غروسي في إسرائيل بعد اتهام بينيت لإيران بسرقة وثائق سرية
القدس - وصل المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي إلى إسرائيل في زيارة لم يعلن عنها مسبقا ومن المقرر أن يعقد اجتماعا رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، وفق ما أعلن الخميس مكتب بينيت.
ولم يذكر البيان مزيدا من التفاصيل، لكن زيارة غروسي لتل أبيب تأتي بعد أيام قليلة من قول بينيت إن إيران سرقت وثائق سرية للوكالة الدولية واستفادت منها من أجل إخفاء عناصر بشأن برنامجها النووي.
وكتب الثلاثاء الماضي تغريدة على تويتر قال فيها إن إيران "سرقت وثائق سرية للوكالة واستخدمت هذه المعلومات للإفلات بشكل منهجي من عمليات التفتيش" المتعلّقة ببرنامجها النووي، مرفقا رسالته بروابط تقود إلى وثائق بالفارسية قدمت على أنها سرية ومترجمة إلى الانكليزية.
وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية كشفت في 25 مايو/أيار، أن طهران استحصلت على وثائق سرّية من الوكالة الدولية، ساعدتها في بلورة خطط لـ"التهرب" من تحقيقاتها بشأن أنشطتها السابقة.
وأوضحت أن القضية تعود إلى مطلع الألفية الثالثة وأن السجلات التي تكشف حصولها كانت ضمن وثائق الأرشيف النووي الإيراني التي حصلت عليها إسرائيل بعد عملية استخباراتية نفذتها في طهران في 2018.
وللوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة دور محوري في التدقيق العالمي في برنامج إيران النووي الذي تعتبره إسرائيل تهديدا. وتقول طهران إن برنامجها النووي لأغراض سلمية.
كما تأتي الزيارة في خضم توتر بين طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية التي نشرت تقريرا تقييما قالت فيه إنها لم تحصل على "توضيحات" على أسئلتها بشأن العثور على آثار لمواد نووية في ثلاثة مواقع إيرانية هي مريوان ورامين وتورقوزآباد، والتي لم يسبق للجمهورية الإسلامية أن صرّحت عنها كمواقع شهدت أنشطة ذات طابع نووي.
الأربعاء، حذرت إيران من الرد على أي "إجراءات غير بناءة" تتخذها الوكالة الدولية للطاقة الذرية والتي أفادت بوجود آثار لمواد نووية في ثلاثة مواقع غير معلن عنها في إيران.
وقالت الوكالة إن مخزون اليورانيوم المخصب لدى إيران تجاوز الحد المسموح به بموجب اتفاق العام 2015 بأكثر من 18 مرة.
وليس واضحا على وجه الدقة ما إذا كان لزيارة غروسي لتل أبيب علاقة مباشرة بالاتهامات التي ساقها بينيت مؤخرا، لكن إسرائيل تتهم إيران على الدوام بقيادة برنامج نووي سري. كما تعارض بشدة جهود واشنطن وحلفائها الغربيين لإعادة إحياء الاتفاق النووي للعام 2015 الذي انسحب منه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في العام 2018 وردت طهران بعدها بانتهاكات واسعة لالتزاماتها النووية ومنها رفع مستوى تخصيب اليورانيوم من 3.67 بالمئة إلى 60 بالمئة وبدرجة نقاء عالية.
ويسود توتر شديد بين إيران وإسرائيل تفاقم بعد عملية اغتيال ضابط في الحرس الثوري الإيراني برتبة عقيد مؤخرا قرب العاصمة الإيرانية، اتهمت طهران الموساد الإسرائيلي بالوقوف وراءها.
وأجرت عشرات المقاتلات الإسرائيلية هذا الأسبوع مناورات فوق البحر الأبيض المتوسط فيما نفذت سفن حربية مناورات في البحر الأحمر على ما أعلن الجيش الخميس في إطار استعداده لمختلف "السيناريوهات" مع إيران.
ويتزامن ذلك مع توتر مرده توقف جهود إحياء الاتفاق النووي الإيراني الذي بدأت الجمهورية الإسلامية مباحثات تتعلق به مع القوى الكبرى في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. ويرمي الاتفاق إلى منع إيران من تطوير سلاح نووي.
وقال الجيش الإسرائيلي "نستعد ونتدرب باستمرار لمجابهة أي سيناريو محتمل بما في ذلك التهديدات الإيرانية"، مضيفا في بيان الأربعاء أن "عشرات الطائرات الحربية الإسرائيلية أجرت تدريبات جوية فوق البحر الأبيض المتوسط لمحاكاة الطيران البعيد المدى".
وأضاف أن الطائرات نفذت الثلاثاء تدريبات "محاكاة لرحلة طيران بعيدة المدى والتزود بالوقود في الجو وضرب أهداف بعيدة".
وأجريت التدريبات خلال تمرين حمل اسم "مركبات النار" كان من المزمع إجراؤه في مايو/ايار العام الماضي في ظل النزاع مع الفلسطينيين لكن التصعيد الدموي مع قطاع غزة حينها والذي استمر لمدة 11 يوما تسبب في تأجيله.
والخميس أكد الجيش الإسرائيلي إن طواقم من "السفن الحاملة للصواريخ وأساطيل الغواصات" أكملت "تدريبا معقدا وطويلا في البحر الأحمر".
ونقل البيان عن القائد العام للبحرية ديفيد ساعر سلمي أن "هذا التدريب الموسع يحاكي سيناريوهات مختلفة بينها التفوق العسكري البحري والحفاظ على المناورات الحرة في المنطقة".