أكراد سوريا يستغيثون لإنقاذ حقول القمح والنفط من الحرائق

مسؤول كردي يناشد التحالف الدولي التدخل بطائراته الخاصة لإخماد حرائق أتت على مئات الهكتارات من حقول القمح منذرة بتمدد النيران للحقول النفطية في شمال شرق سوريا.

الحرائق تقترب من حقول النفط في شمال شرق سوريا
أكراد سوريا يسعون للحفاظ على قدر من الحكم الذاتي في مناطق سيطرتهم
الحرائق التهمت مئات الهكتارات من محاصيل القمح
حرب غذائية تهدد سوريا التي راهنت على موسم زراعي استثنائي

القحطانية (سوريا) - وجّه مسؤول كردي في شمال شرق سوريا طلب مساعدة الاثنين للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضدّ الجهاديين بهدف السيطرة على نيران تلتهم حقول قمح حيوية في المنطقة.

وقاتل الأكراد تنظيم الدولة الإسلامية في شمال شرق سوريا إلى جانب التحالف.

وتسعى السلطات الكردية بعد ثماني سنوات من اندلاع النزاع للحفاظ على قدر من الحكم الذاتي في المناطق التي تسيطر عليها في شمال شرق سوريا وهي غنية غالبا بالنفط ومناسبة لزراعة الحبوب والقمح.

وقال سلمان بارودو الرئيس المشترك لهيئة الاقتصاد والزراعة في الإدارة الذاتية "التهمت الحرائق اليوم مئات الهكتارات من محصول القمح في مدينة تربسبية (القحطانية باللغة العربية) وما زالت الحرائق مستمرة".

وحذّر من أنّ ما يحصل "يشكّل خطرا كبيرا على المنطقة لأنّ النيران تقترب من الآبار والمحطات النفطية".

وقالت مصادر إنّ الدخان كان يتصاعد من الحقول المتفحمة بينما كان رجال يسعون لوقف تمدد ألسنة النار مستعينين بإطفائيات ومجارف أيضا على بعد أمتار من حفارة نفط، مضيفا أنّ أعمدة الكهرباء المنتشرة بين الحقول التهمتها النيران.

وسعى رجل باستماتة لحفر الأرض من خلال جرافته منعا لتمدد النيران نحو حقل مجاور. وقال بارودو "نطالب التحالف الدولي بالتدخل لإطفاء الحرائق عن طريق الطائرات الخاصة".

وأشار عبدالرزاق المحمود (29 عاما) إلى أرضه المحروقة، قائلا "نحن أصحاب هذه الأراضي لم يتبق لي سوى 8 هكتارات بينما أتت النيران على البقية (37 هكتارا)".

وبعد سنوات الجفاف والحرب، تترقب سوريا حصادا استثنائيا بالأخص في الشمال الشرقي، بفعل هطول أمطار غزيرة في بداية العام، غير أنّ هذا الحصاد تهدده النيران التي تشتعل في عدد من الأمكنة منذ عدّة أسابيع.

وفي محافظة الحسكة حيث تقع القحطانية وهي عبارة عن مخزن حبوب حقيقي ويسيطر عليها الأكراد، تبنى تنظيم الدولة الإسلامية إشعال عدّة حرائق في حقول قمح.

وأشار مزارعون إلى أسباب مختلفة تراوح بين الأعمال الانتقامية وتطاير شرارات الوقود السيئ بالإضافة إلى الإهمال.

وتتنافس السلطات الكردية ودمشق على شراء محصول القمح في شمال شرق البلاد. ويعتبر خبراء أنّ القمح هو الأساس لتأمين سعر مناسب للخبز وبالتالي الحفاظ على الاستقرار في عدة مناطق سورية خلال الأشهر المقبلة.