'آخر البدو' يجذب السعوديين بسينما مكتبة الملك عبدالعزيز
شهدت عروض الفيلم الوثائقي "آخر البدو" بسينما مكتبة الملك عبدالعزيز العامة، حضورا كبيرا من الجمهور السعودي الذي وجد في الفيلم نافذة أطل منها على تاريخ بلاده العريق، وعلى الحياة البدوية ونمطها الاجتماعي، والمعيشة في الصحراء، والتأقلم مع تفاصيلها المتنوعة الطبيعية والنباتية.
وقد أشاد الحضور من الجمهور والنقاد والمثقفين بالفيلم، ووصفوا القيم التي ركّز عليها بالرائعة، وخاصة قيم الصبر وعشق البدوي للإبل والأرض والخيمة، وارتباط السعودي بالصحراء برغم كل ما شهدته المملكة من نهضة في شتى المجالات.
وقال اللواء الركن عبدالله الغامدي: إن سعادتنا بالفيلم تعود لما قدّمه لنا من صور تعكس التاريخ العريق الذي تتمتع به المملكة.
وأفاد الناقد السينمائي فهد اليحيا: أن الفيلم ممتاز ومتوازن، ويوضح أن الحياة في الماضي لم تكن بتلك السهولة التي نحياها اليوم على أرض المملكة.
ولفت المخرج والكاتب المسرحي رجا العتيبي: إلى أن الفيلم عرض صورة دقيقة عما كانت عليه الصحراء السعودية قبل توحيد المملكة، وكيف كان التوطين أحد أهم المشروعات التي قام بها الملك المؤسس وكوّنت هذه الحضارة.
وأكدت الجوهرة بنت إبراهيم الجطيلي مدير عام التخطيط بالمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني: نحن فخورون جداً بهذا العمل وهذا الإنجاز، وهذا الإرث التاريخي الذي يعكس إرثنا وموروثنا الاجتماعي والوطني والحضاري.
وكانت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة قد عرضت الفيلم الوثائقي "آخر البدو" على مدار عرضين بسبب العدد الكبير من الجمهور الذي وفد لمشاهدة الفيلم الذي عرض قصصاً متنوعة ومشوقة عن الطبيعة البدوية وفطرتها في معايشة الحياة، كما سرد صورًا بصرية لشخصيات بدوية متعددة تمثل آخر المتمسكين بنمط الحياة الصحراوية، وعرض لتجاربهم اليومية، وتفضيلهم البداوة وتفاصيل الصحراء على الحياة في المدن.
وتنوع الجمهور الذي شاهد الفيلم ما بين مهتمين بالتاريخ، ونقاد سينمائيين، وكتاب وإعلاميين، بجانب طلاب المدارس، حيث عبّر الجميع عن استمتاعهم بمشاهدة الفيلم، وإفادتهم من المعلومات الاجتماعية والثقافية التي يعيشها البدو، ومكونات التراث الشفاهي الذي نقل صورة جلية عن هذه الشريحة الاجتماعية المهمة في المملكة، التي تمثل عراقة الماضي وعبق التراث الصحراوي الذي يشكل مكونا رئيسيا من مكونات الثقافة في المملكة.
ووفقا لبيان، فإن مكتبة الملك عبدالعزيز العامة تتجه في برامجها الجديدة إلى عرض الأفلام الوثائقية حيث تهدف إلى التأثير الثقافي في العائلة السعودية وحضورها بكافة الفئات العمرية، وتوثيق التراث الشفاهي والاجتماعي بمختلف صوره وأشكاله الثقافية والفنية والشعبية والأدبية، وإضافة أبعاد جديدة للصورة الذهنية عن الإنسان والمجتمع في المملكة، وفتح نوافذ جديدة للمعرفة للمواطنين والمقيمين لنشر القيم النبيلة والمبادئ الأصيلة، وعرض الأحداث الاجتماعية والمعرفية أمام الجمهور بطريقة درامية هادفة تعزز من الحضور الذهني والتأثير الوجداني الذي يتركه الفيلم السينمائي من أجل فهم الأحداث والوقائع التاريخية والاجتماعية المتنوعة والتواصل الحضاري بين الشعوب.