'الست لما' يفضح جريمة الاغتصاب الزوجي المغفلة

القاهرة - تخوض الفنانة التونسية درة تجربة سينمائية جديدة تعود من خلالها إلى الساحة السينمائية المصرية بعد غياب دام ثلاث سنوات، حيث تعكف حاليا على تصوير هذا العمل وهو بعنوان "الست لما".

وكشفت درة عبر مختلف حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي عن ملامح من شخصيتها الجديدة، حيث ظهرت في أكثر من صورة من كواليس الفيلم الجديد مرتدية الحجاب، وقد علقت على الصور بالقول "فاطمة هي شخصيتي الجديدة في 'الست لما'".

وتجسد النجمة التونسية دور "فاطمة" وهي امرأة أربعينية نشأت في دار أيتام وتحلم بالأمومة، لكن حياتها تنقلب إلى مأساة بعد زواجها من رجل أناني يمارس ضدها العنف الجنسي رغم تحذيرات الأطباء. تسرد قصتها أمام الجميع، لتكشف عمق المأساة التي تعيشها نساء كثيرات، بسبب جريمة مغفلة تتمثل في الاغتصاب داخل الزواج.

ويضم الفيلم وهو من تأليف كيرو أيمن ومحمد بدوي، وإخراج خالد أبوغريب، وإنتاج ندى ورنا السبكي، بجانب درة نخبة من النجوم بينهم يسرا، ماجد المصري، ياسمين رئيس، عمرو عبدالجليل، محمود البزاوي، رانيا منصور، دنيا سامي، انتصار، أحمد صيام ومي حسن، إلى جانب عدد من ضيوف الشرف.

وقدم المنتج محمد السبكي عبر حسابه على إنستغرام تفاصيل حول أدوار بعض أبطال العمل بينهم يسرا التي تلعب دور إعلامية مؤثرة في الأربعينات تدعى "دينا الكردي" وهي شخصية صارمة وعقلانية، ملامحها قوية، ونظراتها حادة.

وتدير "دينا" مركز صوت المرأة، وتقود النضال النسوي بحزم. تؤمن بقدرة المرأة على التغيير، لكنها تعاني صدمة خفية تركت أثرها على علاقتها بالرجال.

أما ياسمين رئيس، فهي شابة في منتصف العشرينات تدعى "وفاء" متحررة، جميلة وجريئة، خريجة جامعة أميركية، أنيقة، واثقة بنفسها، لكنها تتعرض لتحرش وحشي داخل سيارة أوبر، ما يهز عالمها. وتكمن قوة "وفاء" في قدرتها على المقاومة، لكنها تعاني صدمة نفسية عنيفة بسبب الموقف.

ويسلط الفيلم الذي ينتمي إلى نوع الدراما الاجتماعية الخفيفة، الضوء على قضية شائكة في المجتمعات العربية، وهي الاغتصاب الزوجي، من خلال قصة مؤثرة تجسد معاناة الكثير من النساء في ظل غياب الاعتراف القانوني بهذه الجريمة.

ويعتبر هذا العمل أول ظهور سينمائي لدرة في مصر منذ مشاركتها في فيلم "جدران" في عام 2022، الذي دارت أحداثه في إطار من الرعب والتشويق، كما شهد العام الماضي عودتها إلى السينما التونسية بعد غياب دام أكثر من عقد من خلال فيلم "صاحبك راجل" للمخرج قيس شقير.

وتؤكد درة من خلال "الست لما" استمرارها في تقديم أدوار تحمل بعدا إنسانيا ورسالة اجتماعية، مكرسة التزامها بقضايا المرأة عبر الشاشة وبعيدا عنها، كما أن ظهورها بالحجاب لا يعد الأول فقد ارتدت الحجاب من خلال شخصية "نوال" بالمسلسل المصري "إثبات نسب".

وفاجأت النجمة التونسية درة جمهورها خلال العام الماضي بخوضها تجربة جديدة ومختلفة، فهي بعد تثبيت اسمها كواحدة من أشهر الممثلين التونسيين في الساحة العربية، اتجهت نحو الإخراج السينمائي، لتقدم أول عمل لها في هذا المجال من خلال فيلم وثائقي بعنوان "وين صرنا".

وتستعرض درة بالفيلم على مدى 79 دقيقة رحلة نزوح "نادين" وطفلتيها التوأم وإخوتها وأمها من حي تل الهوى بمدينة غزة يوم 13 أكتوبر/تشرين الأول 2023 وصولا إلى مصر بعد ثلاثة أشهر من بدء الحرب.

ويعتمد العمل في مجمله على سرد أفراد العائلة في القاهرة لذكريات حياتهم في غزة قبل الحرب ومغادرتهم منزلهم قسرا بناء على أمر إخلاء من القوات الإسرائيلية حاملين معهم أبسط المتعلقات الشخصية على أمل العودة قريبا وانتقالهم إلى مخيم النصيرات ثم رفح.