أول مُؤَلَف عربي فصّل النغمات الموسيقية يطل من مكتبة الملك عبدالعزيز

المخطوطة النادرة من كتاب"الأدوار" هي من ضمن مقتنياتها التراثية العربية والإسلامية حيث تعمل المكتبة على حفظ مادة تراثية نوعية نادرة، تسهم في بيان ما وصل إليه تراثنا من مكانة راقية في الفنون والعلوم والآداب.

كشفت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بالرياض عن نسخة نادرة من مخطوطة كتاب: "الأدوار في الموسيقى"، وهي من ضمن مقتنياتها التراثية العربية والإسلامية حيث تعمل المكتبة على حفظ مادة تراثية نوعية نادرة، تسهم في بيان ما وصل إليه تراثنا من مكانة راقية في الفنون والعلوم والآداب.  

ومخطوطة الكتاب من تأليف صفي الدين عبدالمؤمن بن يوسف أبي المفاخر الأرموي البغدادي (693هـ/ 1293 م -1294) والأرموي نسبة إلى أرمينيا من بلاد أذربيجان، وهي مواطن آبائه، وقد عاش ببغداد في القرن السابع الهجري.  

وتبدأ المخطوطة التي ربما تعود إلى النصف الثاني من القرن العاشر والنصف الأول من القرن الحادي عشر؛ وعليها تاريخ نظر واطلاع سنة 1058 هـ، (بين سنتي 1648 و1649 م) وهي نسخة تامة ومجلبة تخليدا حديثا لا يعود إلى زمن كتابتها، كما أنها بحسب ورقة العنوان فيها كانت ضمن مجموع في مؤلفات عدة هذا المخطوط أولها.  

يقول مؤلفها صفي الدين: "أما بعد فقد أمرني من يجب عليّ امتثال أوامره والتيمّن بالسّعي في مرامي خواطره، وهو مولانا ملك الفضلاء، ومفخر النبلاء وسلطان العلماء وتاج الوزراء وفريد دهره وقريع زمانه ووحيد وقته الخواجة نصير الملّة والحقّ والدّين كهف اللّاجئين وقبلة القاصدين، محمّد الطّوسي أعلا اللّه شأنه فأنار في سائر الآفاق برهانه، أن أضع له مختصرا في معرفة النّغم ونسب أبعاده وأدواره، وأدوار الإيقاع وأنواعه، على نهج يفيد العلم والعمل، فبادرت إلى ما أمر به ممتثلا، وبيّنت، ممّا سنح للخاطر فيه، ما إذا أمعن النّاظر فيه انكشف له ما لم يتفطّن إليه الأكثر ممّن أفنى جلّ زمانه في هذه الصّناعة".  

ويضيف مصنفها الأرموي البغدادي في المستهل:" وجعلت مداره أوّلا على وتر واحد لئلّا يتعذّر على المبتدئ استخراجه، وذلك لأنّ الأصعب على من يروم المباشرة عملا هو اصطحاب الأوتار، والوتر الواحد لا يفتقر إلى اصطحاب، إذ الاصطحاب هو نسبة مطلق وتر إلى آخر، ورتبته خمسة عشر فصلا ".

'الأدوار في الموسيقى'
من تأليف صفي الدين عبدالمؤمن بن يوسف أبي المفاخر الأرموي البغدادي

ومما جاء في طبقات الأدوار: "وأنت يمكنك أن تفرض أول الأدوار أي نغمة شئت، مثاله : : إذا أردنا أن نجعل أوّل الأدوار (ب) مثلًا، فإذا أردنا دور (عشّاق)، فإنّا نجسّ (ب)، ثمّ (هـ)، ثمّ (ز)، ثمّ (ط)، ثمّ (يب)، ثمّ (يه)، ثمّ (يو)، ثمّ (يط )فهذه الأدوار، في غير مواضعها، تسمّى « طبقات »، والطّبقات بأسرها سبعةُ عشر، بعدد النّغمات "  

يذكر ان صفي الدين الأرموي البغدادي (613-693هـ) (1216-1294م) له كتابان وهما: " كتاب الأدوار" ويعد من أعظم كتب الموسيقى العربية في زمن آخر الخلافة العباسية، وكتاب آخر بعنوان:" الرسالة الشريفة في النسب التأليفية"  

 كما اشتهر عنه قيامه بتدريس العديد من التلاميذ في الخط والموسيقى، وكتب العديد من الأطروحات.  

ويعد كتابه الأدوار في الموسيقى من أشهر المؤلفات في الموسيقى لأنه من أوائل كتب الموسيقى في العربية قام فيه المؤلف بتفصيل النغم، وجعل أساسها مرتكزًا على (17) نغمة تخرج من ثلاثة أصناف من الأبعاد الصغار، وهو أيضا أول كتاب صنف الأجناس اللحنية بمسمياتها المصطلح عليها في سبعة أنواع.  

كما نظر مؤلفه في تدوين نغم الأركان وإيقاعاتها، وقد استعمل فيها الحروف العربية الدالة على النغم ثم قرنها بالأعواد لتدل على مدّات أزمنتها في أدوار الإيقاعات.  

وتوجد للكتاب عدة مخطوطات منسوخة بالمتحف البريطاني والمكتبة الوطنية بالنمسا، والمكتبة الجامعية بفيلاديلفيا بالولايات المتحدة الأمريكية، وفي المكتبات الوطنية بكل من تركيا وبغداد والقاهرة وتحتفظ المكتبة بهذه المخطوطة النادرة التي كتبت قبل ما يقرب من خمسة قرون.