أول دراسة إماراتية تكشف عن سلالات بكتيرية غير معروفة

باحثون من جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية يكشفون عن سلالات غير معروفة سابقا من بكتيريا المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين في منطقة الخليج العربي.
حاجة ملحة لمنع ظهور سلالات أكثر خطورة أو مقاومة للأدوية
احتفال بالأسبوع العالمي للتوعية بالمضادات الحيوية

أبوظبي - أجرى باحثون من جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية دراسة بحثية مهمة إرتكزت إلى أبحاث التنميط الجيني كشفت عن سلالات غير معروفة سابقا من بكتيريا المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين "مارسا" في منطقة الخليج العربي.
والبكتيريا أو الجُرْثُومَة أو الجُرْثُوم كائنات حية دقيقة وحيدة الخلية منها المكورات والعصيات والحلزوني، وهي تتجمع مع بعضها وتأخذ أشكالاً متعددة مثل عقد أو سبحة فتسمى مكورات عقدية أو على شكل عنقود فتسمى مكورات عنقودية.
تُعد عدوى سلالات البكتيريا العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيللين نوعًا من البكتيريا العنقودية التي تصبح مقاومة للعديد من أنواع المضادات الحيوية المستخدَمة في علاج العدوى بالبكتيريا العنقودية في العادة.
وتقترن سلالات البكتيريا العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيللين المقترنة بالرعاية الصحية بالعمليات أو الأجهزة التوغلية، مثل العمليات الجراحية وتوصيل الأنابيب الوريدية أو المفاصل الصناعية.
ويحدث نوع آخر من سلالات البكتيريا العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيللين في المجتمع الأوسع، أيْ بين الأصحاء. وهذا الشكل يبدأ غالبًا على هيئة دمامل مؤلمة تصيب الجلد. وينتشر بالتلامس بين الجلد والجلد. وتتضمن المجموعات المعرضة للخطر الأفراد الذين يعيشون او يعملون في اماكن شديدة الازدحام.
وتشكل النتائج الجديدة نقلة نوعية في مجال المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين والمسببة لالتهابات بكتيرية يصعب علاجها لمقاومتها لعدة مضادات حيوية.
وترتبط العدوى التي تسببها هذه البكتيريا بفشل العلاج وبالتالي تسبب مضاعفات كثيرة لدى المرضى كما أنها تطيل فترة بقاء المريض في المستشفى وقد تؤدي في الحالات الشديدة إلى الوفاة فضلا عن عبئها الإقتصادي الكبير .
وتشير التقديرات حاليا إلى أن ما يصل إلى 35 بالمائة من عدوى المكورات العنقودية الذهبية في دولة الإمارات ناتجة عن المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين.
وتهدف دراسة التنميط الجيني إلى تكوين فهم أفضل للتوصيف الجزيئي لسلالات المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين وانتشارها المتزايد وإيجاد أفضل الطرق لمعالجتها وذلك بسبب عدم توفر معلومات وافية حول الخصائص الجزيئية لمستفردات هذه البكتيريا في الإمارات العربية المتحدة إضافة إلى مقاومتها الشديدة للأدوية.
وتعد هذه الدراسة الممولة من جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية الأولى من نوعها في دولة الإمارات وأنجزت بالتعاون مع فرق من هيئة الصحة بدبي ومستشفى راشد بدبي و"ميديكلينيك" مستشفى المدينة بدبي ومستشفى الشيخ خليفة العام في أم القيوين ومدينة الشيخ خليفة الطبية في أبوظبي بالإضافة إلى مشاركة زملاء من مؤسسات صحية في ألمانيا بما في ذلك معهد ليبنيز للتكنولوجيا الضوئية ومعهد أبحاث "InfectoGnostics"في بألمانيا .
وحصلت الدراسة على موافقة مجلس أخلاقيات البحث العلمي في الجامعة ولجان أخلاقيات البحث العلمي في المؤسسات والمراكز المشاركة في الدراسة .
وأثمرت الجهود المشتركة عدداً من النتائج الرئيسية مثل وجود مجموعة متنوعة من البكتيريا المقاومة للميثيسيلين في دولة الإمارات وظهور سلالات غير معروفة من قبل في دول الخليج العربي بما في ذلك السلالات النادرة والسلالات الجديدة منها.
وكشفت الدراسة أن الصورة الجينية لهذه البكتيريا تشير إلى أن إساءة استخدام المضادات الحيوية قد تساهم في تطورها.
وأكدت الدكتورة أبيولا سينوك أستاذ علم الأحياء الدقيقة والأمراض المعدية في جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية والتي قادت هذا البحث إلتزام جامعة محمد بن راشد بإجراء أحدث الأبحاث المتقدّمة بما يتماشى مع مهمتنا المتمثلة في النهوض بالصحة في دولة الإمارات والمنطقة.
وأضافت : "خلص هذا البحث إلى بعض النتائج المحفزة وأظهر أننا بحاجة إلى اتخاذ خطوات فورية لمنع ظهور سلالات أكثر خطورة أو مقاومة للأدوية".
وفي ظل الاحتفال بالأسبوع العالمي للتوعية بالمضادات الحيوية في الفترة من 18 إلى 24 نوفمبر/تشرين الثاني نتذكر أن المضادات الحيوية ثمينة ولدينا جميعا مسؤولية مشتركة في الحفاظ عليها من خلال الاستخدام المسؤول لها باعتبارها وسيلة لمكافحة المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين.