أين ستكون ضربة سلامي؟

يتحدث قادة الحرس الثوري وكأن جيش الولايات المتحدة من جيوش دول العالم الثالث.

الظروف والاوضاع تسير بصورة وكأنها تبدو مواتية لحدوث المواجهة الاميركية ـ الايرانية المتوقعة، خصوصا إذا ما أخذنا بنظر الاعتبار التصريحات النارية الصادرة من طهران والتحضيرات العسكرية غير المسبوقة للولايات المتحدة ردا على ما تراه خطرا محتملا لطهران على المنطقة. وتبدو الاجواء متجهمة وعابسة في طهران خصوصا وإن ترامب يسحب ضاغطا بقوة الحبل الاقتصادي الذي لفه حول عنق النظام في طهران، بحيث إن الرئيس الايراني روحاني يجد نفسه مضطرا للإعتراف بأن البلاد تمر بمرحلة عصيبة أكثر من تلك التي كانت عليها خلال الحرب العراقية الإيرانية، مضيفا بأن صعوبة المرحلة الناجمة عن العقوبات الأميركية وقطع جميع الصادرات الإيرانية.

هذه الاوضاع غير المسبوقة من جراء العقوبات والضغوط الاميركية التي لا تجد طهران من مجال ومنفذ واسلوب وطريقة للتقليل من آثارها السلبية، يسعى قائد الحرس الثوري الإيراني، اللواء حسين سلامي، للإيحاء بأن الامور في الجانب العسكري على العكس ولصالح إيران الى الحد الذي يصرح فيه خلال جلسة سرية للبرلمان الايراني كان حاضرا فيها بأنه إذا أقدمت أميركا على خطوة فسنوجه لها ضربة في الرأس!

سلامي الذي لم يوضح من يعني بالرأس الاميركي لكنه استطرد ليتكلم بما يوحي بأن نظامه يمسك بزمام الامور عسكريا وإنه متفوق على الاميركيين، قائلا: "الحرب الاميركية ضد ايران غير ممكنة لان اميركا لا تملك القدرة والجراءة على شن الحرب ضد ايران، وما يمنع ذلك هو قوة قواتنا المسلحة من جانب ونقاط الضعف لحاملات الطائرات الاميركية من جانب اخر، لذا فان اميركا لن تقدم على مثل هذه المخاطرة"! وهكذا قام سلامي بحل الازمة القائمة من جانبها بوجهة نظر عسكرية تعاملت كما لو إن الولايات المتحدة في مستوى أحد بلدان المنطقة قياسا ومقارنة بإيران.

لو قمنا بمقارنة قدرات وإمكانيات البلدين عسكريا من مختلف النواحي، لوجدنا إن كما ترى معظم الاوساط العسكرية المتخصصة بأن الكفة ترجح وبصورة واضحة جدا لصالح الولايات المتحدة، وإن القادة العسكريين الايرانيين يعلمون جيدا بأن المواجهة فيما لو وقعت فإن إيران سترى قيامة سواء من تلك التي شهدها العراق وشهدتها ليبيا، ولذلك فإن الكثير من المراقبين السياسيين والعسكريين يرجحون بأنه ليس أمام طهران إلا التنازل أو خوض غمار حرب خاسرة سلفا بموجب كل الحسابات!