روسيا تهاجم ثلاث مدن اوكرانية مع تكثيف الحملة على كييف

الجيش الروسي يعلن سيطرته على خيرسون ويقصف ميناء ماريوبول في الجنوب وينفذ انزالا جويا في خاركيف القريبة من الحدود.
أوكرانيا تخشى انطلاق هجوم من بيلاروس
البنك الدولي يخصص ثلاثة مليارات دولار كمساعدات طارئة لأوكرانيا

خاركيف (أوكرانيا) - أعلن الجيش الروسي سيطرته على مدينة خيرسون في جنوب اوكرانيا وإنزال قوات في خاركيف، ثاني مدن أوكرانيا في اليوم السابع من الغزو.

وأوضح الناطق باسم وزارة الدفاع إيغور كوناشينكوف في تصريحات تلفزيونية إن "الوحدات الروسية في القوات المسلحة سيطرت بشكل تام على خيرسون".

وتعرضت المدينة ومحيطها لقصف مكثف خلال الساعات الماضية. وتتعرض منطقة خيرسون المتاخمة لشبه جزيرة القرم، للهجوم منذ بداية الغزو الروسي فجر 24 شباط/فبراير.

وكان الجيش الأوكراني أعلن في بيان على تلغرام ليل الثلاثاء الأربعاء أن "قوات روسية محمولة جوا أنزلت في خاركيف وهاجمت مستشفى محليا".

 وتم الإبلاغ عن معارك في هذه المدينة التي يسكنها 1,4 مليون نسمة والواقعة قرب الحدود مع روسيا والتي استهدفت الثلاثاء بضربات عدة خلفت ما لا يقل عن عشرة قتلى وأكثر من 20 جريحا، بحسب السلطات المحلية.

وقال مستشار وزير الداخلية الأوكراني أنطون غيراشتشنكو "عمليا، لم تعد هناك منطقة في خاركيف لم تسقط فيها قذيفة مدفعية بعد".

وأتى ذلك في اليوم السابع للغزو الروسي لأوكرانيا الذي بدأ في 24 شباط/فبراير واشتدّت حدّته الثلاثاء ويثير رفضا دوليا. 

ويثير الهجوم المتوقع على كييف مخاوف من وقوع عدد كبير من الضحايا في هذه المدينة التي يبلغ عدد سكانها نحو ثلاثة ملايين نسمة وتتمتع بتراث تاريخي ثري.

وأظهرت صور ملتقطة بالأقمار الاصطناعية الثلاثاء رتلا عسكريا روسيا ممتدا على عشرات الكيلومترات يتقدم ببطء باتجاه كييف.

وقال مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية "لدينا شعور عام بأن تحرك الجيش الروسي نحو كييف توقف في هذه المرحلة".

وأوضح "نعتقد أن ذلك مرتبط جزئيا بإمداداته وبمخاوف لوجستية" وأنه "بصورة أشمل، يقوم الروس حاليا بإعادة تقييم" استراتيجيتهم.

وفي المقابل، يبدو أن القوات الروسية أحرزت تقدما في جنوب أوكرانيا المطل على بحر أزوف.

وفي ميناء ماريوبول، أصيب أكثر من مئة شخص بجروح الثلاثاء بنيران روسية، وفقا لرئيس البلدية فاديم بويتشينكو.

وخلال الليل أعربت وزارة الدفاع الأوكرانية عن خشيتها من هجوم من بيلاروس.

وقالت الوزارة في بيان على فيسبوك "وضعت القوات البيلاروسية في حالة تأهّب قصوى وهي في مناطق التركيز الأقرب من الحدود مع أوكرانيا".

وأضافت أنّ الاستخبارات الأوكرانية رصدت الثلاثاء "نشاطا كبيرا" للطائرات في المنطقة الحدودية كما شوهدت ارتال مركبات وهي تنقل مواد غذائية وذخيرة إلى هذه المنطقة.

من جانبها، قالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها التي تقدمت عبر الساحل من شبه جزيرة القرم انضمت إلى القوات الموجودة في منطقة دونيتسك الانفصالية الموالية لروسيا، ما يوفر رابطا استراتيجيا للقوات الروسية.

ويبدو أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مصمم على مواصلة هجومه، رغم الضغط الدولي المتزايد والعقوبات الاقتصادية غير المسبوقة.

وقبل أيام، استبعدت "بعض المصارف الروسية" من نظام "سويفت" للتحويلات المالية الدولية. ونتيجة لذلك، أعلن مصرف سبيربنك الروسي الرئيسي الأربعاء انسحابه من الأسواق الأوروبية بعدما طالته عقوبات مالية واسعة ردا على غزو موسكو لأوكرانيا.

كذلك، أعلنت الكثير من المجموعات الأميركية العملاقة من إكسون موبيل وآبل مرورا ببوينغ وفورد الثلاثاء، أنها ستبقى على مسافة مع روسيا.

ونتيجة هذه الضغوط، أغلقت أسواق الأسهم الأوروبية ووول ستريت على انخفاض حاد وفتحت البورصات الصينية على تراجع.

كذلك، واصلت أسعار النفط الارتفاع الأربعاء مع تجاوز سعر برميل خام برنت 110 دولارات للمرة الأولى منذ العام 2014، قبل اجتماع منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) وحلفائها المقرر الأربعاء.

والأمر مماثل بالنسبة إلى أسعار القمح والذرة التي وصلت إلى مستويات قياسية في أوروبا.

ومنذ بداية الغزو الروسي في 24 شباط/فبراير، نزح مليون شخص في أوكرانيا داخليا، وفرّ أكثر من 677 ألف أوكراني إلى البلدان المجاورة، وفق مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين.

وأعلن البنك الدولي تخصيص ثلاثة مليارات دولار كمساعدات طارئة لأوكرانيا، مع إمكان الإفراج عن 350 مليون منها على الأقل هذا الأسبوع.

واستمرت طوابير طويلة من السيارات في التوجه نحو الحدود البولندية من مدينة لفيف في غرب أوكرانيا والتي أصبحت بوابة خروج ومركزا للإجلاء.