ملتقى إربد الثقافي يحتفي بالدكتور سلطان الخضور

عدد من الهيئات الثقافية تنظم أمسية للاحتفاء بالمنجز الإبداعي في الشعر والنقد للدكتور سلطان الخضور.

احتفى ملتقى إربد الثقافي وملتقى المرأة الثقافي وعدد من الهيئات الثقافية في مدينة إربد ولواء بني كنانة في بلدية إربد الكبرى بالمنجز الإبداعي والنقدي للشاعر والناقد والباحث د. سلطان الخضور أثثه الشعراء النقاد: عبدالرحيم جداية، د. إبراهيم الطيّار، محمد فتحي المقداد، وعبدالمجيد جرادات، وأدار مفردات أمسية الاحتفاء الكاتب موسى نعواشي بلغة عالية في التقدم المميز وسط حضور لافت.

القراءة الأولى كانت للشاعر والناقد عبدالرحيم جداية قدم قراءة تحليلية واعية أسماها "الشعر بين العاطفة والفكر في ديوان 'قد تمطر حروفي'" للدكتور سلطان الخضور، استهل قراءته بالإشارة إلى أن سيرة الدكتور سلطان الخضور الإبداعية زاخرة بالتجارب الفكرية، ابتداء من دراسته في مرحلتي الماجستير والدكتوراه في التنمية البشرية، وكتابة الأبحاث والدراسات والمصنفات في هذا المجال الفكري الذي سطّر فيه بنيات معرفية وعقلية في تنظيمها لفهم سلوك الفرد والمجتمع عبر قواعد عقلية رصينة بناها المنطق في أطر معرفية، إضافة إلى قواعد منطقية في الإنتاج لإيصال المتلقّي إلى النموذج الأمثل في شخصّيته.

وبيّن الناقد جداية أن النسق للشاعر الخضور الشعري يميل إلى الوزن والإيقاع العروضي، حيث قصيدته أكثر ميلا لشعر التفعيلة من قصيدة النثر التي اعتقد أنه يكتبها، وما كان عليه إلا أن يعرض شعره على ميزان علم العروض لضبط بعض الخروجات الشعرية، لتكون قصائد الديوان التي أخذت عنوان: "قد تمطر حروفي" قصائد تفعيلة وازنة ومضبوطة على تفعيلة الكامل أو الرمل والوافر والمتدارك والزجر، لكن العاطفة أخذته حتى لا يسيطر العقل على وهج العاطفة وليبقيها متدفقة بلا ضوابط كان من الممكن أن تقلل من تأثيرها، ولو فعل لكانت تجربته الشعرية فنيا أكثر نضجًا في ميزان الفراهيدي.

وخلص جداية إلى القول: بين العاطفة والفكر ينحو الشاعر في قصائد ديوانه قد تمطر حروفي مناح عدة، أهمها الولادة والتجديد.

إلى ذلك قدم الشاعر الدكتور إبراهيم الطيّار قراءة حملت عنوان: "الشعر تحت مجهر الأنسنة .. قراءة في كتاب 'الأنسنة'.. نماذج من الشعر الأردني" للدكتور سلطان الخضور حيث رأى أن الشعر كان ولم يزل يوثق ملامح الحياة الإنسانية وسبل عيش المجتمع والأفراد، فهو إن كان صريحا أو مجازا يطلق العنان للكلمات لتعبر عن مكنونات نفس الشاعر، فيخرج من عمق المشاعر وينظر إلى الدنيا بمكوناتها المختلفة من منظوره النفسي الخاص.

وتساءل د. الطيّار، كيف يميل الشاعر نحو وصف ومخاطبة البشر ومتى يضفي صفات البشر على غير الأحياء وكيف ولماذا؟، سؤال جاء كتاب الأنسنة للدكتور سلطان الخضور ليجيبنا عن هذا السؤال، حيث استخدم الدكتور سلطان مجهره الخاص لتتبع هذا المفهوم ويسلط النظرة ويركز البؤرة على مفهوم الأنسنة في الشعر الأردني المعاصر في بحث علمي محكم الأطراف والجوانب وغني المحتوى والمضمون، فقد يبهرك العنوان ولكن المضمون يخفي الكثير الكثير من الدهشة ويشد القارئ ليبحر بين حروفه ويرى منهجية الدكتور سلطان العلمية المتكاملة في سبر أغوار النصوص المختارة، يُقلِّبُ القصائد ويحلل التراكيب المختلفة فيها، ليقول لنا إن الشعر ما زال بخير، يحمل الهم ويوثق الأحداث ويتفاعل مع المجريات حتى لو بالرموز والإيماءات المختلفة، مؤكدا بأن الشعراء الأردنيين الذين تم اختيار نصوصهم ووضعها تحت مجهر الدكتور سلطان أبدعوا في أنسنة الأشياء وجعلوا منها صديقا يشكون إليه همومهم ويتحاورون معها في أمور عدة.

