إمكانية تسلل مليوني فيروس من الحيوان إلى الإنسان

رئيس منظمة صحية بيئية يؤكد على ضرورة فهم الشفرة الوراثية للفيروسات من اجل تطوير الأدوية واللقاحات، وخبراء يعتبرون أن الأوبئة يصعب التحكم فيها في عالم يشهد نزاعات طويلة الأمد.
عدوى سريعة الانتشار يمكن أن تفتك بالملايين وتعطل اقتصاد العالم
أنظمة الصحة في الدول الفقيرة تنهار عند ظهور الأوبئة

واشنطن - أوصى رئيس منظمة صحية بيئية بضرورة اهتمام الأوساط العلمية بالأبحاث المتعلقة بالفايروسات المتعلقة بالحيوانات، واعتبر ان هناك ما يقرب من مليوني فيروس غير معروف يتربص بالحيوانات يمكن أن ينتقل الى البشر.
ويشدد باحثون على ضرورة فهم الشفرة الوراثية للفيروسات من أجل تطوير الأدوية واللقاحات المناسبة.
وحذر خبراء أن العالم يواجه تهديدا متناميا من أمراض وبائية قد تقتل ملايين الأشخاص وتلحق ضررا جسيما بالاقتصاد العالمي، وطالبوا الحكومات بضرورة العمل على الاستعداد للحد من هذا الخطر.
ويعتقد الدكتور بيتر داسزاك، رئيس منظمة EcoHealth Alliance أن العلماء يجب أن يبذلوا قصارى جهدهم لفهم الشفرة الوراثية للفيروسات التي تعيش في الحيوانات، من أجل منع تفشي الأمراض في المستقبل.
وقال داسزاك في تصريحات اعلامية "لقد حللنا عدد الفيروسات غير المعروفة التي يمكن أن تظهر في المستقبل ونقدر أن هناك نحو 1.7 مليون من النوع الذي يمكن أن يصيب البشر، إنه تهديد مستقبلي كبير حقا".
وأضاف: "إننا نعرف فقط ألفي فيروس، وننتظر ظهورها في المستقبل".
وتختلف الآراء والدراسات العلمية حول صحة نقل الحيوانات لفيروس كورونا الذي تم تصنيفه على انه جائحة عالمية الى البشر.
ومنذ ظهور وباء كوفيد-19، جرى الإبلاغ عن بعض حالات لحيوانات أليفة أصيبت بالفيروس الذي يتسابق العلماء لهزيمته.
خلصت وكالة صحية فرنسية عامة إلى عدم وجود أي دليل على أن الحيوانات المنزلية القليلة التي أصيبت بفيروس كورونا المستجد يمكنها نقل العدوى للبشر، لكنها دعت إلى احترام بعض قواعد النظافة الأساسية.
وشددت وكالة "أنسيس" الصحية العامة الفرنسية على أن هذه الحالات "متفرقة ومعزولة نسبة إلى التفشي الكبير للفيروس لدى البشر". 
واعتبرت الوكالة الصحية أن الإصابات الحيوانية التجريبية الأولى التي نشرت النتائج في شأنها لم تحظ بمصادقة علماء آخرين تظهر أن الخنازير والدجاج والبط لا تتلقى الفيروس فيما الكلاب يمكن أن تتلقاه "بدرجة قليلة".
في المقابل، تواجه الهررة خصوصا الصغيرة خطر التعرض للإصابة، كذلك الأمر بالنسبة للنمس والهامستر وهي حيوانات يمكن أن تظهر عليها أعراض سريرية أيضا.
وحذر مجلس رصد التأهب العالمي، الذي انعقد بمشاركة مجموعة البنك الدولي ومنظمة الصحة العالمية، من أن الأمراض الفيروسية التي تتحول إلى أوبئة مثل الإيبولا والإنفلونزا ومرض التهاب الجهاز التنفسي الحاد (سارز) وكورونا، يصعب بشكل متزايد التحكم فيها في عالم يشهد نزاعات طويلة الأمد ودول هشة وهجرة قسرية.
وقال المجلس في تقرير "التهديد بتفشي اي وباء حول العالم تهديد حقيقي".
واضاف "إن عدوى سريعة الانتشار يمكنها أن تقتل الملايين وتعطل الاقتصادات وتزعزع الأمن الوطني، وفي حالة ظهور وباء فإن الكثير من أنظمة الصحة، لاسيما في الدول الفقيرة، ستنهار.
ودعت منظمة الصحة العالمية الحكومات إلى "الانتباه للدروس التي نتعلمها من تفشي الأمراض الوبائية" وإلى "الاستعداد قبل نزول البلاء" وطالبت بضرورة الاستثمار في تعزيز أنظمة الصحة وضخ المزيد من التمويل لأغراض البحث العلمي وتحسين التنسيق وأنظمة الاتصال.