أنشطة ثقافية وفنية تتوغل في أرياف المهدية التونسية
ها هي الثقافة والفنون في تجربة مميزة بالمهدية من خلال الخروج الى فضاءات وجماهير في القرى والأرياف وفق برنامج متنوع ومنح مبادرات المشاركة والاكتشاف للمواهب والابداعات وتقديم المادة الفنية والأدبية بشكل محبذ لجمهور مغاير لجمهور الفضاءات المغلقة وغيرها.
تجربة قرية "زالبة" تحتذى ومن المهم تعميمها على جهات البلاد ومحافظات أخرى مثلما جاء في كلمة الافتتاح للمندوب الثقافي بالمهدية عبدالحفيظ بن حسن وقد كان التفاعل مميزا من قبل الحضور الهام لمختلف الشرائح العمرية والاجتماعية.
وقد نظمت المكتبة المتنقلة 2 بالمهدية بالشراكة مع المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بالمهدية والمكتبة الجهوية بالمهدية خلال يومين وبالتعاون مع بلدية زالبة ودار الشباب المتنقلة 3 بالمهدية تظاهرة "تبعنيي نبنيو حلمة جديدة".
الحلمة 1 (قرية الكتاب بزالبة) وذلك وفق مشروع نوعي أو "حلمة بغزو" حيث تحتوي كل المناطق النائية والريفية على كتب.
ولأول مرت ينجز في تونس حيث تم تركيز نواة مكتبة بأغلب المرافق العمومية والخاصة بالقرية من مقر بلدية والمستوصف الصحي ومركز البريد وأغلب المؤسسات التربوية بالجهة من مدارس ومدارس إعدادية ومقاهي متواجدة بالقرية .
وتم في نفس السياق تدشين المقهى الثقافي لصاحبه الرجل عبدالعزيز جيلاني من خلال اقامة أمسية شعرية.
وتجدر الإشارة بأن القرية يقصدها أكثر من 12 ألف ساكن وتبعد عن مقر المحافظة أكثر من 60 كم وتفتقر إلى أبسط المرافق التثقيفية من مكتبة ودار ثقافة علاوة على قساوة ورداءة الطريق المؤدي اليها مما يجعلها في شبه عزلة بالرغم من إتقاد أطفالها وشبابها نشاطا وشغفا بالشأن الثقافي.
فكانت المبادرة بالمشروع "تبعني نبنيو حلمة جديدة" (زالبة قرية الكتاب) إيمانا منا بأن العمل الثقافي هو عمل إنساني بإمتياز وأن المطالعة وتقريب الكتاب هو حق دستوري خاصة للأهالي في المناطق الريفية المعزولة داخل تراب تونس.
ومن برنامج التظاهرة يوم تحسيسي في القرية حول أهمية المطالعة وومضات إشهارية بطريقة فنية يؤثثها أطفال الجهة وكرنفال دمى عملاقة مصاحبة بفرقة نحاسية تجوب القرية ايذانا بانطلاق التظاهرة وتركيز نواة مكتبة في أغلب المؤسسات التربوية والمرافق العمومية بالقرية وإحداث وتثبيت أسماء الانهج لتكون أسماء أعلام تونسيين في مجال الأدب والفكر مع تعريف مبسط في نفس اللافتة بأهمية أعمالهم الأدبية والفكرية واحداث مجسم عملاق لكتاب مع بعض الأقوال المأثورة حول أهمية المطالعة وقد اختتم اليوم الاول الأول بعرض تنشيطي للأطفال.
وانتظم في اليوم الثاني معرض للكتب و أنشطة متعددة وورشات حول الترغيب في المطالعة في خيام ركزت للغرض وسط القرية وعرض حكواتي للحكواتية نسمة بن رمضان مع تدشين المقهى الثقافي باقامة أمسية شعرية بنفس الفضاء أدارها أمين المكتبة المتنقلة(2) عماد بن مصباح وتعاون الجميع ومنهم صاحب المقهى الثقافي. وشارك في هذه الأمسية كل من الشاعر خالد الرداوي والشاعر بوفايد والشاعر عادل نصير ونجيب بوزيان ليحلق الخيال مع القصائد الجميلة التي ألقاها الشعراء في تناغم مع الجمهور حيث الكلمات العالية بين الذات والحلم والجمال والشجن الدفين واختتم النشاط بتوزيع شهائد على المشاركين.
تجربة فيها ابتكار وحميمية وفائدة كبرى في العلاقة بين المادة الثقافية المقدمة والجمهور المستهدف تستحق الاحتذاء بها لجوانبها العميقة في الحرص على الاستحثاث الثقافي أينما كان هناك مواطن، فحياة زالبة حياة أخرى للثقافة وألوانها المختلفة.