إسرائيل تخشى "انتقام" بايدن بعد فوز ترامب في الانتخابات
القدس - قال موقع واي نت نيوز العبري في تحليل بمناسبة إعلان المرشح الجمهوري دونالد ترامب فوزه في سباق الرئاسة، إن مسؤولين إسرائيليين قلقون بشأن عدة سيناريوهات قد يتخذها الرئيس الأميركي جو بايدن ضد إسرائيل في الأشهر المتبقية له في منصبه في ما يتعلق بالحرب في غزة والقضايا في الأمم المتحدة.
وتابع أن نتيجة الانتخابات توفر ارتياحا لائتلاف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي نشب خلاف بينه وبين إدارة الرئيس الحالي جو بايدن بشأن الحروب في غزة ولبنان.
ونقل عن أحد مستشاري نتنياهو قوله الأربعاء بعد ليلة بلا نوم قضاها في مراقبة نتائج الانتخابات الأميركية "هناك مجال للتفاؤل". وبعد فترة وجيزة وحتى قبل أن تعلن شبكات التلفزيون الأميركية الكبرى فوز دونالد ترامب، كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بالفعل من بين أوائل من هنأه.
ويمكن القول إن نتنياهو راهن بكل قوته على فوز ترامب. كانت هذه النتيجة المفضلة بالنسبة له، على الرغم من التوترات السابقة والتصريحات غير المحببة التي أدلى بها ترامب عنه.
ويعتقد رئيس الوزراء أنه قادر على العمل بشكل جيد مع ترامب ويعتقد أن أولئك الذين يؤثرون عليه "على الجانب الصحيح". وبالمقارنة بالإدارة الديمقراطية التي احتقرته وسعت إلى إسقاطه، فإن نتنياهو مقتنع بأن ترامب هو الخيار الصحيح لإسرائيل.
ولكن ماذا يعني هذا بالنسبة لإسرائيل؟ أولا، من الضروري أن ندرك أن البلاد تدخل فترة حرجة، فمن الآن وحتى تنصيب ترامب في 20 يناير/كانون الثاني، يتمتع الرئيس الأميركي جو بايدن بكامل السلطة للتصرف كما يشاء. ويتعين على إسرائيل أن تدرس إمكانية أن يستغل بايدن هذه المرة لتصفية الحسابات مع نتنياهو.
ويشعر المسؤولون بالقلق إزاء تكرار قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في 23 ديسمبر/كانون الأول 2016، عندما اتخذ باراك أوباما في أيامه الأخيرة في منصبه، خطوة غير عادية بالامتناع عن استخدام حق النقض الأميركي في المجلس، مما سمح بمرور قرار ضد المستوطنات اليهودية. وقد أدت هذه الخطوة إلى تعقيد إسرائيل قانونيا وفتح الباب أمام دعاوى قضائية محتملة في المحاكم الدولية في لاهاي. والآن يخشى نتنياهو حدوث سيناريو مماثل.
ويبدو أن بايدن سيستغل الشهرين الأخيرين من ولايته لتكثيف الضغوط من أجل التوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن والمطالبة بتنازلات من نتنياهو، مثل الانسحاب من ممر فيلادلفيا وتحركات مماثلة.
ومن المرجح أن يدفع بايدن نحو المضي قدما في الاتفاق الدبلوماسي بين إسرائيل ولبنان وهو الاتجاه الذي يبدو أن نتنياهو يدعمه، على عكس الجهود الرامية إلى إنهاء الحرب في قطاع غزة.
وبالإضافة إلى ذلك، سيسعى نتنياهو إلى إقامة تعاون كامل مع ترامب وفريقه في ما يتعلق بإسرائيل بعد الحرب على كافة الجبهات: لبنان وغزة وإيران والرهائن. ومن المرجح أن يتلقى رئيس الوزراء الإسرائيلي دعوة لزيارة البيت الأبيض بعد وقت قصير من تنصيب الرئيس. وحتى ذلك الحين، سيحتاج إلى الإبحار في مياه مضطربة خلال هذين الشهرين.
