تدخل سياسي يقرب قطر وايرباص من تسوية نزاع ايه350

بعد نزاع في العلن على مدى شهور لا يوجد ما يضمن التوصل إلى اتفاق بعد أن تعثرت محاولات سابقة لتفادي المثول أمام محكمة في لندن هذا العام.
فرنسا تسعى لتعزيز مصالحها مع قطر بينما تواجه أزمة في إمدادات الغاز
الدوحة بحاجة لتجاوز تداعيات فضيحة "قطر غيت"

باريس - وضعت جهود سياسية ومفاوضات في الغرف المغلقة الخطوط الجوية القطرية وشركة ايرباص العملاق الأوروبي لصناعة الطائرات، الطرفين على طريق تسوية للنزاع المرير بينهما الذي تنظر فيه محكمة بريطانية في مسار قضائي طويل ومعقد، وفق أحدث حلقة في القضية التي وترت العلاقة بين الشركة الأوروبية واحد اكبر عملائها في الشرق الأوسط.

وقال مصدران مطلعان اليوم الثلاثاء إن شركتي إيرباص والخطوط الجوية القطرية تتجهان نحو اتفاق لتسوية النزاع بشأن الطائرات إيه350 الموقوفة عن التحليق.

وبعد نزاع في العلن على مدى شهور لا يوجد ما يضمن التوصل إلى اتفاق بعد أن تعثرت محاولات سابقة لتفادي المثول أمام محكمة في لندن هذا العام.

ويتمسك كل طرف طرف بموقفه ويطالب كل منهما الآخر بتعويضات، بينما لم تتضح بعد مآلات القضية المثيرة للجدل، لكن مصادر أبدت تفاؤلها بأن يتوصل الطرفان لتسوية بدفع سياسي.

وأضاف المصدران أن الحوار بين الجانبين يبدو مشجعا بدرجة أكبر من ذي قبل وأن المفاوضات تسارعت بعد جهود سياسية واجتماع رباعي هادئ بين الشركتين والهيئات التنظيمية من الجانبين في الدوحة الأسبوع الماضي.

وقال أحد المصدرين "سيكون هناك اتفاق"، بينما نبه الآخر إلى أن المحادثات لا تزال جارية، فين تلتزم إيرباص والخطوط القطرية الصمت والأرجح أنهما تعملان على تسوية الأمر بعيدا عن الضجيج الاعلامي.

قطر أوقفت تشغيل عدة طائرات من ايرباص ايه 350 بسبب عيوب في الطلاء اعتبرت أنه يهدد السلامة
قطر أوقفت تشغيل عدة طائرات من ايرباص ايه 350 بسبب عيوب في الطلاء اعتبرت أنه يهدد السلامة

ويدور نزاع بين الشركتين في محكمة بريطانية منذ شهور حول عوامل السلامة في الطائرات بعد أن كشف تقشر الطلاء وجود تآكل وفجوات في طبقة سفلية من نظام الحماية من الصواعق.

وأدى النزاع بين اثنتين من كبرى الشركات العاملة في مجال الطيران إلى إلغاء لم يسبق له مثيل لعدد كبير من الطلبيات من إيرباص ونمو أعمال منافستها الأميركية بوينغ.

وأثار الخلاف بين الشركتين الكبيرتين في فرنسا وقطر، البلدان اللذان تربطهما علاقات قوية، اهتمام زعيميهما.

وأبلغت مصادر دبلوماسية رويترز هذا الشهر بأن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني تحدثا مجددا حول النزاع في الأسابيع الماضية.

وقال مسؤول في مكتب ماكرون اليوم الثلاثاء إن المكتب "ليس لديه تعليق في هذه المرحلة"، بينما لم يعلق المكتب الإعلامي للحكومة القطرية على هذه المعلومات.

وترتبط فرنسا وقطر بعلاقات تجارية واقتصادية وثيقة من التسليح إلى الطاقة إلى قطاعات أخرى، وهو ما يمكن أن يسهل إلى حدّ كبير تسوية النزاع بين الخطوط القطرية وإييرباص.

كما أن حل هذا النزاع قد يكون أمر ملحا للطرفين في ظل حاجة فرنسا للحفاظ على مصالحها مع الإمارة الخليجية الغنية بالغاز وتعزيز مصادر التزود بالطاقة بعد الفجوة في الامدادات التي أحدثتها حرب روسيا في أوكرانيا وما تبعها من عقوبات أوروبية على الشريك الروسي شمل بالأساس خطة للتخلص تدريجيا من الارتهان لمصادر الطاقة من موسكو.

وفي الوقت ذاته تسعى قطر للحفاظ على مصالحها في الاتحاد الأوروبي وتعمل على تعزيز نفوذها من بوابة إمدادات الطاقة، بينما تكابد في مواجهة ادعاءات محققين بلجيكيين يتهمونها بالتورط في فضيحة الفساد المالي في البرلمان الأوروبي.

واتخذ البرلمان الأوروبي إجراءات بحق ممثلي المصالح القطرية وشدد على ضرورة منعهم من دخول مؤسساته، بينما تتعالى أصوات زعماء أوروبيين منادية بمواجهة النفوذ القطري ومحاولات التغلغل في الهيئات الأوروبية، وهو ما يؤثر على صورة الإمارة الخليجية وعلاقاتها الخارجية.