أميركا تعدل وضع قواتها في المنطقة وسط تهديدات إيرانية لإسرائيل

مستشار الزعيم الأعلى الإيراني يقول إن إسرائيل تتخطى الخطوط الحمراء لطهران بتصعيد الحرب في لبنان.

واشنطن - قال البيت الأبيض الجمعة إن الرئيس جو بايدن وجه وزارة الدفاع (البنتاغون) إلى "تقييم وتعديل وضع القوات الأميركية في الشرق الأوسط حسبما يقتضي الأمر وسط تصاعد القتال بين إسرائيل وحزب الله والهجمات التي استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت وفي ظل التهديدات الإيرانية بأن الدولة العبرية تجاوزت الخطوط الحمراء.
وقال البيت الأبيض في بيان "وجه (بايدن) البنتاغون لتقييم وتعديل وضع القوات الأميركية في المنطقة حسبما يقتضي الأمر لتحسين الردع وضمان حماية القوات ودعم جميع الأهداف الأميركية".
وكان الجيش الاميركي أرسل حاملتي طائرات وعزز من قواته في ذروة التوتر بين طهران وتل أبيب قبل أشهر لكنه قرر سحبهما مع تراجع التهديدات نسبيا غير أن التوتر الحالي على وقع الحرب على لبنان ينذر بمزيد من التصعيد.
وأدت الضربات الإسرائيلية في لبنان إلى مقتل مئات الأشخاص في الأيام القليلة الماضية وأثارت مخاوف من اندلاع حرب إقليمية شاملة.
وحافظت واشنطن على دعمها العسكري القوي لحليفتها بينما دعت دون جدوى إلى وقف إطلاق النار في غزة ولبنان.
وذكر بيان البيت الأبيض أن بايدن "وجه فريقه إلى ضمان اتخاذ السفارات الأميركية في أنحاء المنطقة كافة التدابير الوقائية على نحو ملائم" وسط مخاوف من هجمات تشنها الفصائل الموالية لايران خاصة في دول مثل العراق وسوريا للتنفيس على غضبها من الضربات التي تلقاها حزب الله اللبناني مؤخرا.

ضمان اتخاذ السفارات الأميركية في أنحاء المنطقة كافة التدابير الوقائية على نحو ملائم

وقال البيان إنه جرى إطلاع الرئيس "عدة مرات" الجمعة على الوضع في الشرق الأوسط. وذكر مسؤول أميركي أنه جرى أيضا إطلاع نائبة الرئيس كاملا هاريس على الوضع.
وردا على التصعيد الإسرائيلي قال علي لاريجاني مستشار الزعيم الأعلى الإيراني الجمعة إن إسرائيل تتخطى الخطوط الحمراء لطهران وإن الوضع أصبح خطيرا. مضيفا للتلفزيون الرسمي الإيراني "الاغتيالات لن تحل مشكلة إسرائيل... فمع اغتيال قادة المقاومة سيحل آخرون محلهم".
وفي وقت سابق، قال مسؤول أمني إيراني كبير إن طهران تتحقق من وضع نصرالله. وذكر مصدر مقرب من الجماعة أنه على قيد الحياة.
وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن الرئيس الإيراني مسعود بزيشكيان ندد بالهجوم، ووصفه بأنه "جريمة حرب واضحة لا يمكن إنكارها تكشف مجددا طبيعة إرهاب الدولة الذي يمارسه النظام الصهيوني (إسرائيل)".
لكن إيران التي توعدت بالانتقام من عملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في طهران اسماعيل هنية لم توجه أي هجوم لحد الان وبقيت في حدود التهديد والوعيد.
وكانت إسرائيل سوت مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق بالأرض في أبريل/نيسان الماضي بغارة جوية نفذها الطيران الحربي فيما ردت إيران حينها بإطلاق مئات الصواريخ والمسيرات حيث تمكنت الدفاعات الإسرائيلية من صدها لكن تم احتواء الازمة بضغوط من واشنطن.
ورغم سياسة الرئيس الإصلاحي الحالي مسعود بزشكيان في تخفيف التوتر مع الغرب وفي المنطقة وسعيه للحوار لكن التطورات الحالية في لبنان تفرض على القيادة الإيرانية اتخاذ مواقف اكثر صرامة.