'أنور سلمان الثقافية' تستعد لتوزيع جائزة دورتها الثالثة

جائزة أنور سلمان للإبداع تسعى إلى المساهمة في تشجيع وتحفيز الأعمال المرتبطة بأهداف إنسانية نبيلة تدعو إلى التحرر الفكري وإعلاء كرامة الإنسان.

أعلنت مؤسسة "أنور سلمان" الثقافية من خلال بيان صحفي عن انتهاء مدة الترشيحات وبدء التحضيرات لإعلان نتائج الدورة الثالثة لـ"جائزة أنور سلمان للإبداع" (2023 – 2024)، بعد استكمال أعمال لجنة التحكيم في مارس/آذار ليتم منحها لمُرشّح مستحق أو أكثر من المبدعين أو المبدعات في حقول الشعر والفنون المتكاملة معه.

وقد عبّر الكاتب والناشر سليمان بختي باسم لجنة إدارة الجائزة عن عميق شكره وتقديره باسم المؤسسة للتجاوب والتفاعل الإيجابي من قبل الجهات الثقافية في لبنان والعالم العربي وجدّد إصرار المؤسسة والقيمين عليها على المساهمة في جهود المحافظة على وهج بيروت الثقافي ودورها التاريخي  في لبنان والعالم العربي.

وتسعى الجائزة إلى المساهمة في تشجيع وتحفيز الأعمال الإبداعية والمرتبطة بأهداف إنسانية نبيلة تدعو إلى التحرر الفكري وإعلاء كرامة الإنسان والتي تعكس مستوى عاليا من الجمالية أسلوبا ومضمونا وذلك باعتماد آلية شفافة في اختيار المرشحين من خلال لجنة تحكيم مستقلة وعبر ترشيحات مباشرة أو من قبل المؤسسات الثقافية والأكاديمية.

للجائزة امتدادٌ عربي وهي تُعنى بتكريم المبدعين في لبنان والعالم العربي الذين أثبتوا استحقاقهم بعد سيرة إبداعية مؤثرة وتشمل فئات الشعر العربي الفصيح الموزون، قصيدة النثر والنثر الفنّي العربي والعالمي، الشعر المحكي والشعرالغنائي المتكامل مع عمل موسيقي.

يُذكَر أن الجائزة قد مُنحت في دوراتها السابقة لكل من الشاعر الفلسطيني غسان زقطان والمؤلف الموسيقي الشاعر غدي الرحباني والمؤلف والمنتج الموسيقي أسامة الرحباني والشاعرة الأردنية مها العتوم والشاعر العماني حسن المطروشي. وقد جرى احتفال تسليم الجوائز في الجامعة الأميركية في بيروت حيث أطلقت المؤسسة أيضا جائزة أخرى طالبية تُمنح سنويا من قِبل الجامعة لتحفيز الطاقات الإبداعية الناشئة.

وتعلن أسماء أعضاء لجنة التحكيم بعد صدور النتائج عملاً بنظام إدارة الجائزة، وكما أعلنت المؤسسة عن إطلاق جائزة الروّاد يُعلن عن نتائجها قريبا.

ومن أهداف المؤسسة حيث توليها ما يلي: تخصيص جائزة سنوية للإبداع الشعري والفني تمنح لمبدعين من لبنان وخارجه والمساهمة في إصدار منشورات للفائزين بالتعاون مع دار نشر وتوزيع في بيروت، وتشجيع ورعاية وتنظيم أنشطة ثقافية وأدبية وفنية وإنسانية مع التركيز الرئيسي على تضييق الهوة بين النخب الثقافية والمتلقي العادي، وإنشاء موقع إلكتروني ومواقع تواصل اجتماعي خاصة بالمؤسسة والجائزة وكذلك لحفظ ونشر إرث أنور سلمان الشعري والأدبي وكذلك ما يتعلق بالفائزين، جمع وحفظ ونشر أعمال الشاعر وتراثه الشعري والأدبي.

أما قيمة الجائزة: يحصل الفائز على جائزة قدرها مئة مليون ليرة لبنانية  يُخصَّص جزءٌ منها للمساعدة على انتشار عمل من أعمال الفائز (يكون غالبا العمل الفائز) بالتعاون بين مؤسسة أنور سلمان ودار نشر، بالإضافة إلى مُجَسَّم الجائزة وشهادة تقدير مع احتفال إصدار وتوقيع إذا اقتضى الأمر، ويكون متزامنا مع تسليم الجائزة.

ويذكر أن أنور سلمان (1938-2016)، شاعر لبناني معاصر يعد أحد أبرز شعراء العصر الحديث ويُعتبر من أعلام المدرسة الشاميَّة في غنائيَّة الشعر العربي.

ولد أنور سلمان في الرملية- عاليه، وبدأ كتابة الشعر باكرا وانضمّ إلى "حلقة الثريا" التي من أركانها شوقي أبي شقرا وجورج غانم وإدمون رزق. وعمل في التعليم والصحافة ومستشارا ثقافيا في وزارة الثقافة والتعليم العالي في بيروت، عضو الاتحاد العام للكتاب والأدباء العرب واتحاد الكتاب اللبنانيين منذ العام 1971، وانتخب عضوا في الهيئة الإدارية للاتحاد عام 1997 و2001 وعام 2005، عضو الهيئة التأسيسية لمَجلس المؤلّفين والملحّنين في لبنان، عضو لجنة تقييم النصوص الشعرية الغنائية في إذاعة لبنان الرسمية، وله مؤلفات شعرية صدر منها: إليها، سميته الملك الآتي، بطاقات ملونة لزمن بلا أعياد، أبحث في عينيك عن وطن، حبك ليس طريقي إلى السماء، والقصيدة امرأة مستحيلة. 

تميَّز شعره بجماليته وغنائيته ما حذا بالعديد من المطربات والمطربين لاختيار قصائد من كُتُبه لغنائها: كفريد الأطرش، ماجدة الرومي، باسكال صقر، سمية بعلبكي، جوزف عازار، جوزف ناصيف، فايزة أحمد، وائل كفوري، مايز البياع، نازك، نور الهدى زكية حمدان، سامية كنعان، دلال الشمالي، فدوى عبيد وغيرهم.

كما له العديد من القصائد المغناة في الإذاعات والتلفزيونات العربية، ومن الملحنين الذين لحنوا من شعره: توفيق الباشا، إحسان المنذر، وليد غلمية، محمد سلطان، جمال سلامة، شاكر الموجي، وجدي شيا، رياض البندك، محمد محسن، سهيل عرفه، نبيه الخطيب وآخرون.

والشاعر أنور سلمان خلال حياته نال جائزة مارون عبود للشعر عام 1956، ونالت قصيدته "لا أريد اعتذارا" جائزة الميكروفون الذهبي لأجمل أغنية عربية في مهرجان قرطاج الدولي 1994، وكذلك نالت جائزة أفضل نص شعري في المهرجان عينه، وكانت من تلحين إحسان المنذر وغناء سمية بعلبكي، ونالت قصيدته "أحلى الحلوات" الجائزة الأولى في مهرجان القاهرة الدولي للأغنية العربية في صيف العام 1997. غناها محمد العتر ولحنها وجدي شيّا، وتقلد درع مهرجان الرواد العرب عن شعر الأغنية العربية الذي عقد في القاهرة برعاية جامعة الدول العربية في عام 1999، وشارك في العديد من المهرجانات الشعرية في لبنان وفي دول عربية.