أزمة تاريخية بين ثقافة المنتصر وثقافة المهزوم في 'ليس إثمًا'

نصوص ديوان طارق الطيب تركز على فكرة عميقة الجذور في تراثنا الإنساني ترتبط بفكرة الإثم والبراءة، وتتطرق الى الاغتراب المكاني والحضاري.

ضمن سلسلة "كتاب ميريت الثقافية"- الكتاب الرابع، صدر –بالاشتراك مع دار الأدهم للنشر-ديوان "ليس إثما" للشاعر طارق الطيب.
يقع الديوان في 120 صفحة، ويضم (54) نصًّا نثريًّا كل منها يتكون من ضفتين: "ليس إثمًا" و"الإثم". وهذه الطبعة هي الثانية للديوان، حيث صدرت طبعته الأولى عام 2011 عن دار آفاق.
تقع نصوص الديوان على فكرة عميقة الجذور في تراثنا الإنساني، ترتبط بفكرة الإثم والبراءة، وهناك صور عدة على ذلك سواء بنصوص الإثم أو في بداهات قصائد البراءة. غير أن ما يلفت النظر هو ملمح الاغتراب المكاني، ومن ثم الحضاري، وهي حالة تعكس أزمة تاريخية بين ثقافة المنتصر وثقافة المهزوم.
يتماس "ليس إثمًا" -في ملمح الاغتراب-مع بعض الشعراء العرب الذين يقيمون في أوروبا على نحو خاص، كما مع الملونين في أوروبا والولايات المتحدة، والنموذج البارزله نجده عند الشاعر الأميركي من أصول أفريقية لانجستون هيوز أحد كبار المحرضين على ثورة هارلم، الذي يقول في إحدى أشهر قصائده: "يرسلونني لآكل في المطبخ حين تأتي الرفقة"!
إن فكرة الحنين للأصول في ديوان طارق الطيب تبدو تعبيرًا عن العلاقة الطردية بين ثقافة الأصول والفروع.. ويصدر تناوله لتلك المعضلة الحضارية من مبعث أخلاقي بالمعنى الجمالي، ولعل إشارته لعدم رغبته في التنازل عن نخلته هو أبلغ صور المقاومة.. فالنخلة جزء من التراث العربي الأصيل، ولعل أظهر معانيها تتجلى في الصورة المريمية التي تأتنس بالنخلة وتأكل من رطبها.
يلاحظ القارئ أن مواضع الأسر في تلك الأجزاء يقوم على فضح تلك الصورة المؤلمة التي تعبر عن صورة غائرة لزمن الكلونيالية، وسيادة ثقافة المنتصر، ما أنتج في النهاية ثقافة تمييزية لا تليق بمراكز حضارية تزعم على الدوام قيادة العالم إلى مزيد من العدل والاستنارة.
يذكر أن سلسلة "كتاب ميريت الثقافية" تعتمد على التوزيع الإلكتروني، عبر إرسال الكتاب على نطاق واسع للقراء والمهتمين بواسطة الإيميل والواتس آب والماسنجر، ونشره على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، ومواقع تحميل الكتب المجانية مع توفير كميات ورقية لعشاق الكتاب الورقي، تباع في دار ميريت للنشر.
هيئة تحرير السلسلة والمجلة تتكون من: سمير درويش رئيس التحرير، عادل سميح نائب رئيس التحرير والمخرج الفني والمدقق اللغوي، سارة الإسكافي مدير التحرير، والغلاف إهداء من الفنان الكبير أحمد اللباد.