منى أبوحمدية تضيء على 'تدمير التراث الثقافي الفلسطيني' في تونس

عضو الأمانة العامة لاتحاد المؤرخين والآثاريين الفلسطيني تستهل محاضرتها لطلبة الدكتوراه في جامعة تونس بتقديم نبذة عن تاريخ غزة.

حاضرت عضو الأمانة العامة لاتحاد المؤرخين والآثاريين الفلسطيني د. منى أبوحمدية طلبة الدكتوراه في جامعة "9 أفريل" بالجمهورية التونسية، حيث قامت الأستاذة سامية الدريدي مديرة مدرسة الدكتوراه بتقديم السيرة الذاتية للدكتورة منى أبوحمدية أمام طلبة الدكتوراه في قسم التاريخ والآثار في جامعة تونس.

بدأت أبوحمدية محاضرتها في قاعة صالح القرمادي بالجامعة وذلك بالترحم على شهـداء فلسطين والدعاء بالشفاء العاجل للجرحى والفرج العاجل للأسرى.

ثم استهلت أبوحمدية محاضرتها والتي كانت بعنوان: "تدمير التراث الثقافي الفلسطيني- الحرب على الهوية"، حيث قامت بتقديم نبذة عن تاريخ غزة، كما واستعرضت واقع التراث الثقافي الفلسطيني في غزة قبل الحرب من تراث مادي وغير مادي، وما تتمتع به غزة من شواهد تاريخية وإرثية تدلل على مخزون ثقافي عريق بدوره يؤكد احتضان غزة لحضارات مختلفة استوطنت غزة وتركت آثارها في المكان.

تابعت أبوحمدية محاضرتها أمام طلبة الدكتوراه في التاريخ والآثار باستعراض صور الدمار الجزئي والكلي الذي لحق بالموروث الثقافي الفلسطيني في غزة، كما وأكدت أبوحمدية على أن هذا الدمار يؤكد على نوايا الاحتلال في استكمال ما شرعت به المؤسسة الصهيونية عام 1948 من تطهير عرقي وتدمير لأكثر من 500 قرية فلسطينية آنذاك، مما يعني أن دولة الكيان تسعى جاهدة لطمس هوية الشعب الفلسطيني ولتقيم دولتها العبرية على أنقاض شعب له إرث طويل وعريق بالمنطقة بشتى السبل المتاحة من تطهير عرقي وإبادة جماعية وتهجير قسري بحق الشعب الفلسطيني. 

وعقب انتهاء المحاضرة استقبلت د. منى أبوحمدية العديد من المداخلات القيمية والهامة من قبل طلبة دكتوراه التاريخ والآثار في جامعة "9 أفريل" بتونس ومن قبل أساتذة التاريخ من جامعات مختلفة في جمهورية تونس، كما وتميزت المحاضرة بمداخلات حصرية وعميقة من قبل نخبة من المؤرخين التونسيين ومن قبل نخبة من الأكاديميين والمختصين بالتاريخ والآثار والتراث الثقافي. 

واختتمت المحاضرة بتكريم الدكتورة منى أبوحمدية القادمة من فلسطين البطولة والتاريخ والحضارة أمام الحضور من قبل الأستاذة سامية الدريدي مديرة مدرسة الدكتوراه بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة تونس، كما وأثنت على جهود أبوحمدية المبذولة في تقديم شرح وافي لما يحدث من انتهاكات للإرث الثقافي الفلسطيني.

ويذكر أن الباحثة والأكاديمية منى أبوحمدية من مواليد مدينة الخليل في فلسطين، حصلت على الدرجات العلمية التالية: بكالوريوس اللغة الإنجليزية، ماجستير الأدب والتواصل بين الثقافات من الجامعة العربية الأميركية بفلسطين، دكتوراه في التاريخ، التراث والآثار من الجمهورية التونسية، تعمل حاليا في وزارة الثقافة الفلسطينية، كلفت بملف التراث الفلسطيني في الوزارة - مكتب نابلس، عملت سابقا أستاذ محاضرة في جامعة القدس المفتوحة بفلسطين، عضو الأمانة العامة لاتحاد المؤرخين والآثاريين الفلسطيني.

صدر لها كتاب "الفصائل الفلسطينية والهوية" عن دار الإعلام للنشر والتوزيع - نابلس وذلك باللغتين الإنجليزية والعربية، ولها عشرات المقالات الأكاديمية والثقافية في عدة مواقع وصحف محلية وعربية ودولية، ولها العديد من الأبحاث العلمية في الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية والتربويّة.

وقد شاركت في أكثر من محفل دولي ممثلة فلسطين، مؤتمر دولي بعنوان "الثقافة والاستعمار - الصراع على الهوية" في الجمهورية العربية السورية وذلك بتقديم ورقة علمية حول الحرب على الهوية في جامعة دمشق، وقدمت محاضرة دولية لطلاب الدكتوراه في قسم التاريخ والآثار، وكانت بعنوان "تدمير التراث الثقافي الفلسطيني" في الجمهورية التونسية - وذلك في جامعة "9 أفريل".

وكرّمت من عدة جهات رسمية في الداخل والخارج وكان آخرها تكريم من جامعة دمشق وجامعة تونس "9 أفريل"، سجلت العديد من الحلقات التلفزيونية والإذاعية الإعلامية: حول تدمير التراث الثقافي الفلسطيني في الإذاعة الوطنية التونسية الرسمية والأولى للدولة، خطة التهويد والتطهير العرقي عبر وكالة سبوتنيك الروسية من لبنان، حول اثر العدوان الإسرائيلي على غزة والحرب على الهوية وتدمير الشواهد التاريخية عبر فضائية فلسطيننا من لبنان، حلقة تلفزيونية حول واقع المرأة الفلسطينية في الحرب على غزة عبر فضائية اليوم السورية، بالإضافة إلى العديد من المداخلات والمقابلات الشفوية والمكتوبة سواء محليا أو دوليا.