واشنطن تريد وقفا للنار في غزة وتزود إسرائيل بالمزيد من الأسلحة والذخائر!

الولايات المتحدة تعلن أنها ليست طرفا في التحقيق المستقل بقضية المقابر الجماعية التي تم اكتشافها في المستشفيين الرئيسيين الشفاء في غزة وناصر في خان يونس.
الاتحاد الاوروبي يطالب بتحقيق مستقل في التقارير عن المقابر الجماعية بغزة
اسرائيل تشكر واشنطن على مساعدتها العسكرية وسط قلق إزاء تنفيذ هجوم على رفح

غزة–لا تظهر أي مؤشرات على إمكانية توقف في الحرب في غزة بعد أكثر من مئتي يوم من المواجهات، حيث استهدفت ضربات القطاع الفلسطيني بينما وافق مجلس الشيوخ الأميركي على تقديم مساعدات عسكرية بمليارات الدولارات لإسرائيل في الحرب ضد حماس.

وفي وقت مبكر من الأربعاء، تحدثت مصادر طبية وأمنية في غزة عن غارات جوية إسرائيلية على قطاعي النصيرات (وسط) ورفح “آخر” معقل كبير لحماس حسب إسرائيل. وتقع رفح في الطرف الجنوبي من القطاع بجوار مصر.

في واشنطن، وافق مجلس الشيوخ الأميركي على تقديم مساعدات عسكرية لإسرائيل بقيمة 13 مليار دولار لا سيما لتعزيز درعها المضاد للصواريخ “القبة الحديدية” المنتشر على حدودها.

وشكر وزير الخارجية الإسرائيلي إسرائيل كاتس مجلس الشيوخ على إقراره هذه المساعدة. وكتب على منصة إكس “أشكر مجلس الشيوخ الأميركي على تبنيه بأغلبية كبيرة من الحزبين هذه المساعدة لإسرائيل التي تعتبر ضمانة واضحة لقوة تحالفنا وتوجه رسالة قوية إلى جميع أعدائنا”.

مجلس الشيوخ الأميركي يوافق على تقديم مساعدات عسكرية لإسرائيل بقيمة 13 مليار دولار لتعزيز درعها المضاد للصواريخ “القبة الحديدية” المنتشر على حدودها.

وتنص الخطة الأميركية أيضا على أكثر من تسعة مليارات دولار “لتلبية الاحتياجات الملحة للمساعدات الإنسانية في غزة ولفئات سكانية أخرى ضعيفة في العالم”، وخصوصا في السودان الذي يشهد أيضا حربا منذ أكثر من عام. وكان مجلس النواب الأميركي وافق على هذه المساعدات في تصويت في نهاية الأسبوع الماضي.

وتأتي هذه المساعدات على خلفية تظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأميركية بينما تثير عملية برية محتملة في رفح التي تجمّع فيها 1.5 مليون فلسطيني، مخاوف عواصم أجنبية بما فيها واشنطن.

ونقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن مسؤولين مصريين قولهم إن إسرائيل تستعد لنقل المدنيين إلى مدينة خان يونس القريبة خصوصا حيث تخطط لإقامة ملاجئ ومراكز لتوزيع المواد الغذائية.

وستستمر عملية الإخلاء هذه من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع وسيتم تنفيذها بالتنسيق مع الولايات المتحدة ومصر ودول عربية أخرى مثل الإمارات، بحسب هؤلاء المسؤولين.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إنه يدرس “سلسلة من الإجراءات التي يجب اتخاذها استعدادا للعمليات في رفح وخاصة فيما يتعلق بإجلاء المدنيين”. فيما أكد فابريزيو كاربوني مدير اللجنة الدولية للصليب الأحمر الثلاثاء “لا نرى حاليا أي خطة لإجلاء المدنيين” من رفح، معتبرا أن عملية إجلاء واسعة “غير ممكنة” في الظروف الحالية.

ورأى يان إيغلاند الأمين العام للمنظمة غير الحكومية “المجلس النروجي للاجئين” أن الهجوم على رفح “أكبر مخيم للنازحين على وجه الأرض” من شأنه أن يؤدي إلى “وضع مروع”.

من جهتها تتمسك حماس بروايتها عن النصر، وقال أبو عبيدة المتحدث باسم الجناح العسكري لحركة حماس “مئتا يوم والجيش الهمجي النازي عالق في رمال غزة بلا هدف ولا أفق ولا انتصار موهوم ولا تحرير لأسراه” و”ما سيحصده هو مزيد من الغضب وروح الانتقام”.

وأضاف “ستستمر ضرباتنا للعدو وستأخذ أشكالا متجددة وتكتيكات متنوعة ومتناسبة طالما استمر عدوان الاحتلال أو تواجده على أي شبر من ارضنا”. وتابع متوجها إلى الإسرائيليين “سيناريو رون أراد الأوفر حظا لأن يتكرر مع أبنائكم في غزة”، متهما الحكومة الإسرائيلية بنشر “الأكاذيب” لشعبها.

واندلعت الحرب في السابع من تشرين الأول/أكتوبر بعد هجوم غير مسبوق لحماس ضد إسرائيل أدى إلى مقتل 1170 شخصا، معظمهم من المدنيين، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس استنادا إلى بيانات رسمية إسرائيلية. وخُطف أكثر من 250 شخصا وما زال 129 محتجزا في غزة، توفي 34 منهم حسب مسؤولين إسرائيليين.

