إيران تريد تعويض خسائرها بحزمة استثمارات في سوريا

وزير الطاقة الإيراني يقول إن طهران توصلت إلى اتفاق مع دمشق لبناء محطة كهرباء قيمتها 400 مليون يورو في مدينة اللاذقية.
طهران تستغل عملية إعادة الاعمار لكسب المزيد من الاستثمارات

لندن - قال وزير الطاقة الإيراني الثلاثاء إن طهران توصلت إلى اتفاق مع دمشق لبناء محطة كهرباء قيمتها 400 مليون يورو (460 مليون دولار) في مدينة اللاذقية على الساحل السوري.

ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية شبه الرسمية عن وزير الطاقة رضا أردكانيان قوله إن مذكرة التفاهم وُقعت اليوم.

ويقول مراقبون إن ايران تريد تعويض خسائرها المادية والبشرية جراء انخراطها في الحرب السورية عبر كسب استثمارات في قطاعات متعددة في سوريا في اطار عملية اعادة الاعمار.

ووفقا لأرقام غير رسمية، فإن ألفين و400 عسكري إيراني على الأقل لقوا حتفهم في سوريا منذ بداية الأزمة في البلاد عام 2011.

وتقاتل الجماعات الإرهابية التي أسستها إيران في سوريا، مثل "لواء فاطميون" الذي شكلته من اللاجئين الأفغان المهاجرين إلى إيران و"لواء زينيبون" وغالبية أفراده من الميليشيات الباكستانية، في الصف الأول لدعم نظام بشار الأسد.

كما تدعم إيران جماعة حزب الله الشيعية اللبنانية التي ألقت بكل ثقلها العسكري دعما للأسد. ويشرف الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، على عمليات التدخل الإيرانية في الخارج.

أطماع ايرانية في السوق السورية

ويسلط مقتل الجنود الإيرانيين الضوء على الانخراط الإيراني الواسع في الحرب السورية والذي تبرره طهران بحماية المقامات الشيعية في سوريا وباتفاقيات عسكرية مع دمشق، مكررة مرارا أن وجودها يقتصر على مستشارين عسكريين دون انخراط مباشر في الصراع.

ونادرا ما تعترف إيران بمقتل عناصرها في الحرب السورية، فيما تحرص على إحاطة وجودها العسكري في سوريا بالكتمان، لكن مقتل عدد من جنرالاتها في معارك كسر الصمت الرسمي حيث أقرت الحكومة الإيرانية بذلك.

لكن تقارير غربية ومصادر من المعارضة السورية أكدت مرارا أن عدد القتلى الإيرانيين في سوريا أكبر بكثير مما هو معلن. ومن جانبه قال رئيس الأركان الإيراني محمد باقري إن بلاده ستواصل عملياتها في سوريا.

جاء ذلك في تصريح أدلى به باقري الاثنين في العاصمة طهران حول استهدف بلادده بالصواريخ البالستية، مواقع لتنظيم "داعش" الإرهابي في منطقة البوكمال التابعة لمحافظة دير الزور شرقي سوريا.

وأشار رئيس الأركان الإيراني إلى أن بلاده اتخذت العديد من الإجراءات خلال الأسبوع الأخير، من أجل "الرد المناسب" على هجوم الأهواز.

وأضاف أن المعلومات الاستخباراتية أكدت أن منفذي الهجوم مرتبطون بمجموعة مناهضة لإيران، وأن تنظيم "داعش" هي الجهة التي وجّهتهم من محافظة دير الزور السورية في تنفيذ الهجوم. ولفت إلى أن قادة المجموعة المناهضة لإيران المنفذة لهجوم الأهواز، متواجدون في أوروبا.

وقال باقري أن عملية استهداف مواقع داعش في سوريا كانت "ناجحة وقتل فيها العديد من قادة التنظيم". مضيفًا "هذه كانت البداية وسوف تتواصل (العمليات)، وعلى الإرهابيين أن يدركوا أن إيران ستنتقم".

وفي وقت سابق ذكر التلفزيون الرسمي الإيراني أنّ الحرس الثوري استهدف بـ 6 صواريخ بالستية متوسطة المدى، مواقع داعش في منطقة البوكمال السورية.