ولكن لا أحد يتصور أن الحياة مع ترامب ستكون مليئة بالورود بالنسبة لنتنياهو، فترامب أيضا يريد إنهاء الحروب في لبنان وغزة. وقد قال هذا عدة مرات ويؤمن حقا بإنهاء هذه الصراعات ولذلك فإن نتنياهو سوف يحتاج إلى التنسيق معه عن كثب للوصول إلى هذا الهدف مع تحقيق أكبر قدر ممكن من الإنجازات وأقل قدر ممكن من التنازلات.
وسوف يضطر رئيس الوزراء أيضا إلى اتخاذ قرار بشأن سفيره الجديد في واشنطن قريبا. ومن المرجح ألا يمدد فترة ولاية مايك هيرتزوغ، بل سيختار بدلا من ذلك سفيرا جديدا. ويرغب نتنياهو في عودة رون ديرمر إلى واشنطن ـ ولكن ديرمر غير راغب في ذلك. ومن بين المرشحين المذكورين لهذا المنصب المستشار السياسي لنتنياهو، أوفير فالك.
ومن بين الأسئلة الرئيسية المطروحة هو من سيكون ضمن الدائرة الداخلية لترامب. وتأمل إسرائيل أن ترى شخصا مثل مايك بومبيو وزيرا للدفاع. ومن الممكن أيضا أن يتولى السفير السابق لترامب في إسرائيل، ديفيد فريدمان، دورا بارزا، وهو ما من شأنه أن يرضي قطاع المستوطنين اليهود إلى حد كبير.
لقد نشر فريدمان وهو مؤيد قوي لإسرائيل ومؤيد للاستيطان، خطة سياسية لمستقبل إسرائيل، يتضمن جزء كبير منها تطبيق السيادة على الضفة الغربية. إن فوز ترامب يحيي حلم اليمين في القيام بذلك.
وعلاوة على ذلك، فإن فوز الجمهوريين قد يعزز بشكل كبير التطبيع بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية. إن فرص بايدن في تأمين صفقة تطبيع في الشهرين المتبقيين له منخفضة لأن ذلك لن يحدث بدون وقف إطلاق النار ومن المرجح أن يوفر نتنياهو هذا الإنجاز لترامب.
وهناك قضية أخرى تتعلق بإيران، فمن ناحية، إذا هاجمت إسرائيل، فإن طهران تخاطر برد قاس من بايدن الذي أصبح الآن خاليا من الضغوط السياسية. ومن ناحية أخرى، قد تتجنب إيران تصعيد التوترات مع إسرائيل قبل تولي ترامب منصبه مباشرة، نظرا لموقفه العدواني ضد طهران خلال ولايته السابقة.
وفي كلتا الحالتين، سيكون فوز ترامب عاملا في القرار النهائي لإيران بشأن ما إذا كانت ستضرب إسرائيل أو تمتنع عن الرد المخطط له.
وقد يؤدي فوز ترامب أيضا إلى تقليل احتمالات إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحق نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت، حيث نجح بايدن في السابق في منع العقوبات ضد المحكمة الجنائية الدولية والتي قد يهدد ترامب الآن بإعادة فرضها.
إسرائيل تحتفي بفوز ترامب وتتوجس من بايدن
واحتفى نتنياهو وأنصاره والمستوطنون بعودة دونالد ترامب المتوقعة لرئاسة الولايات المتحدة بعد أن أعلن فوزه في الانتخابات التي جرت قبل ساعات. وأشادوا بمن وصفه زعيم لحركة استيطانية إسرائيلية بأنه حليف سيدعمهم "دون قيد أو شرط"، بينما عبر مسؤولون عن قلقهم بشأن عدة سيناريوهات قد يتخذها الرئيس جو بايدن ضد إسرائيل في الأشهر المتبقية له في منصبه في ما يتعلق بالحرب في غزة وقضايا الأمم المتحدة.
وهنأ نتنياهو ترامب وقال إن الرئيس الأميركي السابق على وشك تحقيق "أعظم عودة في التاريخ"، مضيفا في بيان "عودتك التاريخية إلى البيت الأبيض تمنح الولايات المتحدة بداية جديدة وتجدد الالتزام بالتحالف العظيم بين إسرائيل والولايات المتحدة" وهو نفس الموقف الذي عبر عنه زعماء الأحزاب الدينية القومية اليمينية المتطرفة في ائتلاف نتنياهو.
