أمل نصر: النقد التشكيلي يعاني من السطحية

الناقدة المصرية تؤكد ضمن محاضرة نظمها مهرجان 'فن القاهرة' أن المدخل لقراءة الفنان يحتاج إلى ثقافة ومعرفة عميقة بتجربته والسياقات المختلفة المصاحبة لها.

القاهرة - تحت شعار "سلام لكل البلاد"، يحتضن المتحف المصري الكبير في القاهرة منذ الثامن وحتى الحادي عشر من فبراير/شباط الجاري النسخة السادسة من معرض "فن القاهرة" (آرت كايرو)، بمشاركة 35 صالة عرض فنية و350 فنانا.

وتضمّن برنامج "فن القاهرة" الذي ينظّم بالشراكة مع وزارة الثقافة المصرية، محاضرة حول تجربة الناقدة الفنانة أمل نصر أستاذ التصوير بجامعة الإسكندرية، وذلك ضمن ورشة النقد التشكيلي التي ينظمها المهرجان.

وفي الورشة، تحدثت نصر عن علاقتها بالكتابة منذ الطفولة واهتمامها بالكتابة التشكيلية، مؤكدة أن كل تجربة فنية وثيقة الصلة بخبرات صاحبها، حيث يصعب عزل العمل الفني عن منتجه.

وقالت إن أي مدخل لقراءة الفنان يحتاج إلى ثقافة ومعرفة عميقة بتجربته والسياقات المختلفة المصاحبة لها، فضلا عن معرفة بتاريخ الفن لإدراك حجم الإضافة التي يقدمها الفنان أو الأعمال الفنية، مشيرة إلى أن النقد التشكيلي عربيا يعاني من مشكلة فقر لغوي فادح.

وأوضحت أن اللغة الوصفية التي يستعملها غالبية النقاد تتسم بالسطحية، كما أنها تكون مغرقة في التعالي ولا تساعد في اكتشاف جماليات اللوحة، لافتة إلى أن الناقد لا بد وأن يكون لديه معارف متعددة تعين في القراءة والتذوق، لأن أي عمل يحتاج إلى ثراء في عمليات التفسير والتأويل.. ومن ثم يتطلب من الناقد أن يكون قادرا على البحث والإضافة لثراء العمل الفني.

ورصدت نصر مجموعة النماذج النقدية التي كتبتها حول بعض الأعمال الفنية للفنان الرائد محمود سعيد وفنان الجداريات محمد بنوي، مؤكدة أن أعمال محمود سعيد تأثرت بثقافته الأدبية الواسعة ومعرفته العميقة بروايات دوستويفسكي وأشعار بودلير رائد الحداثة الأوروبية.

ولفتت إلى أن اكتشاف هذه المعلومة ساعدها على بناء فرضيات بحثية غيرت من نظرتها لأعمال محمود سعيد الذي لمً يترك مذكرات شخصية لكن أعماله ظلت تعكس تناقضات بين حياته وممارساته الفنية التي كانت أقرب إلى حياة بديلة أو موازية.

ويحتاج الناقد إلى تجهيز وبحث قبل الشروع في أي عمل، وفق أمل نصر، مشيرا إلى سعيها لقراءة الأعمال عبر ربطها بتجارب الآخرين، وتتبع عمليات بالتواصل الحضاري، كما في ولع بنوي بفن الفسيفساء ورحلته من العراق للمدن الإسلامية ومن بينها القاهرة، قائلة: اعتدت إرجاع الوحدات الزخرفية التي استعملها الفنان لجذرها التاريخي.

وشهد مهرجان "فن القاهرة" مجموعة من اللقاءات مع نقاد وتشكيلين؛ بالإضافة إلى ندوات مصاحبة للمهرجان الذي يستضيفه المتحف المصري الكبير.

وعقدت خلال أيام المعرض سلسلة من الجلسات النقاشية والحوارات تحت عنوان "حوار"، تناولت المشهد الفني المعاصر في المنطقة العربية، بمشاركة عدد من الفنانين والقيمين والمقتنين حول قضايا النوع الاجتماعي، والهوية، والثقافة، ودور التعليم في تشكيل الجيل القادم من محترفي ومحبّي الفن في جميع أنحاء العالم العربي.

واختتم فن القاهرة أعماله الثلاثاء بعد خمسة أيام من التفاعل والنقاش الحر حول واقع الحركة التشكيلية وأسواق الفن في العالم العربي تحت عنوان "سلام لكل البلاد".