وردا على الهجوم، وعدت إسرائيل بتدمير حماس التي تسيطر على غزة منذ 2007 وشنت عملية عسكرية واسعة خلفت حتى الآن 34183 قتيلا، معظمهم من المدنيين، حسب وزارة الصحة التابعة لحماس. وقبل عملية محتملة على رفح، انتشر الجيش الإسرائيلي في مدينة غزة (شمال)، ثم في خان يونس.

ودعا الاتحاد الأوروبي، الأربعاء، إلى تحقيق مستقل بشأن التقارير التي أشارت إلى اكتشاف مقابر جماعية في مستشفيين في غزة.

وقال المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي بيتر ستانو "إنه أمر يجبرنا على الدعوة إلى تحقيق مستقل في جميع الشبهات والظروف نظرا إلى أنه يخلف انطباعا بالفعل بأن انتهاكات قد تكون ارتُكبت لحقوق الإنسان".

وكان مكتب حقوق الإنسان، التابع للأمم المتحدة، قد طالب، الثلاثاء، بتحقيق دولي في "المقابر الجماعية" التي عثر عليها في مجمع الشفاء ومجمّع ناصر بقطاع غزة، مشددا على ضرورة اتخاذ إجراءات مستقلة لمواجهة "مناخ الإفلات من العقاب".وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك إن “تدمير” هذين المستشفيين “وإعلان الكشف عن مقابر جماعية في الموقعين وما حولهما (…) مروّع”.

وذكر الدفاع المدني في غزة أنه أخرج منذ السبت 340 جثة لأشخاص قتلتهم القوات الإسرائيلية ودفنتهم في مقابر جماعية داخل مستشفى ناصر.

لكن الجيش نفى الثلاثاء دفن أي جثث، مشيرا إلى أنه قام خلال عملياته في هذا المستشفى بفحص الجثث “التي دفنها فلسطينيون” لتحديد ما إذا كان من بينهم رهائن.

وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية أنها ليست طرفا في التحقيق المستقل بقضية المقابر الجماعية وأنها تثق بإسرائيل في التحقيق بهذه القضية.

وجاء ذلك في تصريحات صحفية للمتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيدانت باتيل، الثلاثاء، تطرق فيها للتطورات الأخيرة في غزة والمقابر الجماعية التي تم اكتشافها في خان يونس. وقال إنهم على “اتصال وثيق” مع تل أبيب فيما يتعلق بكيفية إجراءات إسرائيل بخصوص قضية المقابر الجماعية.

وأضاف في هذا الصدد “اطلعنا على الأخبار المتعلقة بهذا الأمر وطلبنا أيضا من الحكومة الإسرائيلية المزيد من المعلومات والتفاصيل”. وردا على سؤال “هل تعتقدون أن الحكومة الإسرائيلية مصدر موثوق به وستوضح هذه القضية؟” أجاب باتيل: “نعم نثق بها”.

وفي إطار قضية المقابر الجماعية، قال مستشار اتصالات الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي، إنه اطلع على الأخبار ذات الصلة، وإنهم اتصلوا على الفور بالجانب الإسرائيلي بشأن هذه القضية. مضيفا “بالطبع صور المقابر الجماعية بشكل عام مثيرة للقلق العميق، لكن ليس لدي ما يؤكد هذه التقارير في الوقت الحالي”.

وأشار إلى أنه لا يمكن للولايات المتحدة أن تبدأ أو تتدخل في تحقيق بقضية المقابر الجماعية المعنية، وأنهم سيتابعون التحقيق الإسرائيلي.

وفي 7 أبريل/ نيسان الجاري، أعلن الجيش الإسرائيلي انسحابه من خان يونس بعد 4 أشهر على إطلاق عملية برية كانت تهدف إلى استعادة المحتجزين الإسرائيليين لدى حركة “حماس”، إلا أنه خرج من المدينة دون تحقيق أهدافه.

ووسط أنقاض مستشفى الشفاء، جاء الطبيب أمجد عليوة الثلاثاء ليطلع مراسل وكالة فرانس برس على غرفة الاستقبال المتفحمة والفارغة جزئيا من أثاثها. وقال “بعد 200 يوم من الحرب، نحن الآن وسط أنقاض هذا المستشفى الكبير كنا نستقبل آلاف الجرحى كل يوم”.

وإلى جانب الخسائر البشرية الفادحة والدمار الهائل، يواجه سكان غزة خطر مجاعة حسب الأمم المتحدة. وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الثلاثاء إن الولايات المتحدة ستبدأ في بناء رصيف بحري في غزة “قريبا جدا” لتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى الأراضي الفلسطينية التي تحاصرها إسرائيل وتقصفها.

وفي الأيام الأخيرة، رفعت إسرائيل التي تسيطر على دخول البضائع إلى قطاع غزة، عدد شاحنات المساعدات المسموح لها بالدخول إلى القطاع.

ولا تتفق إسرائيل والأمم المتحدة دائما على عدد شاحنات المساعدات هذه، لكن رئيس وكالة الأمم المتحدة لغوث اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني، رحب بالعدد القياسي للشاحنات التي دخلت إلى القطاع في يوم واحد. وكتب مساء الثلاثاء على منصة إكس “عندما تتوفر الإرادة يتوفر الطريق”، بعد أن طلب من مجلس الأمن الدولي إجراء تحقيق مستقل بشأن “180 موظفا في الأونروا قتلوا” في الحرب. ومن المقرر أن يناقش مجلس الأمن الأربعاء أيضا المساعدات إلى غزة.