'آلهة الجنوب' في البصرة تناضل عن طريق مسرح الشارع

فرقة مسرحية عراقية تنتهج طريقة سلمية للتعبير عن الاحتجاح وإيصال رسائل يصوغها الفن بطرح سلس.

البصرة (العراق) - فرقة مسرحية في البصرة تقدم عروضها في الشارع كنهج جديد للتعبير عن الغضب بشكل سلمي احتجاجا على ارتفاع معدلات البطالة ونقص الخدمات في المدينة التي تقع في جنوب العراق.
ومنذ تأسيسها العام الماضي قدمت الفرقة عروضا متعددة خلال المظاهرات الاحتجاجية وذلك لتصوير ما يقول أعضاؤها إنه نضال أهل البصرة في حياتهم اليومية.
وهزت مدينة البصرة، ثاني أكبر المدن العراقية، مظاهرات عديدة منتصف العام الماضي نُهبت خلالها مكاتب حكومية، بينها مبنى مجلس المحافظة الرئيسي، وأضرم محتجون غاضبون بسبب الفساد النار فيها.
وبعد تراجع الاحتجاجات في الأشهر الأخيرة، واصل الفنانون تقديم عروضهم للمارة الذين يقومون الآن بدور أكثر نشاطًا في المسرحيات.
وفي عرض قُدم في ديسمبر كانون الأول قاد الفنانون الجمهور لترديد هتافات وسرعان ما انضم لهم المارة.
واستغل أعضاء الفرقة المسرحية، من فنانين وكتاب دراما ومخرجين، تتراوح أعمارهم بين 18 و 20 سنة، شغفهم بالمسرح للمساهمة في هذا الزخم.
وقال ممثل شاب من أعضاء الفرقة يدعى علي مهند (18 عاما) "إحنا مجموعة من الشباب الناشطين الفنيين، الناشطين المسرحيين، أطلقنا مسمى على هذه المجموعة، انطلقنا تحت مسمى آلهة الجنوب. هو مصطلح فني من أجل توصيل هذه الرسالة، رسائل الفن عن طريق المسرح ورسائل المجتمع البصري عن طريق المسرح بطريقة سلسة وطرح سلس".

وأضاف طالب جامعي وممثل يدعى منتظر عقيل (20 عاما) "مسرح الشارع فد شيء جديد على البصرة. مثل ما نشوف إنه الحضور اللي هن امن عامة الشعب، يعني أثناء مرورهم بالشارع، فهذا يعطي للرسالة شعبية أكثر لتكون منتشرة أكثر، يسهل انتشارها، رسالة كانت مهمة كل شيء. خلق وعي مجتمعي ضد اللي جاي يصير بالسياسة، ضد التدخل من الدين، التدخل من الميليشيات ومن قمع آراء، وأصلا ماكو حرية بالتعبير".
وأصبحت البصرة، التي كان يطلق عليها وصف بندقية الشرق الأوسط لقنواتها المائية الكثيرة، تموت ببطء من العطش.
ووصف رجل من الجمهور يدعى فائق المنصوري مسرح الشارع بأنه فكرة جريئة.
وقال المنصوري (52 عاما) "أفكار جريئة جدا ولأول مرة أشوفها تطرح بالبصرة في مجتمع، بس مع الأسف المجتمع البصري غير مهيأ لهكذا طرح يعني، فإن شاء الله باستمرار الأعمال يكون العملية أكثر نضجا وأكثر تفاعلا يعني".
وقال شاب عاطل من أهل البصرة يدعى حسين الجوهري (20 عاما) "للناس البصري، الإنسان اللي ما يقدر دخل قاعة ولا يستطيع معرفة ما يجري على المسرح. لإحياء مسرح الشارع، ثانيا نوصل رسالة، رسالة توعية للناس اللي جايه تسوي بينا أشكال وألوان، فنحن نقتل ونُحرَب دون أن يلتفت أحد ويهتم بنا. يشغل المسؤولون أعمالهم، نريد أن نرسل رسالة ليس فقط إلى مجتمع البصرة ، بل كل الشعب العراقي. لا أحد يعطينا حتى أبسط حقوقنا، يتم تجريدهم. ليس لدينا وطن مثل الناس ما عندنا".
وتعتزم الفرقة توسيع عروضها بتقديمها في دور للمسنين وللأطفال مرضى السرطان.