أردوغان يستعجل إدماج القوات الكردية رغم هشاشة الاتفاق مع إدارة الشرع

الرئيس التركي يحث الإدارة السورية على التركيز على تنفيذ اتفاق اندماج قوات سوريا الديمقراطية ضمن مؤسسات الدولة، ما يعكس مخاوف أنقرة من حكم ذاتي كردي.

أنقرة - يحمل تصريح الرئيس التركي رجب طيب أدروغان الذي حثّ من خلاله الإدارة السورية على التركيز على تنفيذ اتفاق اندماج قوات سوريا الديمقراطية "قسد" ضمن مؤسسات الدولة، رسالة تحذيرية، خاصة بعد توالي المؤشرات على انهيار الاتفاقية الهشة التي قوبلت بمعارضة أغلب القوى السياسية الكردية، بينما تدفع الأخيرة باتجاه إقرار حكم ذاتي وهو ما ترفضه كلاّ من دمشق وأنقرة.

ونقل مكتب أردوغان عن الرئيس قوله اليوم "نتابع عن كثب قضية وحدات حماية الشعب الكردية بشكل خاص. من المهم ألا تصرف إدارة دمشق اهتمامها عن تلك المسألة". وتقود وحدات حماية الشعب الكردية جهود قوات سوريا الديمقراطية.

وفي حديثه لصحفيين على متن طائرة من بودابست، قال أردوغان إن تركيا وسوريا والعراق والولايات المتحدة شكلوا لجنة لمناقشة مصير مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في معسكرات الاعتقال بشمال شرق سوريا، والتي تديرها ''قسد" منذ سنوات.

وأضاف أنه يتعين على العراق التركيز على مسألة المخيمات لأن معظم النساء والأطفال في مخيم الهول من السوريين والعراقيين ويجب إعادتهم إلى بلادهم.

وتعتبر تركيا وحدات حماية الشعب منظمة إرهابية وامتدادًا لحزب العمال الكردستاني الذي يخوض صراعًا مسلحًا ضد الدولة التركية منذ عقود، وترى أنقرة أن سيطرة "قسد" المدعومة من الولايات المتحدة على مناطق شمال سوريا تشكل تهديدًا لأمنها القومي ووحدة أراضيها.

وتدعم أنقرة وحدة الأراضي السورية وتعارض أي محاولات لإنشاء كيان كردي مستقل على حدودها، فيما تراهن على علاقاتها الوثيقة مع فصائل المعارضة التي قادت الهجوم الذي أطاح بالأسد لتأمين مصالحها الأمنية والاقتصادية بما يشمل توسيع نفوذها في سوريا.

وأثار دعم الولايات المتحدة لوحدات حماية الشعب في قتالها ضد "داعش" غضب تركيا، التي ترى أن واشنطن تساند منظمة إرهابية. ونفذت أنقرة عدة عمليات عسكرية في شمال سوريا ضد القوات الكردية، من بينها عملية "درع الفرات" عام 2016 و"غصن الزيتون" عام 2018 و"نبع السلام" 2019، مما أدى إلى اشتباكات وتوتر كبير.

كما تسعى تركيا لإنشاء "منطقة آمنة" على طول حدودها مع سوريا، في إطار مساعيها لإبعاد وحدات حماية الشعب من هذه المناطق، بينما تعتبر القوات الكردية نفسها قوة محلية تحارب الإرهاب وتسعى لحماية سكان المنطقة. 

وتتحرك الإدارة الذاتية الكردية من أجل تطبيق نظام حكم لا مركزي يقوم على أسس ديمقراطية تشاركية وتعددية عرقية ودينية، مع التركيز على تمكين المجالس المحلية والمشاركة الشعبية.

وفي المقابل تؤكد تركيا على ضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وسلامتها الإقليمية، وتعارض أي محاولة لتقسيم البلاد أو إنشاء كيانات مستقلة أو ذات حكم ذاتي بشكل أحادي.

وتخشى أنقرة من أن يوفر الحكم الذاتي الكردي في سوريا ملاذًا آمنًا لمقاتلي حزب العمال الكردستاني يُستخدم كقاعدة لشن هجمات ضدها، فيما لم تقطع السلطات التركية أي خطوة من أجل إنجاح عملية السلام بعد أن أعلن الحزب حل نفسه وإلقاء سلاحه تنفيذا لدعوة زعيمه عبدالله أوجلان.