أرحام صناعية يحرسها الذكاء الاصناعي تعد بانهاء الحاجة للحمل

باحثون صينيون يطورون بيئة غنية بالمغذيات لرعاية نمو الأجنة البشرية في المختبر بتكنولوجيا مراقبة آلية قادرة اكتشاف أصغر علامات التغيير على الأجنّة والضبط الدقيق لثاني أكسيد الكربون والمدخلات الغذائية والبيئية.
القوانين الدولية الحالية تحظر إجراء دراسات تجريبية على الأجنّة البشرية

بكين – هل ينهي الطب الحديث والذكاء الاصطناعي دور الامهات كحاضنات للأجنة؟ باحثون صينيون يؤكدون فعلا ان المستقبل سيكون للارحام الصناعية.

وطور فريق بحثي مدينة سوتشو غربي شنغهاي رحما مزوّد بتقنيات الذكاء الاصطناعي قادرا على رعاية الأجنة البشرية في المختبر.

ووفقا لصحيفة "ساوث تشاينا مورنينغ بوست" في 31 كانون الثاني/يناير 2022 غإن أطفال المستقبل سيولدون بشكل متزايد بواسطة الأرحام الاصطناعية وسيطلق على تقنية الذكاء الاصطناعي التي ستعتني بهم خلال تسعة أشهر من "الحمل" في المختبر اسم "مومياء".

وقام العلماء الستة بشرح اختراعهم في دراسة نشرت في مجلة الهندسة الطبية الحيوية.

ويقول الفريق الذي يقوده البروفيسور سون هايكوان أن الرحم الاصطناعي الذي طوروه، أو "جهاز زراعة الأجنة طويل الأمد"، عبارة عن حاوية يختبر فيها نمو أجنة الفئران في الوقت الحالي بوضعها في وعاء مملوء بسوائل المغذيات.

وفي وقت سابق، كان لا بد من ملاحظة عملية تطوير كل جنين وتوثيقها وتعديلها يدويًّا، وهي مهمة كثيفة العمالة أصبحت غير مستدامة مع زيادة حجم البحث.

لكن النظام الآلي أو "المربية" الذي أُنشئ يمكنه مراقبة الأجنة بتفاصيل غير مسبوقة، حيث تتحرك إلى الأعلى والأسفل على مدار الساعة.

هناك العديد من الألغاز التي لم تُحل بشأن فسيولوجيا التطور الجنيني البشري النموذجي

وتساعد تقنية الذكاء الاصطناعي الجهاز على اكتشاف أصغر علامات التغيير على الأجنّة والضبط الدقيق لثاني أكسيد الكربون والمدخلات الغذائية والبيئية، كما يمكن للنظام ترتيب الأجنة حسب إمكانات الصحة والتطور، وعندما يصاب الجنين بعيب كبير أو يموت تنبّه الآلة الفني لإزالته من الوعاء الشبيه بالرحم.

وقدرات مربّية الذكاء الاصطناعي على رعاية عدد كبير من أجنّة الحيوانات قيد الاختبار في الوقت الحالي.

ويمكن لهذا النظام أن يسمح نظرياً للآباء بتربية أطفالهم في المختبر مما يلغي حاجة البشر للحمل بأطفالهم. وذهب الباحثون إلى حد الادعاء بأن هذا النظام سيكون أكثر أماناً من الإنجاب التقليدي.

وتحظر القوانين الدولية الحالية إجراء دراسات تجريبية على الأجنّة البشرية، ومع ذلك فإن البحث في المراحل المتقدمة.

ويبرر الباحثون اهمية الأمر بأن "هناك العديد من الألغاز التي لم تُحل بشأن فسيولوجيا التطور الجنيني البشري النموذجي".

وأضافوا أن هذه التكنولوجيا "لن تساعد فقط على فهم أصل الحياة والتطور الجنيني للبشر، بل ستوفر أيضًا أساسًا نظريًّا لحل العيوب الخلقية وغيرها من مشاكل الصحة الإنجابية الرئيسة".

وتقنية الرحم الاصطناعي ليست جديدة، وقد تطورت بسرعة في السنوات الأخيرة، ففي عام 2019 أخذ فريق بحثي من معهد علم الحيوان في بكين بويضة قرد مخصبة إلى مرحلة تكوين العضو في رحم اصطناعي، وهي المرة الأولى التي ينمو فيها جنين خارج جسم الأم.