إيران تضع منشآتها النفطية في حالة تأهب قصوى

وزارة النفط الإيرانية تحث الشركات والمنشآت النفطية على أخذ الحيطة والحذر من هجومات سيبرانية ومادية محتملة في ظل العقوبات الأميركية على البلاد.

طهران - أمر وزير النفط الإيراني بيجان نمدار زنقنة رسمياً الأحد بوضع قطاع النفط في بلاده في "حال تأهّب قصوى" في مواجهة تهديدات بهجمات "مادية أو إلكترونية".

وحث زنقنة خلال كلمة ألقاها اليوم الأحد بمناسبة يوم الأمن والدفاع المدني القومي، جميع الشركات والمنشآت النفطية على ضرورة الحيطة والحذر إزاء تهديدات سيبرانية ومادية محتملة في ظل العقوبات الأمريكية التي تستهدف قطاع النفط في بلاده.

ونشر زنقنة رسالة يعتبر فيها أنه "من الضروري أن تكون كل الشركات والبنى التحتية في القطاع النفطي في حال تأهب قصوى في مواجهة تهديدات بهجمات مادية أو إلكترونية".

وأوضح زنقنة أن هذه الاحتياطات ضرورية في ضوء العقوبات الأميركية على إيران و"الحرب الاقتصادية الشاملة" التي تتهم الجمهورية الإسلامية واشنطن بشنّها ضدها.

وكانت تقارير بثتها وسائل إعلام أميركية قالت إن الولايات المتحدة تبحث احتمال شن هجمات إلكترونية على إيران.

وذكرت وكالة أنباء فارس شبه الرسمية أن رئيس الدفاع المدني، المسؤول أيضا عن أمن الإنترنت، دعا لتعزيز الإجراءات الأمنية في المنشآت الصناعية وقال "أعداؤنا يعتبرون الفضاء الإلكتروني أحد مجالات التهديد الرئيسية ضد الدول ولا سيما إيران".

ووردت تقارير الجمعة الماضية على مواقع التواصل الاجتماعي عن وقوع هجوم إلكتروني على بعض مصانع البتروكيماويات وشركات أخرى في إيران لكن هيئة حكومية مسؤولة عن أمن الإنترنت نفت نجاح الهجوم.

واتّهمت الرياض وواشنطن وبرلين ولندن وباريس، إيران بالوقوف خلف الهجمات الجوية التي استهدفت في 14 أيلول/سبتمبر منشأتين نفطيتين في السعودية، أول مصدر للنفط الخام في العالم، وقد تبناها المتمردون الحوثيون في اليمن.

وفي أعقاب الهجمات، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن بلاده تعدّ لردّ، قبل أن يشيد بعد بضعة أيام بـ"ضبط النفس" العسكري.

وشددت واشنطن عقوباتها على المصرف المركزي الإيراني في تصعيد جديد لسياسية "الضغوط القصوى" التي انتهجتها ضد الجمهورية الإسلامية بعد الانسحاب الأميركي من اتفاق عام 2015 حول النووي الإيراني.

وأقرّ وزير الاتصالات الإيراني محمد جواد آذري جهرمي في وقت سابق بأن إيران تواجه "الإرهاب السيبراني، مثل ستاكس نت".

و"ستاكس نت" فيروس عثر عليه عام 2010 ويعتقد أنه من تصميم إسرائيل والولايات المتحدة لإلحاق ضرر بمنشآت إيران النووية.

واتهمت إيران حينها الولايات المتحدة وإسرائيل باستخدام الفيروس لاستهداف أجهزتها للطرد المركزي المستخدمة في تخصيب اليورانيوم.

وأواخر شهر أغسطس/آب ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن هجوما معلوماتيا أميركيا ضد الحرس الثوري الإيراني في حزيران/يونيو 2019 حال دون التعرض للسفن التجارية التي تبحر في الخليج.

وقال مسؤول أميركي كبير للصحيفة إن العملية أدت إلى تدمير موقع لتخزين معلومات كانت تسمح للحرس الثوري باختيار أهدافه ومكان الهجوم.

وذكرت الصحيفة أن البيت الأبيض اعتبر أن الهجوم المعلوماتي رد مناسب على تدمير الحرس الثوري الإيراني طائرة أميركية مسيرة في اليوم نفسه قالت طهران غنها انتهكت مجالها الجوي.

وكان الرئيس الأميركي قد صرح آنذاك إلغائه لعملية عسكرية ضد إيران في آخر لحظة لتم استبدالها بعملية للقيادة المركزية الإلكترونية الأميركية.

وتحاول طهران منذ مدة العودة إلى طاولة المفاوضات مع واشنطن لإعادتها إلى الاتفاق النووي، لكنها تشترط في ذات الوقت تخفيف العقوبات الاقتصادية التي فرضها ترامب على الجمهورية الإسلامية.

وقال الرئيس الإيراني الأسبوع الماضي خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، أن طهران مستعدة للمفاوضات لكن ليس في ظل الضغط والعقوبات.

لكن ترامب قال في تغريدة إنه رفض طلب إيران رفع العقوبات، وكتب على تويتر "إيران أرادت مني رفع العقوبات المفروضة عليهم من أجل الاجتماع. وقلت بالطبع لا!".