ألمانيا تجاهلت سابقا طلب السعودية بتسليمها منفذ هجوم ماغديبورغ

مصدر سعودي يؤكد أن الرياض حذرت برلين عديد المرات من أنّ طالب العبدالمحسن قد يكون خطيرا.

الرياض - طالبت الرياض في السابق برلين بتسليمها المشتبه به السعودي في الهجوم على سوق ميلادية في مدينة ماغديبورغ الذي أسفر عن مقتل خمسة أشخاص دهسا وجرح أكثر من مئتين، على ما أكده مصدر مقرب من الحكومة السعودية اليوم الاثنين، فيما يقيم هذا التوضيح الدليل على أن المملكة قامت بدورها في إطار التزامها بمكافحة كافة أشكال التطرف واستباق المخططات الإرهابية، ما أهّلها لتتبوأ مكانة ريادية في معاضدة الجهود الدولية الهادفة للقضاء على هذه الظاهرة العالمية.

وقال المصدر السعودي، الذي فضل عدم كشف هويته لأنه غير مخول التحدث للإعلام، "كان هناك طلب تسليم"، مشيرا إلى تحذير الرياض برلين "مرات عدة" من أنّ المشتبه به طالب العبدالمحسن قد يكون خطيرا، من دون أنّ يقدّم تفاصيل عن أسباب طلب التسليم أو عن تصنيف المشتبه به شخصا "خطيرا".

وراكمت المملكة خبرة دولية في مكافحة كافة أشكال التطرف ومواجهة الإرهاب بشقيه السني والشيعي وتبدي حزما في ردع المتورطين في أي محاولات لاستهداف أمنها، كما لعبت الرياض دورا بارزا في دعم المبادرات الدولية والإقليمية في مجال مكافحة الإرهاب وتمويله ونبذ التطرف وخطاباته.

وتعهّدت الحكومة الألمانية الأحد بإجراء تحقيق سريع ودقيق لمعرفة إن حصل تقصير من جانب الأجهزة الأمنية لتجنب وقوع الهجوم الدامي في مدينة ماغديبورغ في شمال شرق البلاد، في ظلّ تجاهل مؤشّرات خطيرة كثيرة بدرت من منفذه خلال السنوات الأخيرة.

وأفادت مجلّة "دير شبيغل" بأن الاستخبارات السعودية وجّهت قبل سنة تنبيها إلى السلطات الألمانية بشأن العبدالمحسن، على خلفية تغريدات هدّد فيها ألمانيا بدفع "ثمن" سوء معاملتها للاجئين السعوديين وفقا له، فيما بقي ذاك التحذير حبرا على ورق، في حين كان الرجل يكثّف الخطابات المشحونة بنظريات المؤامرة.

كما اتهم العبدالمحسن ألمانيا بأنها لا تحمي بما فيه الكفاية السعوديين الفارين من بلدهم، في حين أنها كانت في رأيه تستقبل بصدر رحب مسلمين متشدّدين.

ومثل المشتبه به أمام قاض السبت ووضع في السجن على ذمّة التحقيق. ويتحدر الرجل الذي درس الطب النفسي، من عائلة شيعية في مدينة الهفوف في محافظة الإحساء في شرق السعودية.

وهاجر عام 2006 إلى ألمانيا حيث نال اللجوء بعدها بعشرة أعوام، بحسب وسائل إعلام ألمانية وناشط سعودي ونشط في مساعدة طالبي اللجوء السعوديين خصوصا من النساء، بحسب ما يقول سعوديون عرفوه في الخارج.

وفي حديث أجرته معه "فرانس برس" في أواخر العام 2022 في إطار إعداد تقرير عن ظروف تواجهها نساء سعوديات أو أفراد من مجتمع الميم خارج المملكة، عرّف العبدالمحسن عن نفسه بأنه "سعودي ملحد"، وكال سيلا من الشتائم للدين الإسلامي.

وفي منشور يعود الى 21 أغسطس/آب الماضي، كتب "هل هناك طريق للعدالة في ألمانيا من دون أن تفجر سفارة ألمانية أو تذبح مواطنين ألمان عشوائيا؟".

وفكّكت الرياض خلال الأعوام الأخيرة العديد من الخلايا الإرهابية التي كانت تخطط لزعزعة أمن المملكة كما أصدر القضاء السعودي أحكاما بالإعدام في حق المتورطين في مخططات إرهابية بعد استنفاد كافة مراحل التقاضي.

وسلط تقرير نشرته وزارة الخارجية الأميركية أوائل العام الجاري الضوء على الجهود التي تبذلها السعودية لمكافحة الإرهاب ومحاربة التطرف، لافتا إلى أن المملكة رسخت ريادتها في نشر قيم التسامح ونبذ التطرف عبر العديد من المؤسسات من بينها مركز اعتدال ومركز الإصلاح والتأهيل ومركز الحرب الفكرية ورابطة العالم الإسلامي.

وذكّر بجهود المملكة في هذا المجال من بينها مشاركتها الهامة في العديد من المنظمات مثل مجموعة العشرين والمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب ومجلس التعاون الخليجي ومنظمة التعاون الإسلامي العسكري ومركز الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب والتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب.