مقاتلات أف-16 ثمن رفع أردوغان لفيتو انضمام السويد إلى الناتو

وزير الدفاع الأميركي يبحث مع نظيره التركي مساعي أنقرة للحصول على مقاتلات أف – 1، فيما يلمح سناتور أميركي كبير إلى تخليه عن معارضته الصفقة.

واشنطن – ذكرت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، الاثنين، أن وزير الدفاع لويد أوستن بحث مع نظيره التركي يشار غولر في اتصال هاتفي، دعم مساعي تركيا للتحديث العسكري، عقب تغيير الرئيس رجب طيب أردوغان موقفه من انضمام السويد لحلف شمال الأطلسي وموافقته على إحالة طلبها على البرلمان، إلى جانب انقلابه على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وحديثه عن إمكانية انضمام أوكرانيا إلى الناتو.

وقال البنتاغون إن الوزيرين "ناقشا المحادثات الإيجابية بين تركيا والسويد والأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ينس) ستولتنبرغ، فضلاً عن دعم وزارة الدفاع جهود تركيا للتحديث العسكري".

ويرى مراقبون أن تغيير أردوغان لموقفه من انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي بعدما ربط الاثنين دعم عضويتها بإعادة الاتّحاد الأوروبي إطلاق مفاوضات انضمام بلاده للتكتّل، لم يكن مفاجأة، وإنما كان مقايضة غير معلنة لضمان تزويد الولايات المتحدة لبلاده بطائرات أف - 16، ما يحسم ملفا خلافيا ساهم في تأزيم العلاقات بين أنقرة وواشنطن منذ سنوات.

ويشير هؤلاء المراقبين إلى أن الرئيس التركي الذي عرف بمواقفه المتقلبة وانتهازيته أداره ظهره لحليفه بوتين وانقلب عليه من أجل صفقة أف-16 والانضمام إلى التكتل الأوروبي، وذلك بعدما قرر أن يسلم قادة كتيبة آزوف الأسرى المحتجزين في تركيا إلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال لقائهما الجمعة في إسطنبول، بالإضافة إلى حديث أردوغان عن إمكانية انضمام أوكرانيا إلى الناتو.

ويعمل أردوغان وفق مبدأ لكل شيء ثمن، وهو ما نجح فيه إلى حد الآن رغم نفي الإدارة الأميركية لأي علاقة بين صفقة المقاتلات المحتملة والفيتو التركي.

وعلى ضوء تحول الموقف التركي بـ160 درجة من رفع الفيتو ضد انضمام السويد للحلف العسكري ومناصرة روسيا ضد الغرب، إلى النقيض تماما، ألمح رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي بوب مينينديز إلى تخليه عن معارضته على تزويد تركيا بمقاتلات أف-16.  

 

وقال مينينديز الاثنين إن هناك "هدوءا" مؤقتا في "عدوان تركيا على جيرانها"، مضيفا أنه يجري محادثات مع إدارة الرئيس جو بايدن بشأن التعليق الذي فرضه على المبيعات الأميركية المستقبلية لطائرات (إف-16) المقاتلة إلى أنقرة.

وأكد مينينديز، وهو ديمقراطي، في مقابلة أنه بينما لا يزال لديه مخاوف بشأن تركيا، يمكنه اتخاذ قرار في غضون الأسبوع المقبل بشأن التعليق.

ولدى سؤاله عما إذا كان هذا التقدم قد يدفعه إلى إعادة النظر في تحفظه الطويل على بيع الطائرات المقاتلة لتركيا، قال مينينديز "نجري محادثات مع الإدارة.. إذا تمكنت (إدارة بايدن) من إيجاد طريقة لضمان توقف عدوان تركيا على جيرانها، وهو ما حدث في الأشهر العديدة الماضية، فهذا عظيم ولكن يجب أن يكون هناك واقع دائم".

وقال مينينديز أيضا إن هناك حاجة إلى سبيل "لتعزيز أمن اليونان" والحصول على "تأكيدات بشأن الإجراءات المستقبلية".

