تحركات أميركية من السعودية لتعزيز الحضور في الشرق الأوسط

مستشار الأمن القومي الأميركي يتوجه إلى الرياض لإجراء محادثات مع القادة السعوديين ومسؤولين هنود وإماراتيين في خضم تصاعد النفوذين الصيني والروسي.
واشنطن تعيد الاهتمام بمنطقة تعتبر حيوية واستراتيجية
اميركا تسعى لتحقيق شراكة اقتصادية شاملة مع الهند والسعودية والامارات لقطع الطريق امام الصين
مسؤولون اميركيون بينهم بلينكن ينوون زيارة الرياض

واشنطن - من المنتظر أن يتوجه مستشار الأمن القومي الأميركي جايك ساليفان إلى السعودية "نهاية الأسبوع الجاري" لإجراء محادثات مع القادة السعوديين ومسؤولين هنود وإماراتيين، حسبما قال في كلمة ألقاها الخميس تتعلق بالإستراتيجية الأميركية في الشرق الأوسط حيث تأتي الزيارة فيما تسعى واشنطن لتعزيز حضورها في المنطقة لمواجهة النفوذين الروسي والصيني ولمواجهة التهديدات الإيرانية خاصة بعد الاتفاق السعودي الإيراني على استئناف العلاقات فيما يعتقد ان الأزمة السودانية ستفرض نفسها في الزيارة.

وياتي ذلك فيما اعلنت وكالة بلومبرغ نيوز ان كبار مسؤولي الأمن القومي الأميركي يعتزمون القيام بزيارات منفصلة للسعودية.
كما افادت بان وزير الخارجية بلينكن يعقبهم بزيارة في يونيو/تموز.
وأوضح ساليفان في كلمته في المركز الفكري "معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى" (إنستيتيوت فور ذا نير إيست بوليسي) أنه "في نهاية هذا الأسبوع سأكون في السعودية لعقد اجتماعات مع قادتها". وألمح إلى أنه سيلتقي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
وتأتي زيارة المسؤول الاميركي التي تبدأ السبت في أجواء من التوتر في العلاقات بين واشنطن والرياض منذ زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن المملكة صيف 2022 على الرغم من تعاون البلدين في عدد من القضايا بينها الأزمة في السودان مؤخرا لكن زيارة ساليفان الى المنطقة وخاصة الرياض تكررت خلال الفترة الاخيرة مع تصاعد التحركات الصينية في منطقة حساسة لواشنطن.
وأضاف أن نظيريه الإماراتي والهندي "سيحضران إلى السعودية أيضا في إطار الاجتماعات حتى نتمكن من مناقشة مجالات جديدة للتعاون بين نيودلهي والخليج وكذلك الولايات المتحدة وبقية المنطقة الذي يستند جزئيا إلى الشراكة الاقتصادية الشاملة الموقعة العام الماضي بين الهند والإمارات العربية المتحدة".
وتابع أن "هذا يمكن أن يساعدنا في المضي قدما في بعض المبادرات العملية جدا التي نعتقد أنها ستكون مختلفة عن أي شيء رأيناه في المنطقة في السنوات الأخيرة".
ويمثل النفوذان الروسي والصيني تحديا امام الولايات المتحدة التي تسعى لعزل موسكو دوليا بسبب حربها في اوكرانيا وتحجيم دور الصين حيث تنظر واشنطن بكثير من القلق لدور هذين البلدين في المنطقة وسعيهما للتقارب مع الرياض.
وسعت ادارة الرئيس جو بايدن لإنهاء الخلافات مع الرياض حيث تم ارسال عدد من المسؤولين للمملكة بهدف إيجاد توافقات بعد فترة من الخلافات فجرتها المواقف الأميركية من قرار السعودية تخفيض إنتاج النفط ضمن اوبك+.

وكان البيت الابيض اكد الشهر الماضي إن المسؤولين السعوديين والأميركيين تناقشوا في شأن شرق أوسط "أكثر تكاملاً" مؤكداً أن البلدين اتفقا خلال المحادثات على البقاء على تواصل منتظم وسط قرار اميركي بتخفيف اللهجة تجاه المملكة بعد فترة من التصعيد بسبب تباينات في ملفات عديدة اهمها الملف اليمني.
وقال سوليفان في ما وصف بأنه خطاب حول الإستراتيجية الأميركية، إن النزاع في اليمن سيكون "موضوعا مهما" خلال المناقشات التي ستجري في نهاية الأسبوع الجاري، مشيدا بعمل الأطراف على "خارطة طريق لإنهاء الحرب في نهاية المطاف".
وتطرق ساليفان إلى قضايا الشرق الأوسط من إيران وسوريا والعراق وصولا إلى النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، مؤكدا أن "التزامنا حيال منطقة الشرق الأوسط ثابت" ويستند إلى "إستراتيجية واقعية وبراغماتية في الآن نفسه".
وقال إن هذه الإستراتيجية مبنية على "خمسة مبادئ أساسية هي الشراكات والردع والدبلوماسية وخفض التصعيد والتكامل و(الدفاع عن) القيم".
وتمثل التهديدات الايرانية تحديا امام الولايات المتحدة التي تنظر بكثير من الترقب تداعيات قرار استئناف العلاقات بين الرياض وطهران والذي تم شهر مارس/اذار الماضي برعاية صينية.
وردا على سؤال عما إذا كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو سيدعى إلى زيارة البيت الأبيض، قال "عندما تكون هناك زيارة يجب الإعلان عنها، سنفعل ذلك".
وجدد ساليفان التأكيد أن واشنطن ستفعل كل ما في وسعها لمنع طهران من امتلاك أسلحة نووية، معتبرا أن الخروج من الاتفاق النووي لعام 2015 بقرار من الرئيس السابق دونالد ترامب كان "خطأ فادحا".

ايران واصلت سياسة توتير الاوضاع في الخليج
ايران واصلت سياسة توتير الاوضاع في الخليج

وتعتزم الولايات المتحدة نشر العشرات من الزوارق المسيّرة حول شبه الجزيرة العربية لرصد التهديدات من دول مثل إيران بشكل أفضل وهي خطوة تهدف لحماية ممرات مائية رئيسية للتجارة العالمية وتجارة النفط وتسعى لإقناع الحلفاء في الشرق الأوسط بهذا الأمر.
وقال نائب الأدميرال، براد كوبر، الذي يقود التحالفات والأسطول الخامس، ومقره البحرين في مقابلة إن أميركا، التي تقود تحالفين بحريين دوليين، خارج البحرين، تريد أن يكون لديها   أكثر من 100 مركبة سطحية مسيرة، أحيانا يطلق عليها روبوتات في البحر، قيد التشغيل، بحلول نهاية الصيف، حسب وكالة "بلومبرج" للأنباء اليوم الجمعة.
وأضاف أنه تم تحقيق هدف مبدئي هو 50، في شباط/فبراير الماضي وتقدم التكنولوجيا طريقة فعالة من حيث التكلفة ، لتعزيز الشراكات.

وكانت ايران احتجزت في الاونة الاخيرة  ناقلتي نفط في مضيق هرمز احدهما بريطانية والاخرى ترفع علم جزر مارشال في تصعيد جديد فيما واصلت قواتها الاحتاك بالقوات الاميركية في منطقة الخليج حيث عمدت الشهر الماضي الى اجبار غواصة فلوريدا النووية والمجهزة بصواريخ توماهوك على الصعود لسطح البحر عند اقترابها من المياه الاقليمية لايران.