وقالت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في بيان إن "موقفنا من الإدارة الأميركية الجديدة، يعتمد على مواقفها وسلوكها العملي تجاه شعبنا الفلسطيني وحقوقه المشروعة وقضيته العادلة" لكنها دعت إلى "وقف الانحياز الأعمى" لإسرائيل.
وقال سامي أبوزهري القيادي بحركة حماس لرويترز "ندعو ترامب إلى الاستفادة من أخطاء (الرئيس جو) بايدن".
وتمثل النتيجة ارتياحا لائتلاف نتنياهو الذي نشب خلاف بينه وبين إدارة الرئيس الحالي جو بايدن بشأن الحروب في غزة ولبنان والتي أثارت احتجاجات في جميع أنحاء العالم وجعلت إسرائيل معزولة على نحو متزايد دوليا.
وبينما كان العالم يتابع انتخابات الرئاسة الأميركية خلال الساعات الماضية، استغل نتنياهو الفرصة لإقالة وزير الدفاع يوآف غالانت الذي كان من بين الوزراء الإسرائيليين الذي تفضل إدارة بايدن والجيش الأميركي الحوار معهم.
وقال إفرايم سنيه وهو بريجادير جنرال سابق في الجيش الإسرائيلي "الإدارة (الأميركية) الحالية تثق في الوزير غالانت".
وأدت إقالة غالانت، في خضم حرب متعددة الجبهات تنذر بالتحول إلى مواجهة شاملة مع إيران، إلى خروج محتجين إلى الشوارع في إسرائيل، لكن معسكر نتنياهو رحب بالإقالة.
وقال يسرائيل كاتس الذي خلف غالانت في المنصب وكان يشغل منصب وزير الخارجية، إن فوز ترامب من شأنه أن يعزز التحالف مع إسرائيل ويساعد في تأمين عودة 101 رهينة ما زالوا في غزة.
مكاسب كبيرة
وحققت إدارة ترامب الأولى مكاسب كبيرة لنتنياهو عندما خالفت معظم دول العالم واعترفت بالقدس عاصمة لإسرائيل وبالسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان.
لكن بورجو أوزجيليك، الباحثة في معهد رويال يونايتد سيرفيسز في لندن قالت إنه من غير الواضح ما إذا كانت إدارة ترامب الجديدة ستقدم نفس الدعم في خضم حرب من الممكن أن تنجر لها الولايات المتحدة مباشرة، مضيفة "الأمر الذي يتصدر قائمة معقدة من الأمور المجهولة هو مدى النفوذ الذي قد يتمتع به ترامب على نتنياهو".
وعلى الرغم من الخلافات بين نتنياهو وبايدن، قدمت الإدارة الأميركية دعما غير محدود لإسرائيل منذ هجوم حماس في السابع من أكتوبر الذي أعقبته الحرب على قطاع غزة.
ورحب زعماء المستوطنين في إسرائيل بنتائج الانتخابات بعد أن فرضت إدارة بايدن عقوبات وجمدت أصول جماعات استيطانية ومستوطنين ضالعين في أعمال عنف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة.
وقال يسرائيل غانتس، رئيس مجلس يشع للمستوطنين، في بيان لرويترز "نتوقع أن يكون لدينا حليف يقف إلى جانبنا دون قيد أو شرط بينما نخوض حروبا مع الغرب بأكمله".
وفي استمرار للتوترات، قال الجيش الإسرائيلي إن نحو عشرة صواريخ أطلقت من لبنان على إسرائيل اليوم الأربعاء مستهدفة مواقع بما في ذلك مدينة تل أبيب الساحلية دون وقوع إصابات. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن صاروخا سقط بالقرب من مطار بن غوريون الرئيسي في إسرائيل.
وأظهر استطلاع أجراه المعهد الإسرائيلي للديمقراطية أن ثلثي الإسرائيليين تقريبا يعتقدون أن ترامب سيكون أفضل لإسرائيل من منافسته كامالا هاريس مرشحة الحزب الديمقراطي.
وقال أحد المقيمين بالقدس ويدعى نيسيم أتياس "أعتقد أنه أمر جيد لإسرائيل... لقد برهن على ذلك عندما كان رئيسا في المرة الماضية، فقد نقل السفارة من تل أبيب إلى القدس، وكل ما قاله فعله".