إشعاعات الهاتف الذكي تكبل أدمغتنا

الإشعاع الكهرومغناطيسي الصادر عن الهواتف المحمولة يؤدي الى حدوث تغيرات في وتيرة عمل موجات الدماغ ويعطل الأداء الطبيعي للجسد.

واشنطن - أجرى علماء من مستشفى أيميس تجربة إكلينيكية لدراسة تأثير إشعاعات الهواتف الذكية على نشاط الدماغ، وخلصوا الى انها تكبل نشاطه وتفاقم الشعور بالإرهاق.
واستنتج الباحثون بالاستناد الى دراسات موسعة ان الهواتف الذكية تسبب الارهاق والصداع، واضطرابات النوم واضطرابات الذاكرة والتشويش الذهني وسرعة الانفعال وآلام اليد وأوجاع الرقبة وانخفاض الرؤية أو فقدانها.
ومن المتعارف عليه ان الاستخدام المكثف ولفترات طويلة للهواتف الذكية يؤدي الى تراجع حدة البصر بسبب الضوء الأزرق المنبعث منها والذي يضر الشبكية والقرنية في العين.
كما يؤثر الضوء القوي المشع الصادر من الهواتف الذكية على وظائف هرمون الميلاتونين المسؤول عن النوم والاستيقاظ.
ومن الاثار السلبية غير الشائعة للاستخدام المفرط للهواتف الذكية اضرارها ببعض الأصابع حيث تسبب الحركة الدائمة على الشاشة بالمسح أو النقر في التهاب الوتر والغمد وفرط الحساسية الكهرومغناطيسية ومتلازمة النفق الرسغي.
كما تظهر حالات متزايدة من مشاكل الأصابع لدى مستخدمي الهواتف تتمثل في الشعور بالألم أو الحساسية أو بعض الرجفان البسيط غير الملاحظ بالعين المجردة.
وتعرض مشاركون لا يعانون من اضطرابات عصبية في الدراسة الجديدة للإشعاع الكهرومغناطيسي من الهواتف الذكية ولاحظ الخبراء تغيرات في وتيرة عمل الدماغ لديهم.
وقام العلماء أثناء التجربة بتقييم النشاط الكهربائي في الدماغ.
وقال الدكتور منغاري تريباثي، رئيس قسم الأعصاب في مستشفى أيميس "هناك أربع موجات تنبعث من دماغنا وهي موجات ألفا وبيتا وثيتا ودلتا، وتمثل كل منها أنشطة مختلفة للدماغ. اخترنا 30 متطوعاً وجعلناهم يتحدثون على الهاتف لمدة 5 دقائق، ثم أعطيناهم استراحة وفحصنا نشاط أدمغتهم. وعندما قمنا بتحليل البيانات، تبين أن موجات ألفا وثيتا - وهي الموجات المرتبطة بالشعور بالاسترخاء - أظهرت موجات متقلبة، مما يعني أن الجسم تعرض للإرهاق".
واعتبر أن إشعاعات الهاتف الذكي تعطل الأداء الطبيعي للجسد، وبالتالي يتعين على خلايا الجسم العمل بجدية أكبر لتحقيق التواصل.
وشددت دراسات سابقة على ان ادمان استخدام الهواتف الذكية يعيد تشكيل بعض مناطق الدماغ، ويؤثر سلبا على القشرة الدماغية المسؤولة عن استجابة المخ للمتطلبات اليومية.
واظهرت نتائج أولية لدراسة واسعة أجرتها المعاهد الوطنية الأميركية للصحة وكشفت عنها محطة "سي بي أس"، أن دماغ الأطفال الذين يمضون وقتا طويلا أمام شاشات الاجهزة الذكية بما في ذلك الهواتف الذكية يظهر تغيّرات.
وأظهرت النتائج الأولية وجود "مسارات مختلفة في دماغ الأطفال الذين يمضون أكثر من سبع ساعات يوميا أمام جهاز ذكي أو ألعاب إلكترونية".
وتبين وجود تراجع في سماكة قشرة الدماغ بشكل مبكر وهي القشرة الخارجية التي تعالج بيانات الحواس المرسلة إلى الدماغ.
وحذر أطباء من جمعية طب الأطفال في اليابان من حصول أمراض جديدة للأطفال ناجمة عن الهواتف الذكية تتمثل في تأخر النطق الناجم عن استخدامها لوقت طويل وبالتالي تراجع التواصل مع الأشخاص.
وأفادت الدراسة أيضاً أن الاستخدام المفرط للهواتف لدى الأطفال يضعف القدرة على التركيز.
وتتابين الدراسات حول صحة تورط الأجهزة الذكية في اصابة مستخدميها بالسرطان والعقم. 
وفندت دراسة بجامعة مانشستر البريطانية أبحاث سابقة اعتبرت أن المجال المغناطيسي للهواتف المحمولة يؤثر على صحة الإنسان ويودي الى اصابته بالسرطان والعقم.
وأكدت الدراسة أن البروتينات الرئيسية الموجودة في جسم الإنسان لا تتأثر بالحقول المغناطيسية للهواتف المحمولة وبالتالي فانها لا تؤثر على صحة الانسان، وهو ما يتناقض مع دراسات عديدة سابقة أوضحت أن الحقول الكهرومغناطيسية المنبعثة من هذا المصدر يمكن أن تؤثر على الخصوبة والدماغ وتسبب السرطان.