بيت إربد التراثي يستعرض تجارب ثلاثة شعراء

العمري وأبوالهيجاء والبوريني يستذكرون 'العرّافة' و'ناجي العلي'.

استضاف "منتدى الجياد للثقافة والتنمية" في "بيت إربد التراثي – ديوان آل كريزم" الشعراء: د. إيمان العمري، عمر أبوالهيجاء، وحسن البوريني" في أمسية شعرية رعاها المهندس عامر النصراوي، وأدار مفرداتها الكاتب جروان المعاني وسط حضور لافت من الأدباء والمهتمين.

مقدم الأمسية المعاني استعرض تجارب الشعراء الثلاثة بلغة عالية وقدم كل شاعر نثري لا يخل من اللغة الشعرية، ثم استعرض سيرهم ونتاجهم الشعري وحضورهم في الثقافي المحلي والعربي.

القراءة الأولى استهلتها الشاعرة إيمان العمري قرأت مجموعة من قصائدها التي عاينت فيها شؤون المرأة والذات الشاعرة، قصائد تجلى فيها النفس الصوفي واللغة الموحية تجاه الحياة وتفاصيلها.

من قصيدتها الإنسانية الوجداني "لطفلة باكية" تقول:

"لقلب امرأةٍ شاعرة

منحوتة بالألم

تتقن العزف على المفردات

تسبّح بالحبر

مسكونة بالعطاش

تتوق لموضع الضلع

تتمتم سرّاً

من أغوى من؟

فتفضحها اللغات

من أفاض على الكون

لجّة المعنى

لغياهب الحبّ وفيض المعنى

على سرّ القصيد

ليكشف للشعراء معبرا

يضيئون منه بهجة الأبجدية

ينزفون على الأرض

أين

ومتى

وكيف

لرسائل الحبّ

أن تمهر لعرس الحضور

في السماوات؟!

من أغوى من؟

قابيلها

لم يتقن حمل الضريح

ولم ندرِ ما فعلت أمّنا حين نعى الغربان

لوعة الفقد

حال الموج

وكان كلّ أهلك أهلي

يا فكرة الإنسان فينا

أقيم بيت العزاء

قبلي رأس أبي

واحضني قلب حواء فينا

وانشدينا".

إلى ذلك قرأ الشاعر عمر أبوالهيجاء غير قصيدة من مثل: "تراتيل صارخة، أصابع فوق الزند، فرحة للرقص.. وشمس للرجل، واعتذارية".

من قصيدته "أصابع فوق الزند" التي أهداها إلى الشهيد ناجي العلي في ذكرى استشهاده، نقتطف منها:

"يا حنظلة

 يا روعة الحلم المؤطر  بالسهر

يا أيها الوهج المطر

لا بد من بحر تفيض خيامه

كي ينحني في جب هذا الصمت

زامور الخطر

يا حنظلة

قمنا نلملم ريشة البحار

والأشجار نعلنها

نهارا أبيض الكلمات

في ظل الفلا

يا حنظلة".

واختتم القراءات الشاعر حسن البوريني صاحب ديوان "جرار الدمع" حيث قرأ جملة من قصائد هي: "غواية، مخلفات حُب، عيناكِ، والعرّافة" قصائده تستقرئ حالات الشاعر وتمعن في معنى الحب، وذهب بنا إلى العرّافة وأسئلة النجوى والروح بلغة قريبة من ذهنية المتلقي.

ومن قصيدة "العرّافة" يقول فيها:

"سلامُ اللهِ يا مبروكةَ الحَيِّ

سلامُ الله يا عرّافةَ الحارةْ

يا فكّاكةَ

المعقودْ

يا جلاّبةَ المفقودْ

يا كشّافةَ المحسودْ

يا حجّابةَ

المشهودْ

يا فتّاحةَ الموصودْ .. يا عَزفاً بقيثارةْ

قلبي ساكنٌ بالحُزنِ من خمسينَ سُنبلةٍ

وبعضُ مواسمِ الأحزانِ طارحةٌ

وباركَ طرحَها العاطي

ففاقَ الهمُّ مقدارَهْ

فجئتُكِ بائساً شاكي

أجرُّ اليأسَ أصفاداً

وقلبي ذابلٌ باكي

لذا أرجوكِ مَرحمةً

بمَنْ قد ضلَّ مقصدُهُ

وصكَّ الدّهرُ أسفارَهْ

فهل ألقى ولو حِرزاً ألوذُ به

فدنيا النّاسِ غدّارةْ؟".

وفي نهاية الأمسية تم تكريم الشعراء بالدروع من قبل القائمين على الأمسية.