خفض إنتاج النفط يفجر سجالا بين أوبك والطاقة الدولية

الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للنفط يردّ على اتهامات المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية لأوبك، محذرا من أن الدعوات المتكررة من وكالة الطاقة لوقف الاستثمار في النفط هي التي ستؤدي إلى تقلبات السوق.

دبي/موسكو - رد هيثم الغيص الأمين العام لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) اليوم الخميس على انتقادات سابقة وجهها فاتح بيرول المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية لتحالف أوبك بلاس، موضحا أن توجيه أصابع الاتهام لمصدري النفط وحلفائهم وتشويه الإجراءات التي يتخذونها سيؤدي "لنتائج عكسية".

وقال الغيص إنه يجب على وكالة الطاقة الدولية "توخي الحذر الشديد" إزاء تقويض الاستثمارات في صناعة النفط التي تعد مهمة للنمو الاقتصادي العالمي.

وأشار إلى أن التصريحات التي تدعو لعدم الاستثمار في القطاع قد تؤدي إلى تقلبات في سوق النفط في المستقبل، مضيفا أن منظمة أوبك وتحالف أوبك+ لا يستهدفان أسعار النفط وإنما يركزان على أساسيات السوق.

وانتقد فاتح بيرول إعلان تحالف أوبك+ في وقت سابق من هذا الشهر خفض الإنتاج بواقع 1.66 مليون برميل يوميا بداية من مايو/أيار وحتى نهاية 2023.

وقاد القرار أسعار النفط للارتفاع فوق مستوى 80 دولارا للبرميل، بعد أن انخفضت إلى 70 دولارا للبرميل الشهر الماضي.

وقال بيرول في مقابلة مع وكالة بلومبرغ للأنباء أمس الأربعاء إن على أوبك توخي الحذر بشأن دفع أسعار النفط للارتفاع لأن هذا سيؤدي إلى تباطؤ الاقتصاد العالمي.

وقال الغيص الخميس إن تحميل النفط المسؤولية عن التضخم "به مغالطة ويجانب الصواب من الناحية الفنية"، وإن الدعوات المتكررة من وكالة الطاقة الدولية لوقف الاستثمار في النفط هي التي ستؤدي إلى تقلبات السوق.

وتابع "إذا كان هناك ما سيؤدي إلى تقلبات في المستقبل فهي دعوات وكالة الطاقة الدولية المتكررة لوقف الاستثمار في النفط، فيما جميع التوقعات التي تستند إلى البيانات تشير إلى الحاجة لكميات أكبر من هذه السلعة الثمينة لتعزيز النمو الاقتصادي والازدهار حول العالم، لا سيما في العالم النامي".

كما تحمل السعودية وكالة الطاقة وتوقعاتها الأولية بتراجع الإنتاج الروسي ثلاثة ملايين برميل يوميا على خلفية غزو أوكرانيا العام الماضي المسؤولية عن قرار واشنطن سحب نفط من احتياطياتها.

وقال ألكسندر نوفاك نائب رئيس الوزراء الروسي اليوم الخميس إن تحالف أوبك+ لا يرى حاجة لخفض إضافي لإنتاج النفط على الرغم من أن الطلب الصيني جاء أقل من المتوقع، لكنه أضاف أن المجموعة قادرة دائما على تعديل سياستها.

وقال أيضا إن روسيا وصلت إلى المستوى المستهدف لإنتاجها من النفط هذا الشهر بعد إعلانها عن خفض للإنتاج بمقدار 500 ألف برميل يوميا، أو ما يعادل خمسة بالمئة من إنتاجها، حتى نهاية العام.

وروسيا عضو في تحالف أوبك+ للدول المنتجة للنفط والذي أعلن عن خفض الإنتاج الإجمالي للدول الأعضاء 1.16 مليون برميل يوميا في خطوة مفاجئة في وقت سابق هذا الشهر، وهي الخطوة التي وصفتها الولايات المتحدة بأنها إجراء يفتقر إلى الحكمة.

وأضاف نوفاك أنه من المتوقع تراجع إنتاج روسيا من النفط ومكثفات الغاز إلى حوالي 515 مليون طن هذا العام من 535 مليون طن في 2022 (بما يعادل عشرة ملايين برميل يوميا)، وهو ما يتماشى إلى حد كبير مع تقرير نشرته رويترز هذا الأسبوع.

وردا على سؤال حول ما إذا كان التحالف بحاجة لإجراء المزيد من التخفيضات للإنتاج في ظل تراجع أسعار النفط، قال نوفاك "حسنا لا بالطبع لا. لأننا اتخذنا قرارا يتعلق بالخفض قبل شهر وهو القرار الذي سيطبق اعتبارا من مايو".

وأضاف أن التحالف لا يتوقع نقصا في إمدادات النفط في الأسواق العالمية بعد خفض الإنتاج كما توقعت وكالة الطاقة الدولية. وكانت الوكالة قالت إن خفض الإنتاج يخاطر بتفاقم عجز إمدادات النفط في النصف الثاني من العام.

وقال نوفاك "في رأيي أن السوق متوازنة الآن، مع الأخذ في الاعتبار القرارات التي اُتخذت في وقت سابق وكذلك الخفض الذي قمنا به والتخفيضات التي شهدنها في دول أخرى".

واستطاعت روسيا الحفاظ على إنتاجها وصادراتها من النفط بفضل قدرتها على تحويل مبيعاتها من منتجات الطاقة خارج أوروبا، السوق التقليدية لها، بعد تعرضها لعقوبات قاسية بسبب غزوها أوكرانيا.

وقال نوفاك إن روسيا ستصدر إلى آسيا 140 مليون طن من النفط الخام والمنتجات النفطية هذا العام، وهي الكمية التي كانت تصدر في السابق إلى أوروبا، مضيفا أن بلاده ستزود الغرب بكميات تتراوح من 80 مليون طن إلى 90 مليون طن من الخام والمنتجات النفطية في 2023.