أذرع الحرس الثوري الإيراني.. داخليا وخارجيأ

قرار أمريكي صدر يوم أمس باعتبار الحرس الثوري الإيراني جماعة إرهابية ويُدير الحرس عدداً من الميليشيات الشيعية في منطقة الشرق الأوسط بالإضافة إلى لواء فاطميون الأفغاني وزينبيون الباكستاني وعلى رأس هذه الميليشيات حزب الله في لبنان.

يعتبر الحرس الثوري قوة مستقلة عن الجيش الإيراني، تأتمر مباشرة بأمر المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي. هذا هو حال الحرس الثوري الإيراني الذي وضعته الولايات المتحدة الاثنين على قائمة الإرهاب، فما مدى سطوته وكيف أصبح ما هو عليه؟

الحرس الثوري تم تأسيسه كقوة موازية للجيش الإيراني لبسط نفوذ المرشد الأعلى السابق روح الله الخميني بعد قيام الثورة في 1979. وفي العام التالي مباشرة شاركت قوات الحرس الثوري في الحرب العراقية الإيرانية التي دامت ثماني سنوات وساهمت في تقوية نفوذ الحرس الثوري أيديولوجيا واقتصاديا وأمنيا في الداخل، حسب تقرير لوكالة "أسوشيتد برس".

ويقول التقرير الضي نشرته فضائية الحرة الأمريكية إن قوات الحرس الثوري تتراوح في الوقت الراهن بين 125 و150 ألفا، فضلا عن شمولها "فيلق القدس" الذي يتولى مسؤولية العمليات الخارجية للحرس الثوري.

وبداية من 15 نيسان/أبريل سيضاف الحرس الثوري إلى قائمة وزارة الخارجية للمنظمات الإرهابية الأجنبية والتي تضم 67 منظمة أخرى.

وحسب الوزارة فإن إدراج الحرس الثوري في القائمة يبرز دور النظام الإيراني "المجرم" الذي "يستخدم الأنشطة الإرهابية كأداة في إدارة الدولة".

يشرح التقرير أن الحرس الثوري في إطار سطوته الداخلية يشرف على برنامج الصواريخ البالستية الإيراني، وأنه أجرى عديدا من التجارب الصاروخية منذ إبرام الاتفاق النووي بين طهران والدول الكبرى في 2015، والذي انسحبت منه واشنطن العام الماضي.

وبالإضافة لذلك يدير الحرس الثوري شركة الإنشاءات الضخمة "خاتم الأنبياء"، التي تنفذ مشروعات تنمية مدنية وأخرى في قطاعات النفط والدفاع وتوظف قرابة 135 ألف موظف.

وتقول "أسوشيتد برس" إن الشركات التي يديرها الحرس الثوري تبني الطرق وتوفر العمالة للموانئ وتشغل قطاع الاتصالات والشبكات وتوفر حتى جراحات الأعين بالليزر، كما أن الحرس الثوري تم نشره للمساهمة في جهود الإغاثة في ظل السيول التي أودت بـ 70 شخصا على الأقل مطلع الشهر الجاري.

في الخارج، يجند الحرس الثوري ويدرب آلاف المقاتلين من خلال فيلق القدس الذي حارب مقاتلوه داعمين للرئيس السوري بشار الأسد في سوريا.

ويقول مسؤولون أميركيون إن فيلق القدس بقيادة قاسم سليماني درب مسلحين عراقيين على كيفية تصنيع واستخدام ألغام استخدمت ضد القوات الأميركية إبان الحرب العراقية التي اندلعت في 2003، حسب ما ينقل التقرير.

وتقول الخارجية الأميركية إن الحرس الثوري الإيراني متورط "بشكل مباشر" في قتل مواطنين أميركيين واتخاذ رهائن واحتجاز أميركيين عديدين بشكل غير قانوني.

ويعد النظام الإيراني، وفقا للخارجية الأميركية، مسؤولا عن مقتل 603 جنديا أميركيا على الأقل في العراق، إضافة إلى آلاف العراقيين الذين قتلوا بيد "وكلاء عن الحرس الثوري".

ويشرف الحرس الثوري كذلك على ميليشيات الباسيج التي يقدر عدد أفرادها بالملايين، ويوضح التقرير إن نموذج تلك الميليشيات، التي يتم تجنيد أفرادها من الفقراء وغير المتعلمين، تم تصديره إلى دول مثل أفغانستان وباكستان ولبنان والعراق حيث جند عشرات آلاف الشيعة من تلك الدول للمشاركة في حروب طهران بالوكالة في سوريا ودول أخرى.

ويدعم الحرس الثوري أيضا عددا من الميليشيات الشيعية في منطقة الشرق الأوسط بالإضافة إلى لواء فاطميون الأفغاني وزينبيون الباكستاني، وعلى رأس هذه الميليشيات، حسب التقرير، حزب الله في لبنان.

عن صفحة الحرة