أصغر قارب في العالم يسبح في أعماق البكتيريا

علماء يطورون عبر تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد قاربا يبلغ سمكه ثلث سمك شعرة الإنسان ويصممونه لتوصيل الأدوية داخل الجسم أو تشخيص الحالات المرضية.

لندن - تغزو الطباعة ثلاثية الأبعاد مختلف المجالات الحيوية وقد تمكنت من بسط نفوذها والبرهنة على اهميتها خصوصا في المجال الصحي.
وتقدم الطباعة ثلاثية الأبعاد عروض هائلة لتطبيقات الإنتاج، وتستخدم هذه التقنية في المجوهرات، الأحذية، التصميم الصناعي، العمارة، والهندسة، السيارات، الطائرات، طب الأسنان والصناعات الطبية.
وقد تمكن علماء في بريطانيا عبر التكنولوجيا الثورية من تطوير أصغر قارب في العالم لدراسة البكتيريا في سوائل الجسم.
والبكتيريا كائنات حية دقيقة وحيدة الخلية منها المكورات والعصيات والحلزوني، وهي تتجمع مع بعضها وتأخذ أشكالاً متعددة.
تدرس البكتريا في ما يدعى علم البكتيريا أو الباكتريولوجيا الذي يعتبر فرعاً من فروع علم الأحياء الدقيقة. 
كانت البكتيريا من أولى أشكال الحياة التي ظهرت على سطح الأرض، وهي موجودة في معظم المواطن على هذا الكوكب. كما تستوطن التربة والماء وينابيع المياه الحارة الحمضية والكبريتية والمخلفات الإشعاعية والأجزاء العميقة من القشرة الأرضية.
 وتعيش البكتيريا في النباتات والحيوانات ولدى البشر، كما تزدهر في المركبات الفضائية المأهولة بالبشر.
ويبلغ سمك القارب المتناهي الصغر والمطبوع بتقنية ثلاثية الأبعاد حوالي ثلث سمك شعرة الإنسان لمتابعة البكتيريا وفهم كيفية عملها بشكل أفضل.
وأنتج باحثون من جامعة ليدن القارب الصغير المسمى Benchy the tugboat "بانشي ذي توغوبات" باستخدام التقنية الواعدة للسباحة في أعماق الجزيئات الصغيرة للبكتيريا وسبر اغوراها واسرارها.
ويبلغ القارب الطبي والعلمي الجديد 30 ميكرومتراً أو حوالي 0.001 بوصة، ويتطلب مجهراَ إلكترونياً لالتقاط صورة له بالكامل.
ويقول الفريق إن هذا القارب المطبوع بتقنية ثلاثية الأبعاد يمكن تصميمه لتوصيل الأدوية المستهدفة داخل الجسم أو تشخيص الحالات المرضية.
والطباعة ثلاثية الأبعاد هي صيغة من تكنولوجيا التصنيع بالاضافة حيث يـُخلق الشيء ثلاثي الأبعاد بوضع طبقات متتالية. وهي في العادة أسرع وأوفر وأسهل في الاستعمال من التكنولوجيات الأخرى للتصنيع.
وتتيح الطابعات ثلاثية الأبعاد للمطورين القدرة على طباعة أجزاء وتجميعات وتركيبات مصنوعة من مواد متعددة وبمواصفات ميكانيكية وفيزيائية مختلفة في عملية بناء واحدة.
والتكنولوجيات المتقدمة للطباعة ثلاثية الأبعاد تنتج نماذج تشابه كثيراً منظر وملمس ووظيفة النموذج الأولي للمنتج.
وأنجز في وقت سابق الباحث ريتشارد آرت من كلية الفنون والتصميم في جامعة نوتغنهام ترنت البريطانية النموذج الواقعي للجسم البشري، مع أعضاء تكاد تنبض بالحياة مثل القلب والرئتين، وذلك بالتعاون مع شركات رائدة في مجال الطباعة ثلاثية الأبعاد بحسب صحيفة "ميرور" البريطانية. 
وقام الباحث بطباعة الجسم الجديد لاستخدامه في الأبحاث والمختبرات والمساعدة على فهم الأمراض المستعصية.
وبامكان الأطباء قريباً التدريب على نماذج واقعية مشابهة إلى حد بعيد للجسم والأعضاء البشرية تم إنشاؤها باستخدام تقنيات متطورة للطباعة ثلاثية الأبعاد.