وردا على سؤال عن المدة التي قد يستغرقها اتخاذ قرار بشأن الإبقاء على تعليق مبيعات (إف-16) لتركيا، قال مينينديز، "من المحتمل.. الأسبوع المقبل".

وتعد المقاتلات الأميركية أف – 16 العنصر الرئيس في سلاح الجو التركي، وتشكل القوة الضاربة الرئيسية لقواته، إذ اشترت أنقرة بين عامي 1987 و2012 ما مجموعه 270 طائرة من واشنطن.

وحاليا، تعد تركيا الدولة الأولى التي تمتلك أكبر عدد من طائرات أف – 16 بعد الولايات المتحدة وإسرائيل، لتصبح من أكثر المستخدمين الفعليين لهذا الطراز من الطائرات المقاتلة.

وتعتمد أنقرة على الطائرة بسبب المشاكل الأمنية خاصة في مجال مكافحة الإرهاب، ما يعني أن قواتها المسلحة امتلكت خبرات تشغيلية مهمة لهذه الطائرة المقاتلة التي أصبحت الخيار الأكثر منطقية بالنسبة إلى قيادة القوات الجوية.

وتتطلع تركيا إلى توريد مجموعة من الطائرات الجديدة من طراز أف – 16 لتحديث وتجديد مخزونها الحربي، لاسيما أن معظم أسطولها من هذه المقاتلات دخل الخدمة بين عامي 1987 و1995.

وهذا يعني أن تطوير وتحديث القوات الجوية التركية بات ضرورة بالنسبة إلى وزارة الدفاع التي تعمل على توريد أحدث طراز للمقاتلة التي تحتوي على بعض ميزات طائرات الجيل الخامس (قدرات تقنية وقتالية أعلى).

ولهذه الأسباب وغيرها، تسعى تركيا لتوريد 79 مجموعة تحديث لطائراتها، بالإضافة إلى الطائرات الجديدة الأحدث من الطراز نفسه، من أجل تحديث أسطولها من المقاتلات الأميركية.

وفي أكتوبر 2021 قدمت أنقرة طلبا إلى الولايات المتحدة لشراء 40 مقاتلة، بقيمة 20 مليار دولار من الولايات المتحدة، لكن عملية البيع تعثرت بسبب اعتراضات الكونغرس رغم تكرار حكومة بايدن القول إنها تدعم الصفقة. ويرجع تحفظ الكونغرس على الصفقة إلى اعتراضه على ما يقول إنه سجل أنقرة في مجال حقوق الإنسان وسياستها تجاه سوريا.

غير أن الكونغرس وافق هذا العام على حزمة أصغر بكثير قيمتها 259 مليون دولار، تشمل تحديث برامج إلكترونيات الطيران لأسطول تركيا الحالي من مقاتلات "إف-16″، بعد أيام من تصديق أنقرة على انضمام فنلندا إلى حلف الناتو.

وأعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ، الثلاثاء، ترحيبه بالحوار بين تركيا والولايات المتحدة الأمريكية حول صفقة المقاتلات أف-16.

وقال ستولتنبرغ في مؤتمر صحافي على هامش قمة الناتو في العاصمة الليتوانية فيلنيوس، إن خطة تركيا لشراء مقاتلات أف-16 من الولايات المتحدة ليس جزءا من الاتفاق الذي تم التوصل إليه الاثنين بين تركيا والسويد والناتو بخصوص انضمام ستولكهولم إلى الناتو.

وعن تعهد تركيا بالمصادقة على بروتوكول انضمام السويد إلى الناتو، قال ستولتنبرغ "قمة فيلنيوس أصبحت تاريخية قبل أن تبدأ، الآن لدينا مسألة عضوية السويد، وعضويتها أمر جيد بالنسبة للسويد وتركيا وكل حلف شمال الأطلسي ومنطقة البلطيق".

والاثنين، أكد البيان الثلاثي لتركيا والسويد وحلف شمال الأطلسي أن أنقرة ستحيل بروتوكولات انضمام السويد للحلف إلى البرلمان التركي، وأن ستوكهولم ستدعم جهود إحياء عملية انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي.