطائرة إيه350 بأنها ألغت بقية الصفقة، حسبما ذكر المصدران اللذان طلبا عدم الكشف عن هويتهما.

وفي نهاية يونيو/حزيران، كان لدى الشركة المصنعة للطائرة طلبيات معلقة من الخطوط الجوية القطرية لشراء 19 من النسخة الأكبر للطائرة، وهي الطائرة إيه350-1000 التي تبلغ سعتها 350 راكبا وتكلفتها سبعة مليارات دولار على الأقل بحسب قائمة الأسعار أو ما يقرب من ثلاثة مليارات دولار بعد خصومات القطاع التقليدية.

ويأتي قرار العملاق الأوروبي لصناعة الطائرات بعد أقل من شهرين من إعلان الشركة القطرية إغلاق الباب أمام أي حل لخلافها مع ايرباص خارج الإطار القانوني للنزاع المرير.

وكان أكبر الباكر رئيس الخطوط الجوية القطرية قد أعلن في يونيو/حزيران الماضي أن الخلاف بين الشركة الخليجية ومجموعة 'إيرباص' الأوروبية متواصل، منددا بما وصفه بمحاولة "تخويف" من قبل الشركة المصنعة للطائرات رغم الآمال في التوصل إلى اتفاق خارج المحاكم.

وقال في مؤتمر صحافي في ختام الجمعية العمومية لاتحاد النقل الدولي (إياتا) الذي استضافته الدوحة حينها "لو تم التوصل إلى اتفاق، لما كنا في انتظار محاكمة العام المقبل".

وفي نهاية أبريل/نيسان رفض القضاء البريطاني طلب الخطوط الجوية القطرية بمنع شركة إيرباص من إعادة بيع طائرات "ايه-321" لشركة أخرى. وتأكد الرفض في نهاية مايو/ايار من قبل المحكمة العليا في لندن والتي وافقت أيضا على طلب شركة الطيران تسريع الجدول الزمني للمحاكمة.

وقال الباكر لاحقا "لا ينبغي أبدا السماح لشركة تصنيع طائرات باستخدام هيمنتها على السوق لترهيب زبائنها القدماء"، بينما قالت الشركة الأوروبية إن "الحل الأفضل هو حل تفاوضي وهذا ما تحاول شركة إيرباص تحقيقه".

وينفتح النزاع المرير بين أحد أكبر العملاء في العالم والعملاق الأوروبي لصناعة الطائرات على الرغم من بروز بوادر في الفترة الأخيرة لإمكانية تسوية الأزمة، على تصعيد أكبر خلال الفترة المقبلة مع تمسك كل طرف بموقفه.