أما الروائي والناقد السوري محمد فتحي المقداد قدم إضاءة على كتاب "إطلالات على الرِّواية الأردنيَّة المُعاصرة" للدكتور سلطان الخُضور، فقال: إن المُتتبّع لمسيرة الدكتور سلطان الخُضور يستطيعُ تشبيهه ببستان مليء بأنواع الأشجار المُثمرة والورود، فقد كتب الشِّعر والقصَّة والخاطرة الرواية، كما أنَّه نحا منحى الدِّراسات النقديَّة لأعمال أدبيَّة على اختلاف تنوَّعها الأدبيِّ. والكتاب الذي بين يديَّ هو "إطلالات على الرواية الأردنيَّة المُعاصرة"، فقد سلَّط الضُّوء على عشرة أعمال روائيَّة صدرت حديثًا، وهو بذلك جزء من تاريخ الحركة الأدبيَّة الأردنيَّة على وجه الخصوص، والعربيَّة عُمومًا، وقد وصف كتابه بقوله: "الباحث إذ ينظر إلى هذه النصوص بعين الناقد، لا يدَّعي بأنَّ ما سيقدمه في هذا الكتاب هو الأفضل، فالنقد الأدبي كما هو معروف يختلف في طرائقه وأساليبه ومُحدداته ونتاجاته من ناقد إلى آخر".

ومن استعرض الكتاب النقدي للدكتور من خلال النموذج التربوي مستشهدا ببعض الإيضاحات التي تعاين هذا النموذج برؤية نقدية واعية، ومدللا على بعض القراءات النقدية التي ضمها الكتاب، كما عاين النموذج التاريخي من خلال تسليط الضوء على الروايات التي بصدد دراستها الناقد الخضور.

من جهته، قدم الباحث عبدالمجيد جرادات ورقة حملت عنوان: "الدكتور سلطان الخضور بين واحة الأدب وموسوعية الفكر" ذكر فيها حيث يقول:  خبرت في الدكتور سلطان منذ أن عرفته، أنه متأمل ويميل للترَوي في الحكم على ما يقرأه أو يسمعه من مداخلات أو تعليقات، وهو من الحريصين على متابعة الإصدارات الفكرية والأدبية على الساحة الثقافية، وله جهود ملموسة في هذا المجال، حيث يبادر بالكتابة والحديث عن المنتج الأدبي والإصدارات التي تصلح أن تكون موضع الاقتداء الذي يضاعف الإنتاج الفكري وحركة التأليف، انطلاقا من قناعاته بأن ذلك يبعث على التجدد ويغذي المكتبات الأردنية والعربية بما يستجد على الساحتين الفكرية والمعرفية.

وقال جرادات: حول التفكير الإصلاحي في تجربة الدكتور الخضور استفاد الدكتور الخضور من تجربته في التدريس، ولهذا فهو يوظف الجوانب المشرقة من مخزونه المعرفي في المجالات التي يتناول فيها الحديث عن منظومة القيم والعادات النبيلة في المجتمع، وكثيرا ما يناقش قضايا لها علاقة مباشرة بالبحث عن أفضل الحلول التنموية، سعيا لمعالجة أبرز الاختلالات أو السلوكيات التي لا تنسجم مع حركة التطور الاجتماعي، مشيرا إلى أنه يستند الدكتور الخضور في كتاباته على رؤيته الشخصية وتحليله لتطورات الأحداث على مستوى العالم العربي، ويحرص الدكتور سلطان على أهمية التصدي للمؤثرات السلبية، المرئية والمتوقعة، مستندا على خصائص موروث العراقة في الفكر العربي.

المحتفى به وبمنجزه الإبداعي والنقدي د. سلطان الخضور قدم شكره للهيئات الثقافية التي نظمت هذا الاحتفاء وللدارسين وللإعلاميين، ومن ثم تم تكريم المشتركين والهيئات الثقافية المنظمة للحفل، ومن ثم وقع كتبه للحضور.