بلينكن في جولة شرق أوسطية لبحث هدنة في غزة

وزير الخارجية الأميركي يعترف بأن جميع سكان غزة يعانون من مستويات مرتفعة من انعدام الأمن الغذائي الحادّ.
نتنياهو يتهم مسؤولين إسرائيليين بالتعاون مع واشنطن لمنع اجتياح رفح

واشنطن - يزور وزير الخارجية أنتوني بلينكن السعودية ومصر هذا الأسبوع لبحث الجهود المبذولة لضمان التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وزيادة دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع وفق ما أعلن متحدث باسم الخارجية الأميركية الثلاثاء بينما تمارس واشنطن ضغوطا على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لمنع هجوم على رفح.
وقال ماثيو ميلر من الفيليبين التي يزورها بلينكن، إن وزير الخارجية الأميركي سيجري مباحثات مع القادة السعوديين في جدة الأربعاء قبل أن ينتقل إلى القاهرة الخميس للقاء المسؤولين المصريين وسط مفاوضات تجرى في الدوحة لعقد صفقة تبادل رهائن بين إسرائيل وحركة حماس.
وستكون هذه الجولة السادسة لبلينكن في الشرق الأوسط منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.
وأكد ميلر في بيان أن بلينكن "سيناقش الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق فوري لوقف لإطلاق النار يضمن إطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين، وتكثيف الجهود الدولية لزيادة المساعدات الإنسانية لغزة والتنسيق بشأن التخطيط لمرحلة ما بعد النزاع في غزة بما في ذلك ضمان عدم قدرة حماس على الحكم أو تكرار هجمات 7 تشرين الأول/أكتوبر".
وأوضح وزير الخارجية الأميركي أن جميع سكان غزة يعانون من "مستويات مرتفعة من انعدام الأمن الغذائي الحادّ" مشددا على الضرورة الملحة لزيادة إيصال مساعدات إنسانية إلى القطاع الفلسطيني.
وأضاف أنه "بحسب أكثر المعايير الموثوقة، يعاني 100 في المئة من سكان غزة من مستويات مرتفعة من انعدام الأمن الغذائي الحاد. وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تصنيف شعب بأكمله على هذا النحو". وسيناقش أيضا "مسارا سياسيا للشعب الفلسطيني مع ضمانات أمنية مع إسرائيل، وهيكلا لسلام وأمن دائمَين في المنطقة"، وفق البيان.

وقالت إسرائيل إنها ستحاول "إغراق" غزة بالمساعدات الإنسانية من عدة نقاط دخول مع تصاعد الضغوط الدولية لمواجهة مشكلة الجوع المتفاقمة في القطاع المحاصر لكن الولايات المتحدة حذرت الدولة العبرية من تداعيات اجتياح رفح.

واشنطن تحذر من هجوم واسع في رفح
واشنطن تحذر من هجوم واسع في رفح

كما سيثير أيضا القضية الحتمية المتمثلة في وضع حد لهجمات المتمردين الحوثيين في اليمن على سفن تجارية، لاستعادة الاستقرار والأمن في البحر الأحمر وخليج عدن، بحسب ميلر.

وفي سياق متصل اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الثلاثاء مسؤولين في البلاد بالتعاون مع الولايات المتحدة لمنع اجتياح مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
ونقلت صحيفة "إسرائيل اليوم" عن نتنياهو قوله خلال لقاء مغلق مع أعضاء لجنة الخارجية والأمن البرلمانية الإسرائيلية إن "مسؤولين في إسرائيل يتعاونون مع الأميركيين لمنع الدخول إلى رفح".
وبحسب الصحيفة، قال نتنياهو ردًّا على سؤال حول موعد انتهاء الحرب "كنا نعتقد أنها ستستغرق وقتًا أطول في غزة، وفي هذه الأثناء نحن متقدمون على الموعد المحدد"، دون مزيد من التفاصيل واعتبر أنه بات "عرضة لهجوم أميركي" بسبب رفضه قيام دولة فلسطينية مستقلة.
وحول رفضه السماح للسلطة الفلسطينية بتولي الأمور في غزة بعد الحرب، ادعى أن "الطموح الذي لا هوادة فيه للقيادة الفلسطينية بأكملها بجميع أشكالها هو القضاء على الصهيونية، والهجمات الأمريكية تستهدفني أيضًا لأنني أمنع قيام الدولة الفلسطينية".
وكانت العديد من الدول بما فيها الولايات المتحدة، طلبت من إسرائيل عدم القيام بأي عمل عسكري في رفح دون ضمان إخلاء آمن لأكثر من مليون مدني فلسطيني.
وأكدت الولايات المتحدة مرارا في الأسابيع الأخيرة، أن إسرائيل لم تقدم أي خطة موثوقة بشأن إخلاء المدنيين من رفح.
وقال نتنياهو للجنة "لدينا جدل مع الأميركيين، ليس بخصوص ضرورة القضاء على حماس، وإنما ضرورة الدخول إلى رفح، حيث لا نجد أي طريقة للقضاء على حماس عسكريًا دون تدمير هذه الكتائب المتبقية، نحن عازمون على القيام بذلك".