إيران تدخل في خلافات مع ألمانيا وفرنسا بشان احتجاز سفينتين يونانيتين
طهران - انتقدت وزارة الخارجية الإيرانية الأربعاء "تدخل" فرنسا وألمانيا في قضية احتجازها لناقلتي نفط يونانيتين، وذلك ردا على إدانة باريس وبرلين الخطوة التي قامت بها طهران.
وأتى إعلان الحرس الثوري الإيراني عن توقيف الناقلتين الجمعة، وسط توتر بين طهران وأثينا على خلفية إعلان الأخيرة أنها ستسلّم واشنطن نفطا إيرانيا كان على متن ناقلة تحتجزها، في إطار العقوبات الاقتصادية الأميركية على الجمهورية الإسلامية.
ودانت الخارجيتان الألمانية والفرنسية في بيانين منفصلين الإجراء الإيراني، واعتبرتا أنه يخالف القانون الدولي، ودعتا إيران للافراج عن السفينتين وطاقميهما.
واعتبر المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده في بيان إن "مثل هذه التدخلات غير اللائقة في الإجراءات القضائية المستقلة لإيران لن تساعد في حل القضايا".
وتابع "لذلك، كما أبلغنا السلطات اليونانية، من الأفضل اتخاذ إجراءات لحل هذه القضايا بالطرق القانونية والقضائية بدلاً من التحركات السياسية والإعلامية".
وكانت برلين اعتبرت أن الخطوة الإيرانية تشكل "تدخلا غير مبرر في الملاحة التجارية وبالتالي تعدّ انتهاكا جسيما للقواعد الدولية"، في حين طالبت باريس إيران "بالكف الفوري عن القيام بأعمال" تنتهك "قواعد القانون الدولي"، والافراج "الفوري عن الناقلتين وطاقميهما".
وأبدى خطيب زاده رفض إيران "مثل هذه التصريحات الأحادية الجانب وغير المبررة، والتي يبدو أنها أصبحت عادة مترسخة لدى مصدريها".
وأبدى أسفه لاحتجاج ألمانيا وفرنسا "على الإجراءات القانونية التي تعتمدها إيران، فيما تلزمان الصمت إزاء التوقيف غير القانوني للسفينة التي ترفع العلم الإيراني من قبل السلطات اليونانية وتفريغ حمولتها".
وكان الحرس الثوري أعلن أن بحريته أوقفت الناقلتين "بسبب مخالفات ارتكبتهما في الخليج الفارسي"، من دون أن يحدد طبيعة هذه المخالفات.
وسارعت اليونان الى اتهام إيران بـ"القرصنة"، داعية مواطنيها الى تجنب السفر الى الجمهورية الإسلامية.
وأشارت الى أن إحدى الناقلتين "دلتا بوسايدون" كانت تبحر في المياه الدولية، فيما كانت الثانية التي لم تذكر اسمها، موجودة على مقربة من السواحل الإيرانية.
وأفادت أن تسعة يونانيين هم ضمن طاقمي السفينتين، رافضة تحديد عدد البحارة الآخرين على متنهما.
وأكدت إيران أن أفراد الطاقم "في صحة جيدة"، مشيرة الى أنهم لا يزالون على متن السفينتين ولم يتم اعتقالهم.
وتزيد هذه التطورات من التعقيدات المرتبطة بالملف النووي الايراني وسط جهود لاحياء المفاوضات والتوصل لاتفاق نهائي ينهي العقوبات الاميركية ويعيد طهران الى التزاماتها النووية.
وبدت محادثات إحياء الاتفاق النووي قريبة من النجاح في مارس/آذار، إلا أن الآمال تحطمت بسبب مطالب روسية في اللحظة الأخيرة ومسألة ما إذا كانت واشنطن سترفع اسم الحرس الثوري الإيراني من قائمتها للإرهاب.
ووعد الاتفاق النووي المبرم عام 2015 خلال عهد الرئيس السابق باراك أوباما وكان بايدن حينها نائبا للرئيس، برعاية الدول العظمى، بتخفيف العقوبات الاقتصادية عن إيران التي بحسب مفتشين كانت تلتزم بالقيود الشديدة المفروضة على برنامجها النووي.
وانسحب ترامب من الاتفاق في 2018 وأعاد فرض عقوبات أحادية الجانب واسعة النطاق وتطال قطاع النفط الإيراني، متوعدا بتركيع طهران.